تحقيقات وتقارير
حديث الخبراء بين يدي لقاء الرئيس !
ومن نتائج الجدل المدهشة أن بعضهم ممن كانوا يرفضون رفع الدعم بصورة عامة وعن القمح (لدرجة التشدد) صاروا يتمنون رفع الدعم عن القمح قبل البنزين والسبب هو الأرقام الجديدة عن ((الحريات الأربع)) التي ستلتهم القمح المدعوم خبزاً وتمويناً وتجارة فالحدود المرنة المفتوحة لا تعني سوى ذلك، كما تعني أن دافع الضرائب السوداني شهم وكريم وسخي لأنه يدعم السودانيين ودول الجوار!
والخبراء يرون أن المال المتوفر من دعم القمح عندما يذهب مباشرة لتمكين الفقراء من شراء الخبز ستبقي الثروة السودانية داخل الدورة الاقتصادية الوطنية كما أن هذا الحل مشروع ممتاز لغرس الوطنية ولتعزيز مفهوم الدولة التي تتحمل التزاماتها تجاه كل من يمتلك ((حق المواطنة))!
ولكن بكل أسف فإن الصورة الإعلامية المتناقضة جعلت من المشروع الكبير كارثة كبيرة.
ورجل ذكي جداً يخرجنا بهدوء من الاقتصاد ويضعنا في سياق نماذج أخرى لهذا التناقض فالخبراء العسكريون يقولون إن الجيش السوداني لم ينهار على يد التمرد مثل عدد من الجيوش الأفريقية جنوب الصحراء … والأسباب كثيرة ولكن من ضمنها أن التوجه الإسلامي الذي بدأ في يونيو 1989م جدد عقيدته القتالية وهذا ما جعله مختلفاً ومنحه ومنح السودان عمرا إضافيا.
ولكن بالمقابل بعضهم يري أن الإنقاذ كارثة على السودان كله وليس الجيش وحده .. تناقض كبير!
سياسياً … الخبراء أيضاً يقولون إن مسيرة تحرير القرار لها ثمن .. وهو الحصار الاقتصادي ((الماحق)) ولكن أمرين يحولان دون ((المحق)) وهما أن الدولة مؤسسة على توجه فكرى وقواعد صامدة وهنالك سياسة تحرير اقتصادي مدججة بأفكار وبرامج إسلامية … هنالك رأسمالية منزوع منها نظام الفائدة الربوي وهي ((المحق)) الرباني وليس البشري.
وخبير ثالث يؤكد ان الدعم عبر التأمين يختلف تماماً عن الدعم المباشر للعلاج والدواء … فالدعم عبر التأمين لا يستفيد منه إلا السودانيين أما الدعم المباشر فيستفيد منه كل الناس .. بينما المواطن السوداني خارج السودان (لو كسر رقبتو!) … لن ينال ما يناله المواطن هنالك من حقوق علاجية.
ويعود الخبير الأول قائلاً .. الإنقاذ لم تبدأ من الصفر ولكنها النظام الوطني الأول الذي يعتمد سياسة وطنية موحدة ويصمد عليها وهي ((مزيج سوداني) اكتسب درجة عالية من التجانس والدليل العملي هو الصمود أمام هزات خطيرة حدثت تباعاً.
لكن هنالك قيادات كبيرة في أحشاء المشروع الإسلامي ذاته لا تعرف من ((المزيج السوداني)) سوى الخصخصة والنمط الاستهلاكي الحر، ولذلك هي ترفض رفع الدعم … لأنهم يريدون ((سوقاً حرة)) و ((حكومة اشتراكية))!
والواقع يقول إن هذه القيادات أو الشخصيات .. إصلاًحية أو تنفيذية أو .. لا تفهم طبيعة المرحلة .. وأن الدولة ربما تقيا بعضها.
والواقع يقول أن السودان دولة بدأ منهجها الاقتصادي يتشكل في التسعينيات .. فقد دخلت الدولة في دورات متخبطة بين الاشتراكية ومصادرة الممتلكات في عهد النميري الذي انقلب على الشيوعية ولم يعتمد منهجها جديداً، أما الديمقراطية الثالثة بقيادة الصادق المهدي فلم تشهد أي خطوات لتبني أي منهج.
فلنجعل من لقاء القمة (الرئيس والقيادات الإعلامية) ضربة البداية للمصالحة بين ((الإعلام الوطني والاقتصاد الوطني)) التي كتبنا عنها سبع حلقات .. وبدأناها مطلع الشهر بالعبارة المفتاحية التي يرددها الرئيس … ((قديماً كان الناس على دين ملوكهم ولكنهم في هذا العصر على دين إعلامهم)) وقلنا إن هذه العبارة تعكس اهتمام الرئيس الشديد بدور الإعلام وهذا في مصلحة الإعلام والإعلاميين بالتأكيد ولكن هذا الاهتمام معه مشتملات ونصائح لا بد من الإنصات إليها ولو من باب اللياقة والذوق ومبادلة الاهتمام بالاهتمام والان جاء وقت الذوق واللياقة، وبمثلما ما بدأنا نختم.!
صحيفة السوداني
بقلم/ مكي المغربي
واضح من اسلوب الكاتب انتماءه لحزب اللصوص …. و يحدثنا عن اراء خبراء مجهولين فهلا سميت لنا هؤلاء الخبراء الذين قولتهم كثيرا؟
ارجو ان لا يكونوا ناس ربيع عبد العاطي و علي بيتزا و من “خمش” خمشهم!