منى سلمان
يا ناس .. لكل مقام مقاس ولباس
من بين الفتيات لفتت انتباهي واحدة منهن كانت ترتدي رغم – امتلاء جسدها – بطلون جينز ضيق مع (تونك) من الاسترتش الحريري مطرز بـ (السكسك) و(الترتر)، فكان يلمع ويتلاصف في عتمة الحديقة وتنعكس منه الانوار مع كل حركة من حركات الصبية .. ظللت اتابع لبعض الوقت حركتها مع المجموعة، من الحافلة للمجلس لانزال مستلزمات الرحلة .. فلاحظت انها كانت تحاول أن (تجر) التونك من الخلف للاسفل لتغطي به على ضيق البنطلون بين الفينة والأخرى .. بل أنها خلال الدقائق التي سبقت استقرارهم جلوسا على الارض قد قامت بشد التونك للاسفل اكثر من عشرة مرات!
دفعني احساس الصبية بعدم الراحة والثقة في نفسها، للتأمل في فهمنا نحن الحريم عن الموضة والاناقة، فمن المعلوم لدى المختصين بشئون الازياء أن هناك فرقا شاسعا بين متابعة الموضة والاناقة .. فالمتابعة العمياء لآخر صيحات الموضة قد لا تتوافق مع معايير الاناقة، ببساطة لان هذا الموضة قد لا تتناسب مع تقاسيم جسد المرأة وبنيته من طول وقصر ونحافة وسمنة .. وبالتالي فإن تعريف المرأة الانيقة يكون هي من تستطيع ان توفق بين مؤهلاتها الجسمانية وبين ما يناسبها من (لبس) ولو جانب ذلك اللبس صيحات الموضة .. وهذا بالضبط ما لا توفق فيه للاسف الكثير من الشابات المندفعات وراء تقليعات الموضة بدون أي اعتبار لتناسب تلك الموضة معهن.
كذلك فان عجز الكثيرات منّا في التوفيق بين لبس اللباس المناسب في المكان المناسب، قد دفعني لمحاولة رفع شعار (يا ناس .. لكل مقام مقاس ولباس)، فكثيرا ما تعكّر النساء صفو الذوق العام بـ (طبظات) وشتارة اللباس وعدم تناسبه مع المناسبة الملبوس لها .. فليس من المستغرب ان رأينا احداهن (تقدل في نص السوق العربي .. في نصت نهار بتوب شفون يرقش مع الشمس)، ولن يلفت نظرنا بالضرورة كعوجة البعض بـ مسمارالكعب العالي أثناء جريهن وراء الحافلات .. ببساطة لان الامر صار عادي بالذبادي .. هو الناس لاقية تاكل عشان تفكر في تلبس كيف؟
رغم ذلك لابد من ان تنتبه فتياتنا ونساءنا، وتفكر في اللبس الذي يناسبها ويجعلها تشعر بالراحة في الحركة والتلقائية والبساطة في التصرف .. فملابس السهرة في (بيت عرس) يجب ان تختلف تماما عن الملابس التي يمكن ان نرتديها في مناسبة عامة كحفل تكريم أو وداع مسئول أو استقبال مدير جديد مثلا .. كذلك فان اللبس العملي الذي يصلح في النهار للجامعة والعمل، يختلف تماما عن لبس الزيارات الاجتماعية في المساء وعن لبس الرحلات .. ففي الرحلات للحدائق وغيرها من الاماكن الترفيهية، يجب ان تلبس الفتيات الملابس البسيطة غير المتكلفة والمريحة في نفس الوقت بحيث تتيح لهن فرصة الحركة أو الجلوس على الارض دون حرج أو (عُقد) .. كذلك من ناحية فهم الجزمة البحت فلا يعقل أن تركب احداهن اسانسير الكعب العالي وتخرج لـ سك المواصلات .. فركوب المواصلات يحتاج لـ (الشباطة) و(الجزم الزحافي) ده لو ما قلنا (الاديدس) عديل .. أما الكعب العالي فلا يصلح إلا لركوب الصعب على شاكلة (ليلى علوي) وغيرها من الفارهات .. وبالعدم فهو يصلح لركوب التاكسي والهايس، أما لركوب الحافلات فلا وألف لا.
