اقتصاد وأعمال

مدينة الابيض الطبية .. حلم ينتظره أهل شمال كردفان

[JUSTIFY]وقعت وزارة الكهرباء والسدود واتحاد شركتي مرتضى بصفته مستشاراً وطنياً والشركة الأردنية المعروفة اختصاراً بـ «يو. إتش. إس» بصفتها مستشاراً أجنبياً، وقعت عقداً استشارياً لتنفيذ مشروع «مدينة الأبيض الطبية » بتكلفة كلية بلغت «100» مليون دولار ومرحلية «588» ألف يورو، وأوكلت مهام تنفيذها للمهندس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود، وحضر التوقيع بالأبيض بالإضافة إلى هؤلاء وزير الصحة الاتحادية إدريس بحر أبو قردة وطاقمه، ووالى شمال كردفان المكلف مولانا أحمد محمد هارون وطاقمه الذى مازال يزاول مهامه، ونفر كريم من السياسيين والتنفيذين والمهتميين والمختصين فى الشأن ذاته، وبالطبع أهل الأبيض كانوا حضورا وشهودا.

فكرة المستشفى الفكرة جاءت أساساً لإنشاء مجمع طبى مرجعى بواسطة الصندوق القومى للتأمين الصحى لتلبية احتياجات المنطقة من الخدمات العلاجية المتميزة، إبان عهد الدكتور سليمان عبد الرحمن سليمان «ذكره الله بالخير»، والفكرة جاءت شراكة بين ولايتى شمال وجنوب كردفان فى عام 2010م لبناء مدينة طبية من «5» طوابق بتكلفة إجمالية «9» ملايين دولار من أموال مؤسسات التأمين الصحى بالولايتين، وهلل لها أصحاب المصلحة كثيراً، إلا أن البسمة قتلت فى مهدها بسبب الخلافات الضاربة الجذور بين التأمين الصحى ووزارة الصحة الاتحادية التى فشلت الإنقاذ في أن تضع لها حداً، وشبهها سياسيون بخلافات «الضرار»، ومن ثم طرحت وزارة الصحة الاتحادية فكرة المستشفى، ولكن الفكرة جاءت فى وقتها تحمل ذات فكرة الضرار التى أدت لأن يذهب الدكتور سليمان مؤسس الفكرة ضحية عقب قرارات سجالية بين وزيرة الرعاية الاجتماعية آنذاك سامية أحمد محمد ومؤسسة الرئاسة باعتبار أن مدير التأمين الصحى تم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية، فجاءت المستشفى من قبل وزارة الصحة لأن يكون بديلاً لمستشفى الأبيض الذى أصبح محل شكاوى من قبل المسؤولين بالولاية، إلى أن جاءت إحدى زيارات رئيس الجمهورية المشهورة إبان تدشينه حملته الانتخابية بالأبيض والتى يحفظها المواطنون هنا عن ظهر قلب فى فبراير 2011م، فأعلن الرئيس تبرعه بإنشاء مدينة طبية بالأبيض استجابة لمطالبات المواطنين «موية، مستشفى»، فكان المستشفى، حيث تبلغ تكلفة إمداد المياه من النيل من الفشوية «600» مليون دولار فى ذلك الوقت، فأطلق علىها مدينة الأبيض الطبية.

