فدوى موسى

الإجـــــــازة جــــــــات!

[JUSTIFY]
الإجـــــــازة جــــــــات!

(أم هاني) يلف رأسها دوار وهي ترى الإجازة المدرسية قد حطت عليها بهم «أي أولادها» الذين كانت المدارس تحمل عنها عبئهم الكبير.. بتثبيت مشاغبتهم وشقاوتهم التي لا تسلم منها بيوتات (الحي).. فمن يشتكي من لعبهم المزعج للكرة.. فكم نافذة زجاجية تحطمت تحت (شوتة فالتة من رجل ابنها الأكبر) أو «فليتة» في جسم عمك الزين الذي «جات فيهو.. من شوتة ابنها الأوسط».. و«شكلة الضل» التي جاءت نتيجة لنقل ابنتها لونسة الجارتين للجارة «التالتة»، حتى أن «أم هاني» باتت تبحث عن حضن دافئ يستوعب خوفها عليهم.. فهي في حالة حيرة لايجاد البديل الذي يحوش عنها الآثار المترتبة على الإجازة المدرسية وكيفية قضاء الأبناء لها بطريقة سليمة دون أن يتأذى منها الآخرين.. حقيقة موضوع قضاء الإجازة المدرسية يحتاج لرؤية واضحة من قبل المجتمع ككل، خاصة وأن التلاميذ بالذات لهم طاقة حركة جامحة لا يمكن قفلها وحبسها في محيط البيوت والشقق، فالمدارس كانت خارج نطاق وقت الحصص تستوعب بروح الجماعية طاقاتهم المشحونة دون اخلال في إفراغ الشحنات الأمر الذي يجعلها بيئة مناسبة لممارسة بعض اللعب والشقاوة اللذيذة والمزعجة.. حاولت «أم هاني» أن ترمي بثقلهم على البيت الكبير و«تملص الأولاد عند أمها صباحاً حتى عودتها من العمل وتناول وجبة الغداء معها ومن ثم العودة إلى المنزل».. شكت لها أمها مر الشكوى من عدم قدرتها على تحمل «بلا أولادها» محتجة «أنا ربيتك زمان كمان دايرني أربي ليك أولادك.. ما تخلي الأنانية دي» فتحزم «أم هاني» الموضوع وتتقدم بأخذ إجازتها السنوية وتلازم أبناءها في تلك المدة والبقية المتبقية كما تقول «أقضيها معاهم كلت ومجازفة».

ويبقى البحث عن الكورسات والبرامج الرياضية مخرجاً يستوعب الأبناء في فترة الإجازة، وأن ضرورة الإجازة لا تنفصل من ضرورة النظر في استغلالها بالشكل المطلوب، ولا يغيب عنا أن هناك شريحة من الطلاب تعمل «تحت وطأة الظروف الاقتصادية» لأجل تحصيل مبالغ تكفي لاحتياجات العام المقبل.. وهي شريحة مقدرة وسط الأسر الفقيرة والمحدودة الحال.. وإن قلنا أن أبواب المدارس يجب أن تُفتح في الإجازات بصورة أسبوعية لبعض النشاطات الأدبية والثقافية والرياضية التي تحفل بتعلية الروح الجماعية الثقافية للتلاميذ إضافة لبعض الدروس التي يحتاجها منهم خاصة أولئك الذين تحصلوا على نتائج لا ترضي المستوى المطلوب للمقررات التعليمية.. وحتى لا تجد الأمهات حالهن كحال «أم هاني» فإن أبواب كثيرة يمكن طرقها.. خلالها يمكن أن تنمي مواهب التلاميذ وتزيد درجات تواصلهم الاجتماعي وسط الأهل والمعارف، فالفرصة متاحة لعمل جولات تواصلية خالصة.. كما لا يغيب عنا ظروف البعض الذين يرتبط الأمر عندهم بالتسفار والعودة للجذور لقضاء «العطلات والإجازات».. عليه تبقى خيارات التعامل مع الأمر محكومة بظروف كل حالة.. وكل أسرة.. «فيا أم هاني» الموضوع متروك لتقديرك فيما يتنازعك من برامج تحضنين ابناءك إليك وتواصلي عملك.. أم كما قلتي «تجازفي» أمرها بين بين..

..«وقفة» أعجبتني فكرة بعض التلاميذ الذين قاموا في ثاني أيام عطلتهم بنظافة شوارع الحي القديم..

آخر الكلام:

فلذات أكبادنا لن تكونوا عبئاً أبداً لأنكم أنتم كل المستقبل.. وخوفنا عليكم يجب ألا يخنقكم.. نريدكم حراكاً ولكننا نخشى عليكم ما تحفل به سجلات «المخافر» من حوادث.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]