عبد اللطيف البوني

لا لقاء السيدين

لا لقاء السيدين
[JUSTIFY] دخول جيش الحركة الشعبية الام هجليج والطريقة الدرامية التي تم الاعلان بها ذلك الدخول على لسان سلفاكير نقلت العلاقة بين شقى السودان الكبير الي مفترق طرق جديد ف (البخرة) التي مررت لسفاكير اثناء خطابه امام مجلس التحرير وعدم قدرته على كبح جماح نفسه واعلن عن محتوى الورقة ثم وقوف وتصفيق الحضور لذلك الخبر بما (فيهم باقان الذي رقص قبلها بساعات على انغام الكابلي وهو يغني زينة وعاجباني) هذا المنظر جعل الواقع يفوق الخيال فلو دفعت حكومة الخرطوم كل ما تملك من (شوية) دولارات لما استطاعت ان تأتي بالذي أتى به ذلك المنظر الميلودرامي . بالمقابل رمى هذا المشهد على النخبة الحاكمة في الجنوب عبئا ثقيلا وسيكون همها الآن كيفية احداث حدث يغطي على تلك السقطة الجماعية الكبرى
بالطبع الاعلام العالمي ليس منصفا او محايدا ليقول انه تم القبض على حكومة الجنوب (رداهاندد) أي يدها ملطخة بالدماء وهذا عند القانونيين اثبات لايحتاج الى تعضيد ولكن الرأي العام المحلي في السودان الكبير وقف على الامر بنفسه ومع كل ذلك نتمنى ان يكون رد الحركة الشعبية في الجنوب على تلك الضربة الاعلامية ايجابيا ولكن من المؤكد انه لن يكون كذلك ففقه تاريخ الحركة الشعبية منذ ايام قرنق يقول انها لن تبدو ايجابية في مواقفها وهي متلقية لضربة فعادة ما ترد الضربة ثم تتوازن فربنا يستر
ومع ذلك كانت هناك محاولات لتغطية ذلك الحدث الاعلامي بالحديث عن زيارة البشير لجوبا فتصدر اخبار نهاية الاسبوع الماضي الغاء تلك الزيارة التي كان مقررا لها ان تتم يومي الثاني والثالث من ابريل . في تقديري ان مسألة الزيارة هذه كانت من سقطات وفد التفاوض السوداني في اديس أببا (مارس 2012) رغم انه كان موفقا في التوقيع بالاحرف الاولى على مسألة الحريات الاربع فما كان ينبغي ان يربط التوقيع النهائي بلقاء الرئيسين فتلك الاتفاقية كان يمكن ان تكون مدخلا لحلحلة قضايا كثيرة تبدأ بالتدابير الأمنية وحسن الجوار وقد تصل النفط ولنضع ابيي جانبا ولا أدري ما صلة لقاء الرئيسين بكل هذا ؟
في تقديري أن حكاية الزيارة أو أي لقاء للرئيسين إن شاء الله في الخرطوم ينبغي أن يشطب من قاموس التفاوض بين شقى السودان الكبير نهائيييييي الان ليس بدواعي اوكامبو وكل خطرفات (المنبر) بل لأن ابجديات العمل السياسي يقتضي ان يكون توقيع الرؤساء على أي اتفاق آخر خطوة وليس اول خطوة هذا من ناحية عامة اما من ناحية خاصة فقد ثبت أن لقاء البشير وكير في كل مرة يزيد الطين بلة حدث هذا في آخر زيارة للبشير لجوبا قبل الانفصال وقبل الحملة الانتخابية عندما إندلعت معركة الستين مليون دولار بينهما على الهواء مباشرة ثم زيارة البشير لمباركة ميلاد الدولة الجديدة عندما قطعت الكهرباء عن المنصة ساعة خطاب البشير ثم قول سلفاكير في خطابه الافتتاحي انه لن ينسى حلفاءه القدامى في السودان القديم ثم زيارة سلفا للشمال كرئيس كامل الدسم وماعقبها من توترات ثم لقاء الرئيسين الاخير في اديس الذي تراجع فيه سلفا عن التوقيع في آخر لحظة . اها بعد دا كله تقول لي لقاء الرئيسين ؟
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]