فدوى موسى

نصرف مما نجبي

[JUSTIFY]
نصرف مما نجبي

القدرة الحكومية على رفع الشعارات وادباج الهتاف على مداخل الأطر الحياتية خاصة الاقتصادية لا يدانيها فيها قادر.. فعبقريتها في التقاط (الشعارات والهتاف)، خبرها الشعب منذ «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع».. «من لا يملك قوته لا يملك قراره» و«….» و«…» وغيرها وغيرها والشاهد الآن أننا نستورد كثيراً من السلع الأساسية، ونفتقد القدرة على القرار، حيث صارت بعض القرارات المهمة في حياة البلاد رهينة الطائرات والفنادق، والدول الأخرى أقرب مثال لها «الدوحة ونيفاشا و…» وصار بعض قوتنا مستورداً، وأهم قراراتنا لا نملكها، وما دلائل المفاوضات والمباحثات أو كما يقول بعض «العامة والمشعوذين والدجالين، قراراتنا أصبحت مربوطة في جناح طيرة».. وبعيداً عن كل ذلك نحن أصبحنا مسكونين بالشعارات وجنون الهتاف، علينا اليوم أن نبحث عن شعار للمرحلة الاقتصادية الضاغطة التي لسان الحال فيها «البحث عن المخارج والأطر والبدائل الاقتصادية الفاعلة، بعد أن أصيبت الخزينة العامة في مقتل».. فهل يا ترى ستجد شعار المرحلة المفقود في ثنايا ما قاله المسؤول الكبير «نصرف مما نجبي»، فهل ستكون الجبايات البديل الأمثل لفقدان اسهامات البترول؟.

ü وجه آخر

والوجه الآخر الذي يجب أن لا يغيب عن الأذهان هو مبدأ التدبير والاقتصاد، وذلك أن تراجع الدولة فقه صرفها وتحصره على الواجبات دون الكميات، إيماناً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من أعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر» وحتى لا يحكم التضييق على الدولة أركانه، أنه من الواجب ألاّ تختل موازنة الصرف الصحيح عن الموارد «المحددة»، وأن تتقشف آليات الصرف في حدود انجاز المهام بألاَّ زيادة ولا نقصان.. الأمر الذي يحتم أن تحكم آليات التخطيط والتنفيذ مع روح الواقع، وتكاليف التفاصيل الدقيقة، كما هي على أرض الواقع.. وهذا وجه آخر التدابير الاقتصادية.

الإحسان المنظم

ونحن كشعب سوداني متكافلين بدرجة كبيرة في مناهج حياتنا الاعتبارية، فماذا لو حاولنا جعل هذا الإحسان مبرمجاً بصورة «تطوعية فاعلة».. قد يقول قائل ينجلي ذلك في مؤسسات خيرية، وغيرها من مجموعات المجتمع المدني.. ولكن هل حاولنا أن يكون المحسن الواحد عبارة عن «سنارة».. أن يعطي «سنارة الصيد».. لا السمكة.

آخرالكلام..

كثيراً ما نجد أن كثرة التدابير العاجلة تغيب فرصة الانعتاق من براثن الحواجة الضاغطة ويعوزنا الذكاء..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]