حوارات ولقاءات

ادوارد لينو: ليست لدينا أية مشكلة مع المسيرية و الحركة لن تبعدني عن ملف أبيي والمؤتمر الوطني يسعى لذلك

[ALIGN=JUSTIFY]الأحداث الأخيرة التي تعرّضت لها مدينة أبيي أثارت المخاوف بعودة الحرب مجدداً بين الشمال والجنوب، وبرزت تلك المخاوف لدى الأمم المتحدة التي تبدو أكثر حيرة من الشريكين، فقضية أبيي تعتبر أكثر القضايا التي تشغلها ولم تفلح كل الحلول التي طرحت من أطراف مختلفة في وضع حدٍّ للأزمة، وكادت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة في العشرين من مايو الماضي أن تشعل فتيل الحرب بعد الاشتباكات التي حدثت بين القوات المسلحة والجيش الشعبي وأحالت المدينة إلى خراب ينعق فيه (البوم) وتزامن انعقاد مؤتمر الحركة الشعبية بمدينة جوبا مع تطورات الأوضاع في أبيي.
أجرت (السوداني) حواراً مع المشرف السياسي للحركة الشعبية في أبيي إدوارد لينو -في العشرين من الشهر الماضي- بعد عودته من المدينة متفقداً الأوضاع فيها بعد تعرضها للاشتباكات، بدا لينو أكثر قلقاً أثناء حديثه، لكنه أجاب على الأسئلة التي طرحتها أمامه دون تحفظ.
* سألته أولاً عن ما خرج به مؤتمر الحركة بشأن قضية أبيي التي استحوذت على نقاش طويل؟
ـ لا يوجد جديد، فقط هنالك مناشدة للجهات الدولية والمنظمات الدولية والإنسانية على كل المستويات على مستوى السودان والجنوب والعالم لتقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة في أبيي وهذه المساعدات تحتوي على المأكل والملبس وأماكن للإيواء، لأن الناس فرت بما عليها من ملابس.
* تحفظ بعض أعضاء الحركة على خطاب رئيس حكومة الجنوب سلفاكير لعدم تضمينه أحداث أبيي الأخيرة.. لماذا التحفظ؟
ـ بالعكس سلفاكير تحدث عن مشكلة أبيي قبل وبعد المؤتمر.
* ألمحت في حديث لك بأن الحركة لم يكن موقفها قوياً مع المواطنين في أبيي؟
ـ هذا كان شعور المواطنين في أبيي بأن الجيش الشعبي لم يقف معهم وباعتباري أحد القيادات الموجودة في المنطقة هناك أعرف وأعي تماماً مشاكل الجيش الشعبي وأوضاعه.
* ولكن ألم يكن شعورهم صادقاً؟؟
ـ الجيش الشعبي يقف معهم بدون شك ويأخذ أوامره من جهات عليا ممثلة في سلفاكير في المقام الأول، ولكن سلفا آثر أن يكون كل شيء إيجابياً، وبعد هذه المشاكل وعد رئيس الجمهورية المشير البشير نائبه سلفا وعداً صريحاً بأن يسحب اللواء (31) ولكن لم يتم السحب حتى الآن.
* ما الذي كان يتوقّعه المواطنون من الجيش الشعبي؟
ـ الدخول مباشرة لحمايتهم.
* بموجب اتفاق السلام ما هو التصرف المخوّل للجيش الشعبي؟
ـ لم يكن هناك اتفاق حول هذه النقطة بالذات وبعض ما ورد في نصوصه فهم بالخطأ، الاتفاق يقر بانسحاب الطرفين إلى مواقعهما.
* ما هي الجهة التي تتهموها بالاعتداء عليكم.. القوات الحكومية أم المليشيات؟!
ـ القوات الحكومية والمليشيات شيء واحد.
* أي المليشيات تقصد؟
ـ المليشيات (سوم) وقوات تابعة للحكومة ومعهم عناصر مسلحة من المسيرية وهم منظمون ولديهم أسلحة وخيول وهم أساساً مفصولون من القوات النظامية.
* هناك اتهامات موجهة لكم بأن وجود شرطة الحركة الشعبية شمال أبيي يتناقض مع وقف إطلاق النار؟!
ـ هذا الحديث غير صحيح، هم يتحدثون عن الجيش الشعبي، وليس هناك وجود للجيش الشعبي داخل المدينة وإنما هناك شرطة وهي مجموعة صغيرة تعمل في الحراسة، وقوات تابعة للحكومة هي من بادرت بالهجوم الذي بدأ باحتكاك بسيط جداً شمال أبيي، وقوات من مليشيات سوم تعرضت لاحتكاك مع شرطة الحركة وحدث اشتباك وقاموا بمقتل أحدهم. وفي اليوم الثاني ذهبت مجموعة منا إليهم لاحتواء الأحداث فتعرضوا لهجوم وقتلوا عسكرياً من جانبهم، وكانت هذه هي البداية.