ثلاثون شهراً فى الانتظار «واحد وثلاثون» شهراً هى فترة الانتظار التى ظل أهالى الأبيض يترقبون فيها تنفيذ وعد رئيس الجمهورية، وهم يجدون له العذر بسبب أزمات السودان الكثيرة، ولكنهم كانوا على يقين وعلى ثقة بأن الرئيس سيحقق لهم عشمهم، وهو منهم ويدرك معاناتهم واحتياجاتهم، ويقول وزير الصحة بالولاية الدكتور إسماعيل بشارة أحمد إنه تم تكوين لجنة من المالية والصحة الاتحاديتين ووزارات الصحة والمالية والتخطيط العمرانى الولائية وبعض الخبراء والاستشاريين فور إعلان الرئيس دراسة حالة مستشفى الأبيض الحالى، وأكد التقرير أن الأبيض فى حاجة ماسة لمستشفى بديل ومتطور وبطراز حديث، ومن ثم شرعت اللجنة فى وضع التصور المطلوب، وترأست اللجنة وزارة الكهرباء والسدود عقب تكليفها رسمياً من قبل رئيس الجمهورية بتنفيذ المدينة الطبية، ومن هنا تم الاتفاق على أن تشتمل المدينة الطبية على وحدة متكاملة لمعالجة الأورام السرطانية كمرحلة أولى «100» سرير ترتفع إلى «300» سرير، ومستشفى عام بشتمل على عدد من التخصصات الطبية بسعة «300» سرير فى المرحلة الأولى ترتفع ليستوعب «600» سرير في مرحلته الثانية، حيث تبلغ تكلفة المرحلة الأولى «588» ألف يور، فيما تبلغ التكلفة الإجمالية «100» مليون دولار.
مرحلة العطاءات وأوضح وزير الصحة الولائية أن اللجنة المكلفة رأت ضرورة أن يكون هنالك اتفاق مع جهة استشارية لتشرف على كل مراحل تنفيذ المدينة الطبية، ومن ثم تقدمت «29» جهة استشارية تم تصنيفها وتصفيتها فى المرحلة الثانية إلى «14» شركة حتى وصلت لمرحلة اختيار اتحاد شركتى مرتضى بصفته مستشاراً وطنيا والشركة الأردنية المعروفة اختصاراً بـ «يو. إتش. إس» بصفتها مستشاراً أجنبياً لتنفيذ المشروع خلال «24» شهراً و «6» أشهر هى فترة مرحلة التقييم واختيار الموقع المناسب حسب المواصفات المطلوبة.

مواصفات الموقع وأكد الدكتور إسماعيل بشارة أن الموقع المطلوب حسب المواصفات ألا تقل مساحته عن «100» ألف متر مربع، وأن تتوفر بجانبه مساحة إضافية تقارب ذات المساحة لمستقبل المدينة الطبية، فضلاً عن مراعاة قربها من إمداد الكهرباء والمياه، كما تراعى فيها اتجاهات تطور مدينة الأبيض السكنية، وأن تكون بعيدة قليلاً من المناطق الخطرة ومناطق الضوضاء، وعليه اقترحت اللجنة «4» مواقع، الأول الموقع الحالى لمستشفى الأبيض مع مراعاة إمكانية الاستفادة من ترحيل منطقة السوق أو بعض المواقع المجاورة، والثاني موقع آخر جنوب شرق مدينة الأبيض قرب إدارة آثار الجفاف والتصحر على الطريق القومى والدائرى، والثالث موقع بين مدينة الأبيض الحالية وخورطقت، والرابع موقع بالقرب من جامعة كردفان على طريق الأبيض ــ بارا. واكد الوزير أن الولاية لا تتدخل بل تترك أمر اختيار الموقع للجنة المختصة وفق الدراسة والمعايير المطلوبة، مبيناً أن اللجنة باشرت مهامها بزيارات ميدانية لكل المواقع المذكورة.

الأوضاع فى المستشفى الحالي أكد وزير الصحة أن وزارته اتخذت ترتيبات لتهيئة الأقسام بداخل مستشفى الأبيض الحالى لتؤدى دورها المنوط بها على أكمل وجه، مبيناً أن المستشفى سعته «600» سرير لا تكفي التردد الكبير الحاجة التى تتجاوز أحياناً «800» سرير، ولذلك يتطلب الأمر ترقية أداء الخدمات من موجات صوتية وجراحة مناظير وجراحة اليوم الواحد لتقليل فترة الإقامة بالمستشفى.

بداية نهضة كردفان والى شمال كردفان المكلف مولانا أحمد هارون أكثر الناس سعادة بذلك، وقد وضع العتبة الأولى لإحدى ثلاثية شمال كردفان «موية، طريق، صحة» التى قال إنها ستكون محطات انطلاق لتلبية تطلعات وآمال وأشواق أهله فى شمال كردفان، واصفاً توقيع العقد بـ «الحلم الذي تحقق أخيراً على أرض الواقع»، وقال إنه يمثل البداية الحقيقية لنهضة شمال كردفان، مقدماً الشكر إنابة عن أهل الولاية لرئيس الجمهورية المشير البشير لوفائه بالعهد الذى قطعه معهم فى فبراير 2011م، وقال إن أهله صبروا وما تمردوا أو تلجلجوا فجاءتهم البشارة، مستعيراً مثلاً من ثقافة أهل كردفان قائلاً: «الخريف اللين من شوقارتو بيِّن»، وجدد هارون ثقته فى إدارة السدود، وقال إن العمل سيكون ناجحاً لأن من سينفذه هو وحدة تنفيذ السدود التي أقامت أكبر المشروعات التنموية بالبلاد «سد مروي وتعلية الروصيرص»، وتابع قائلاً: «وإلى حين اكتمال المستشفى الجديد لن نتوقف بل سنعمل على تأهيل المستشفى القديم قبل إحالته للمعاش الإجباري».

