اقتصاد الهامش .. بائع اللبن .. مهنة يحترفها خريجون لتسديد فاتورة المنزل
وبائع اللبن العشريني خريج جامعي يحمل درجة بكالوريس الاداب من جامعة النيلين ، لجأ من استحالة التوظيف الحكومي وصعوبة العمل في مجال تخصصه الى العمل اليومي لمقابلة ظروف اسرته ، عرف من دراسته للاداب ان الحياة سلسلة من التعب والشقاء «وليست مفروشة بالورود» يقول نصرالدين: عدم وجود فرص للتوظيف الحكومي او الخاص هى التي دفعته لولوج مجال بيع الحليب الطازج مشيرا الى انه يعمل يوميا على فترتين من الساعة الرابعة صباحا الى التاسعة مساء تتخللها فترة راحة وقت «الضهرية» ويقول احاول استغلال تلك الفترة في عمل اضافي بيد انه لا يفلح كثيرا في ذلك ، ويعمل نصر الدين في ظل ظروف مناخية صعبة تحت المطر المنهمر والبرد القارس صباحا الى ارتفاع درجات الحرارة بعد الظهيرة، ويجلب نصر الدين الالبان من المزارع القريبة من الكلاكلة، ويحصل على فائدة من مبيعات الحليب يقول عنها «انها تكفي مصاريف البيت» وعلى نصر الدين تخصيص حصة من ارباحه لمقابله تغذية «حماره» والذي يكلف مبلغا كبيرا لمقابلة تكاليف العلف الاخضر والذرة.
ويواجه صعوبات في تسويق الالبان لاسباب خارجة عن ارادته ، فاسعار الالبان بدأت بالتصاعد بصورة دراماتيكية فقد ارتفع سعر رطل اللبن «نصف لتر» من جنيهين مع بدء العام الحالي الى 3 جنيهات ويتوقع ان ترتفع الى ثلاثة ونصف الجنيه في غضون هذا الشهر، ويؤكد ان زبائنه بدأوا بتقليل كمية الحليب مضيفا «في ناس قللوا الكمية من ثلاثة ارطال الى رطلين وآخرين من رطلين الى رطل واحد» كما شرع اصحاب البقالات في ذات الاتجاه. بينما يرى محمد عوض صاحب بقالة انه قلل من الكميات باعتبار ان المشترين قللواوان التبنة الواحدة تساوى 8 ارطال واصبح يشترى 3 تبن مقابل 7 فى السابق.
ويواجه بائع اللبن نصر الدين اوقاتا عصيبة مع قلة المبيعات وعدم حصوله على ارباح كافية والتي ستدفعه الى ترك تلك المهنة عما قريب حيث يقول «لن استمر في العمل ولايوجد فيه ما يبشر بالمستقبل»، وليس امامه مخرج ففي الاصل نصر الدين من ولاية الجزيرة محرك الاقتصاد السوداني في تاريخه الحديث، ومع انهيار اكبر مشروع زراعي بالري الانسيابي في العالم فان نصر الدين عالق بين اطلال مشروع الجزيرة وانعدام فرص العمل بعاصمة البلاد. [/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة
يا خريج كلية الآداب هل كنت تنتظر توظيفا ؟!
رأيت بعيني خريج كلية الطب يسترزق من العمل في ركشة !!