هنادي محمد عبد المجيد

وبالوالدين احسانا 3

وبالوالدين احسانا 3[/SIZE]
* قال تعالى [ واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الَّرحْمَةِ ] الإسراء ٢٤ كان محمد بن المنكدر يضع خده على التراب ، ويقول لأمه : قومي ضعي قدمك على خدي .
* يحكي الأصمعي قال : حدثني أعرابي فقال : خرجت أطلب أعق الناس وأبر الناس ، فانتهيت إلى شاب في عنقه صندوق فيه شيخ ضعيف ، كأنه فرخ طائر من الوهن ، فيضعه بين يديه في كل ساعة ،ثم يضع الطعام في فمه كما يزق الطائر فرخه ، فقلت له : من هذا ؟ ، قال : أبي قد خرف وضعف فأنا أكفله ، فقلت : هذا أبر العرب .
* وكان أبوهريرة رضي الله عنه يحمل أمه إلى الخلاء – دورة المياه – وينزلها لتقضي حاجتها و كانت مكفوفة .
* وكان الحارث بن النعمان رضي الله عنه برا بأمه يفلي رأسها ويطعمها بيده .
* جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : أأستأذن على أمي ؟ ، فقال : ما على كل أحيانها تحب أن تراها ،، وسأل رجل حذيفة فقال : أستأذن على أمي ؟
فقال : إن لم تستأذن عليها رأيت ماتكره .
* وقال جابر رضي الله عنه : يستأذن الرجل على أمه وإن كانت عجوزا .
* قال مجاهد في قوله تعالى : [ فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍ ] الإسراء ٢٣ : إما يبلغان عندك الكبر فلا تقل لهما أف حين ترى الأذى و تميط عنهما الخلاء والبول كما كان يميطانه عنك صغيرا ولا تؤذهما .
* قال سفيان الثوري : كان محمد بن الحنفية يغسل رأس أمه ويمشطها ويخضبها .
* قال ابن محيريز : من مشى بين يدي أبيه فقد عقه ، إلا أن يمشي فيميط له الأذى عن طريقه .
* أتى رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : إن لي أما بلغ بها الكبر ،وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها ، وأغسلها وأصرف وجهي عنها ،فهل أديت حقها ؟ ،، قال عمر : لا : ،لأنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك ، وأنت تتمنى فراقها .
* قالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها .
* وكان طلق بن حبيب من الزهاد العباد ،يقبل أمه ولا يمشي على سطح بيت هي تحته إجلالا لها .
* كان الأبار أحمد بن علي من أزهد الناس ، استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة بن سعيد ،فلم تأذن له ،فاستجاب لقولها ، فلما ماتت أمه خرج إلى خراسان ،ثم وصل إلى بلخ اسم بلد فوجد قتيبة قد توفي ، فكان الناس يعزونه على هذا ، فقال : ثمرة العلم أني اخترت رضا الوالدة .
* يقول محمد بن الهيثم : كنت أدخل على أخت بشر الحافي في صغري ، فأعطتني يوما كُبَّة – كرة من الصوف – من الغزل ، فقالت : بع هذه الكبة ، واشتر بها خبزا وسمكا ، ففعلت ،ثم جاء بشر والخبز والسمك موضوع ، فقال بشر : ما هذا الطعام ؟ قالت : رأيت أمي وأمك في المنام فقالت : إن أردت فرحي وإدخالك السرور عليَّ فبيعي من غزلك واشتري خبزا وسمكا فإن أخاك بشرا يشتهيها ، فلما ذكرت أمها وأمه بكى بشر ،ثم قال : رحمها الله ،تغتم لي حية وميتة .
* كان مروان بن الحكم إذا خرج من المدينة استخلف أبا هريرة رضي الله عنه ،وكان يبيت وأمه في بيت آخر ، فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها فقال : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته ،، فتقول : وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته ،، فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا ،، فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرا ،، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك ،، قال تعالى : [ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِديَْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنْ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ أْشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِليَّ المَصيِرْ ] لقمان ١٤ .
* جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ،هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما ؟ ، فقال صلى الله عليه وسلم : { نعم .. الصلاة عليهما والإستغفار لهما } – والصلاة هنا بمعنى الدعاء – .
* وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له } ، فدعاء الإبن لأبيه وأمه سبب لزيادة حسناتهما .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ترفع للميت بعد موته درجته فيقول : أي رب ، أي شيء هذه ؟ فيقال : ولدك إستغفر لك ،، قال تعالى : [ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ يَوْمَ يَقومُ الحِسَابْ ] ابراهيم ٤١ ،، وقال تعالى : [ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ] نوح ٢٨ .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]