البشير سيزور الأبيض وزير الكهرباء والسدود المهندس أسامة عبد الله دعا الجميع إلى ترك ما سماه المماحكات السياسية، ودعا إلى عمل الخير والتنافس فيه خدمةً للمواطنين في المجالات الأساسية «الصحة والتعليم والمياه»، وكشف الوزير عن زيارة وشيكة لرئيس الجمهورية المشير البشير للولاية لافتتاح مشروعات حصاد المياه، وأكد أن مواسير المياه الجديدة التي تنفذها وزارته ستعمل على تحسين نقل المياه من المصادر إلى مدينة الأبيض، فيما دشن الوزير الأعمال التى تنفذها وزارته لتأهيل شبكة مصادر المياه من بنو «11 كيلومتراً جنوب مدينة الأبيض»، والتى تنحدر من حوض خور بقرة «30 كيلومتراً جنوب الأبيض» إلى المناول فى محطة العين قبل أن تشق طريقها إلى «بنو»، كما خاطب ورشة مياه الأبيض قائلا إن المشكلة الحقيقية في المياه تكمن فى الإدارة، وإن حل مشكلة مياه الأبيض سهل ويبدأ بخطوات عملية بعمل خريطة كنتورية للمدينة وإنزالها على أرض الواقع، ومن ثم تحليل الأمر لوضع خطة للتنفيذ تدعمها وزارته.

وفى ذات الإطار أكد وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة أن مدينةالأبيض الطبية تأتي في إطار الخطة الاستراتيجية للوزارة بهدف توفير الخدمات الصحية لكل مواطني البلاد، وتوقع أن تصبح المدينة مؤسسة إقليمية كبرى تخدم كل مناطق ودول الجوار، إلا أن الوزير أقرَّ بوجود نقص في الخدمات الصحية بالبلاد، وقال إن 14% من السكان يعانون من قلة الخدمات، معلناً عن بناء «684» مركزاً صحياً حسب خطة وزارته، لتلبية متطلبات الرعاية الصحية الأولية. [/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة

‫2 تعليقات

  1. نأمل أن ترى مشروعات هارون النور قريبابعد ان بات المواطن يستجدي الخدمات …وبعدين يجب على حكومة الولاية أن تشدد في عقود تنفيذ هذه المشروعات سواء مع المقاول المنفذ او المقاولين من الداخل او الاستشاريين لأن المعلوم ان مشروعات البنية التحتية في السودان تتدهور سريعا بسبب الفساد الاداري وغياب الرقابة القانونية والكل يعايش هذه المشروعات في الطرق والمباني تنهار سريعا لأخطاء في التصميم والتنفيذ والتسليم والمواصفات وعجم الشفافية في طرح العطاءات والترسية وفض المظاريف والضمانات المالية للمقاول وكافة النواحي الفنية …على الرغم من عدم علمنا بعلاقة السدود بتنفيذ المستشفيات لكننا نأمل أن يتم التنفيذ على الوجه الاكمل…مولانا هارون لم نسمع له فساد كما نعلم ونرى ونسمع عن عناصر الحكومة الآخرين وهذا هو الأمل في جدية التنفيذ…الابيض مدينة عانت من سؤ الخدمات وسؤ المسؤولين .

  2. ما فاهمين يعنى اسامة عبدالله وزير الكهرباء والسدود يوقع للمدينة الطبية ويكلفوه بيها ينى هو الكهرباء خلاص مشاريعها انتهت وشغلها اكتمل وبقى ما عندها حاجة والوزير بقى فاضى ما عند شغلة
    عشان كدة اوكلوا ليها مهمة ما حقتوا
    عااااايزييين نفهم السبببب شننننو
    دخلوا فى الموضوع ده شنو ……!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    شكلوا ال
    راجل ده بيلملم فى الوزارت الكهربا والرى والسود تخطيط عمرانى شئون هندسية وهلم جرا