فدوى موسى

قضايا المرأة في الإعلام

[JUSTIFY]
قضايا المرأة في الإعلام

يظل تناول قضايا المرأة في الإعلام يحتاج للمزيد من الضوء لاعتبارات كثيرة منها النقلات الكبرى التي تشهدها المجتمعات ككل، وهذا لا يعني القصور أو العجز عن ارسال محتوى مضامين قضاياها بقدر الحاجة للشفافية والدلالات الواضحة.. ولو وقفنا بشيء من التقييم لتناول هذه القضايا في خارطة الإعلام عامة، نجد أنها تحظى بالنصيب المقتدر لحساسية النظرة للمرأة، باعتبارها النصف الفاعل في حفظ نظام الأسر من الانفراط، ولو أخذنا أقرب مثال- حادث الشهيدة «عوضية»- والتي استصحب الحادث فيها إشارات لخلل وقتي كبير في منظومة مهمة، لم يكن موقفها الآني وشخوصها في حجم تقدير الموقف.. الأمر الذي خلف حزناً عميقاً وكبيراً بفقدان مواطنة سودانية لحياتها غدراً، فالتغطية الإعلامية كانت قدر الحدث، لأن هناك انفراطاً في التقدير اللحظي للموقف، وإصابة للمهنية في مكمن.. مجتمعنا عندما يرتبط الأمر عنده بالمرأة، فإن التناول يكون أكثر تدقيقاً وحساً، مع الوعي التام بأهمية حفظ الهيبة للمؤسسات النظامية دون ترك المخطئين، يخربون المؤسسية.. بالنظر لغيرها من قضايا المرأة في ذهنية الرأي العام التي تصاحبها تغييرات عامة من اضطرابات أدت لنشوب قضايا ساخنة أثرَّت على المرأة، يظل الميزان حساساً ولأن المرأة معيار لواقعها تظهر عليها التأثيرات والافرازات أولاً، فيكون الأمر السالب أكثر وضوحاً من الإيجابي.

فالرأي العام يتعبأ بشكل أكثر إيقاعاً فيما كان الطرق المتأثر امرأة أكثر من شريكها الرجل، في ظل تنامي آثار العنف والتفلتات الأمنية، باعتبارها الركيزة الدائمة في لمّ شمل المجتمع، الذي أصبح هشاً منهوباً بالدواعي الاقتصادية الفالتة والضغوط الاجتماعية العاصرة.. لذا تجد قضايا ومشاكل المرأة حقها من التناول من قبل الكُتَّاب ذكوراً وإناثاً، رغم الجنوح العام «لفرز الكيمان» تحت ذرائع النوع وغيرها من تفاصيل حديثة ورغم ذلك نقول لو إن تقييماً أكثر تفصيلاً لما تناولته الأقلام النسائية لواقعهن، فإن علامات كبيرة للرضاء ستكون محصلة مقنعة لقدرتهن على نقل الانفعال النسائي بما يرتبط بأمر النساء، ولكن دون أن نقلل من عظم قدرة الشريك في اجلاء الحقائق والتحليل الموضوعي الواعي لقضاياهن، لاعتباره النصف المكمل فطرة وعشرة وإنسانية.. وتظل الحاجة الإعلامية فارضة لضرورة الشفافية والانغماس بعمق في أغوار الموضوعات، التي تهم المجتمع ككل رجاله ونسائه.. ويظل بحر المداد دواية لا تنفذ دون تسطر معالم أوجاع وأفراح اتراح وسعادة الانسانية، إضاءة للطريق ومعالم الوصول لجوهر الأمر الذي به تنصلح الحالات الإنسانية للرجال والنساء جميعاً.

آخر الكلام..

تظل المرأة موضوعاً للأقلام والأفلام والأسماع رهفاً ونظراً وكتابة.. التحية لجميع الكُتَّاب رجالاً ونساءً في بلادي، وهم يتناولون قضايانا بصدق، وأحيي أخواتي الكاتبات بهذه الصحيفة جميعهن وأخواني الكتاب على وجه الخصوص وهم يتناولون القضايا «بعداً ومسافة» داخل و«خارج الصورة»، لنقرأها داخل و«خارج النص»، ك«اضاءات» تقود إلى «شمس المشارق» في «كل الحقيقة»، ليأتيها في «الصباح الرباح» بكل فخرٍ وإعزاز.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]