* ولكنهم تحدثوا عن عدم شرعية وجود الشرطة شمال أبيي وفقاً لاتفاقية وقف إطلاق النار؟
ـ الاتفاقية لم تنفذ بدليل أن اللواء (31) لم ينسحب من المدينة والاتفاقية تتحدث عن تشكيل كتيبة من الجيش الشعبي وأخرى من القوات المسلحة لتكوين القوات المشتركة لحفظ الأمن داخل المدينة لكنها لم تنفذ.
* ولكن سمعنا بأن الجيش الشعبي قام بقصف المدينة؟!
ـ نعم، أول رد فعل للجيش الشعبي هو صباح اليوم -العشرين من مايو الماضي- وهو أول قصف للمدينة واتهم الجيش الشعبي بأنه حرق المدينة، ولكن الواقع أنهم هم الذين قاموا بحرق المدينة.
* أين هي مقررات اللجنة العسكرية المشتركة في أبيي؟!
ـ اجتمعت اللجنة داخل أبيي ولم يتفقوا على شيء وقام الجيش بصياغة مقترحاته في شكل بيان وهذه المقترحات رفضت من جانبنا وهم تمسكوا بها.
* ماذا عن (اليونيميس) وما دورها في هذه القضية؟
ـ لم تقدم أي شيء فقط أجلوا موظفيهم الدوليين ونقلوا إلى ملكال بالرغم من أن مهمتهم هي حماية المدنيين إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً وأيضاً القوات الزامبية لديها تفويض بحماية المدنيين.
* القوات الزامبية وغيرها من قوات اليونيميس هل لديها تفويض بالتدخل المباشر لحماية المدنيين؟
ـ نعم، طبقا للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة بالنسبة لمناطق النزاع، لذلك لا يمكن أن ينحصر دورهم في إجلاء المواطنين ودورهم عندما تحدث اشتباكات لديهم وسائل لنقلهم إلى خارج المناطق كالجرحى للرعاية الطبية والصحية.
* ماذا عن الاتهامات باختطاف زكريا أتيم ورحمة القياديين بالمؤتمر الوطني في أبيي؟!
ـ لم يتم اختطافهما وإنما هم الذين لجآ للقوات المشتركة حتى لا يتعرضا لأذى بحسب هواجسهم، ومن ثم نقلوا إلى منطقة (الكبري) واشتكوا لدى الأمم المتحدة حينها تم تخيير أتيم بالالتحاق إلى أي المعسكرين ففضل الذهاب إلى اللواء (31) والآن هو موجود تحت حمايتهم في الوقت الذي فيه أبناؤه مع الحركة.
* تحدثت عن عدم شرعية اللواء (31) والجيش أشار في بيانه إلى نشر ثلاثة ألآف جندي من الجيش الشعبي في مناطق أكيج مجوك وبالتالي بحسب البيان فإنهم نشروا قواتهم كرد فعل على نشركم لتلك القوات؟!
ـ لا لا.. هذا غير صحيح، فاللواء (31) موجود في أبيي منذ 1967م.
* وماذا عن مقترح المؤتمر الوطني لتسوية القضية؟
ـ ليست هنالك أية مقترحات.
* هل هو المقترح الذي يتحدث عن (60) من المسيرية و(62) من النقوك لإدارة المنطقة؟
ـ ليست لدينا أية مشكلة مع المسيرية فقضيتنا هي مع المؤتمر الوطني.
* هناك حديث بأن أبيي مرهونة بالتسوية والتطبيع بين السودان وأمريكا بحسب آخر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية الذي ذكر فيه أن الرئيس البشير وعد دينق ألور بأنه إذا نجح في التطبيع مع أمريكا فإنه يسهل له حل أبيي؟!
ـ هذا غير صحيح، وهنالك اشتراط من قبلهم على التطبيع بعد حل أزمة دارفور وأبيي ولكن هذه قضية شعوب ليست فيها مساومة في اتفاقية نيفاشا ولا بد من الالتزام بها.
* هنالك تحليلات بأنك من المتشددين في الحركة وقد يتم إبعادك من ملف أبيي؟!
ـ هذا ممكن، ولكن ليس من الحركة وإنما من المؤتمر الوطني.[/ALIGN]