دفعت بتلك التداعيات لخاطري مكالمة تلفونية من مذيعة الاذاعة الرياضية الظريفة (داليا)، فقد اتصلت لتعبرعن اختلافها معي في الرأي حول لون فستان سيدة امريكيا الاولى الجديدة (ميشيل)، بطريقة لطيفة ومحببة ادخلتها لقلبي دون استئذان .. أما الفستان الاسود الذي اقام بيوت الازياء العالمية ولم يقعدها بعد، فـ ده موضوع ممكن نجيهو راجعين تاني .. وامكن لا .. علي كيفي !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
أنا عن نفسي بشكرك على الإبداع ومنتظر باقي شمار الرحلة أما السيدة الأولى ما علينا فيها .;) 😮
الاستاذة صاحبة اللطائف
موضوع اليوم ياهو الموضوع المفروض يتناوله كل الكتاب ، واللبس المناسب للمكان المناسب (لكل مقام مقاس ولباس) مش للنسوان بس كمان للرجال ، وبالذات فى بلد الغربة ، امباح القريبة دى ويمكن تكونى فى الوقت داك بتكتبى فى الصفحة دى ( لانه كان الوقت مغرب و ما ممكن تكونى نمت) صاحبى يحكى لي بحرقه انو مشى المطار وشاف سودانى بالعراقى الخفييييييييييييييف والسروال الطويل بس ، و بدون طاقية . ده كلام ده؟؟؟؟؟الجلاليب السودانية كملت، خلاص صلحها البس طاقية واستر جسمك الظاهر بالعراقى الخفيف ده.
مع تحياتى
بصراحة أنا كمان سمعت الكلام كتير في المساجد وبالذات في خطبة الجمعة وياريت لو قالوه في خطبة الجمعة الجاية كى يعمم علي الجميع؟؟؟؟
سلام من الله عليكي يا استاذة مني. بالنسبة لي موضوع لكل مقام مقاس ولباس والله انا بفتكر انو البنات كلهن في السودان الا ما ندر بيحاولن يقلدن الموضة تقليد احوص (ياريتو لو كان أعمي). يعني مثلا تلقي واحدة لابسة زي لعيبة الغولف شي طاقية بيضاء وشي جزمة صفراء وماشة الجامعة ومفتكرة انو كل الشباب سوف ينبهروا في حين انو اجدد نكتة طلعت ما حتضحك الناس زي ما بيضحكوا فيها (مع انو الضحك والشماتة في الاسلام ممنوع) .ناهيك عن اللبس الفاضح والمعيب مع اني في النقطة دي بحمل الاسرة اكبر جزء من المسؤولية دي. خلاصة القول انو يا بناتنا ويا اخواتنا المسلمات(علي قول شيخنا محمد احمد حسن) ألبسن الواسع والتقيل وخلن الضيق والشفاف تكونن ستات الموضة.
الاستاذة الفاضله / منى
لك التحية والتقدير
لكل بلد لباس (يا بلدي يا حبوب يا ابجلابيه وتوب)
نحن في بلد الغربة عندما نرجع السودان نلاحظ تغيرات عديدة ومن ضمنها موضوع لبس البنات الشابات وحتى بعض ( المتزوجات) من ضيق في المقاسات بصورة شاذة. هل الضيق ده نوع من الاناقة؟؟؟
ليه الكل يلبس مقاس اقل من مقاسه؟؟؟
أجمل مافي البس ان تلبس مقاسك.واعظم البس لباس التقوى والفضيلة والعفاف
أشكرك أختي على هذا المقال . حقيقة اصبتي كبد الحقيقة. بارك الله فيك واكثر من امثالك وفعــلاً شتان مابين الموضة والأناقة شكراً شكراً شكراً ،،،،،،،،
ررررررررررائع الطرح وجميل وسهم أصاب حقيقه كتيير من الناس حتى الشباب تجدي من هم مخالفين للقواعد العامه للموضه
حضرنى موقف أيام الدراسه كان عندنا زميله الله يطراها بالخير من النوع الحساس جدا لمسأله التناسق بتاع الألوان في يوم طلعت من البيت وكان عندي محاضره مسائيه في المركز الفرنسي وكنت لابس بنطلون جنز ابيض وقميص أسود الجزمه لونها بني غامض وكان في يدي فايل ورق لونه أحمر ومنتظر البص في ميدان البوسته بتاعت أم درمان وفجأه ألتقت لأجد ساميه جنبي قبل ما تسلم قالت لي ده شنو ده السلطه دي خجلتني والله لن أنساها أبدا العباره فأعدت النظر في مجموعه الالوان قلت ليها والله معاكي حق بس أنا مستعجل قالت لي طيب خد الجريده دي غطي بيها الملف ضحكت ولكن ظللت أفتكر ساميه كلما أردت الخروج حتى تاريخ اليوم وعرفت أن الساميات كتييير ومني سلمان من الساميات ونسأل الله أن يسمو الباقيين .
لك كل التحيايا
لكي التحية والتقدير
ولكن بصراحة نحن في السودان فقدنا اشياء كثيرة من القيم والمبادي للاسف