[JUSTIFY]الضوضاء. ربما هذه الكلمة هي التي تتبادر إلى الذهن أولا عند الحديث عن السمة الأبرز التي تتميز بها حياة المدينة العصرية، مقارنة مع الحياة في المدينة ذاتها قبل سنوات قليلة، وذلك دون الحاجة إلى مقارنة وتيرة الحياة في المدينة مع نمط الحياة القروي الهادئ بكل ما في هذه الكلمة من معان. فعلاوة على الأضرار التي تسببها مظاهر الحياة الحديثة من تلوث للبيئة، هناك تلوث من نوع آخر يتسلل إلى الجسد وفي كثير من الأحيان يتسبب الإنسان بالضرر لنفسه بنفسه. لطالما حذر المختصون من الضجيج الناجم عن كل ما يحيط بالإنسان، بما في ذلك من بعض الآلات المفيدة ذات الاستعمال اليومي، التي قد يستبعد كثيرون أنه الأصوات الصادرة عنها تؤدي إلى الضرر، مثل مجفف الشعر الكهربائي أو خلاط العصير، إذ تبلغ 85 وحدة ديسيبيل وهي الدرجة التي تشكل خطر فقدان حاسة السمع. يُضاف إلى ذلك السماعات التي يستخدمها كثيرون، لا سيما المراهقون والشباب للاستماع للموسيقى، وهو ما يصفه العلماء بأحد الأسباب الرئيسة المؤدية إلى فقدان حاسة السمع أو إلى تراجعها إلى أدنى حد. وهنا يشير المختصون إلى معاناة مخرجي الصوت والمغنيين وجيش من المعجبين الذين يرتادون الأندية الليلية والحفلات حيث تضاهي درجة الصوت في هذه الأماكن الضجيج الناتج عن صوت محركات الطائرات حين إقلاعها. يقدم العلماء مجموعة من الإرشادات للحفاظ على حاسة السمع في أفضل حالاتها لأطول فترة ممكنة. فعلى سبيل المثال ينصح العلماء باستخدام سدادة الأذن أثناء استخدام مجفف الشعر، وعدم الاستماع إلى الموسيقى بواسطة سماعات الأذن، أما إن اقتضى الأمر ذلك فينصح الخبراء بالسماعات التي تغطي الأذن عوضا عن نظائرها الأصغر حجما التي توضع في الأذن مباشرة، وذلك لقدرتها على أن تكون بمثابة حاجز يحول دون الضجيج الخارجي.[/JUSTIFY]