سمعت , شفت وجابوه لي
(1 )
عمرة هدية
تكرمت حكومة جلالة خادم الحرمين الشريفين بإهداء عمرة وزيارة لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لعشرة من الصحفيين السودانيين في الاسبوع المنصرم. وجاءت الدعوة من سمو الامير أحمد بن سعود نائب وزير الداخلية ونفذت الاجراءات داخل السودان سفارة المملكة بالخرطوم حيث قام سعادة السفير فيصل بن معلا بدعوة المدعوين لحفل عشاء بمنزله. وكان البروفيسور عز الدين عمر عميد كلية الدراسات الاستراتيجية بجامعة الامير نايف حلقة وصل بين المدعوين والداعين. هذا وكان الوفد الاعلامي يتكون من (الترتيب حسب العمر ) البروفيسور علي شمو والاساتذة فضل الله محمد وطه النعمان ومصطفى ابو العزائم وعبد اللطيف البوني وعثمان ميرغني وعادل الباز والنور أحمد النور والهندي عز الدين وضياء الدين بلال. هذا وقد عادوا يوم الاربعاء الماضي بعد أن قضوا اجمل الايام في رحاب الحرمين الشريفين وقد غمرتهم المملكة ممثلة في وزارة الداخلية بكرم فياض والتقوا بالجالية السودانية في المدينة المنورة وجدة. ويرجى من القراء الكرام ملاحظة الاثر الروحي في كتابات العشرة المعمرين (من العمرة وليس العمر) من هنا وجاي.
صورة للسفير فيصل بن معلا
(2 )
هزيمة حلوة يا جميل
منذ أن اعتدى البرير رئيس نادي الهلال على الحكم الجزائري تركت الكتابة الراتبة في الرياضة لا بل قررت عدم متابعة مجريات التنافس الداخلي خاصة الدوري الممتاز الذي اصبح رتيبا ومملا لانفراد الهلال والمريخ بتبادل الفوز به ثم أن المنافسة اصبحت بينهما في الصحف اكثر من الميادين ولكن ما حدث ليلة الاربعاء من فوز للامل العطبرواي على المريخ وتعادل الهلال مع اهلي شندي وكمان انتصار رابطة كوستي على الخرطوم الوطني قد يعيدني مرة اخرى لعالم الرياضة لان هذا يبشر بنهاية القطبية الكروية الثنائية التي اوردت الكرة السودانية مورد الهلاك ويفتح الطريق للمواهب الاقليمية لاعتلاء النجومية. اكاد اجزم انه اذا انتهى احتكار العاصمة لقيادة النشاط الكروي سوف ينتهي احتكارها للنشاط الاقتصادي لا بل السياسي وسوف يتحرك المارد السوداني كله وبدون تهميش عاصمي فابشروا بهزيمة الهلال والمريخ فخيرها لا يحتاج لدليل.
صورة لهيثم مصطفى
(3)
باب شريف
بعد غيبة اكثر من ربع قرن زرت في (مشيتي) الاخيرة للسعودية سوق باب شريف بجدة وهو من الاسواق القديمة جدا بجدة القديمة والسودانيون الذين يذهبون للحج يظنون أن حجهم لن يكتمل الا بزيارته والتبضع فيه. وعندما كنت اعمل بالمملكة كنت كثير التردد عليه لاكتظاظه بالسودانيين والسودانيات (حلوة دي) والبضائع التي تناسب ذوق المشتري السوداني . لقد وجدت باب شريف هذه المرة يشكو من قلة الرواد والباعة فيه يتسامرون بالدوري الانجليزي والمشترين على قلتهم قليلو الشراء فعلمت أن السبب يرجع إلى أن مدينة جدة اصبحت مكتظة بالاسواق و(المولات) الضخمة ولم يعد باب شريف هو السوق الاكبر. ليس سوق شريف وحده هو الذي تغير فجدة كلها تغيرت واصبحت مدينة عصرية في مظهرها على الاقل وهكذا كل المملكة كلما تغيب عنها وتعود تجدها تتقدم بخطوات ثابتة. انها بلاد لا تعرف التراجع فما اعظم نعمة الله عليها.
صورة لامرأة تتسوق
(4 )
وحيات ابتسامتك
تاكد لي أن اهم ما يميز الفنان الكبير محمد الامين هو الاداء فمحمد الامين هو ملك الاداء الغنائي دون منافس وقد تأكدت أن محمد الامين لا يؤدي الاغنية الواحدة مرتين بمعنى كلما استمعت اليه في اغنية من اغانيه القديمة تجده اضاف اليها شيئا جديدا فمثلا اغنيته (وحيات ابتسامتك يا حبيبي ووحيات عينيك) في آخر تسجيل لها في قناة النيل الازرق تختلف اختلافا كبيرا عن اول تسجيل لها في الاذاعة اذ اضاف اليها الكثير من اللزمات الموسيقية الجديدة واشبعها بالنقلات اللحنية وجعلها سيموفونية في منتهى الروعة. وكنت قبل فترة سمعت ابو اللمين وهو يغني اغنية أحمد المصطفى (لي غرام واماني وفي سموك ومجدك عشت يا سوداني) ومن شدة ما اشبعنا تطريبا واشبع المستمع طربا قلت في نفسي ليت محمد الامين يقوم بغناء جميع الاغنيات السودانية ليجددها كلها ويعلم الناس فنون الاداء.
صورة لمحمد الأمين
(5 )
زول جميل وخطير
في برنامج (شراع الأمل) الذي تبثه قناة الشروق وتقدمه رانية هارون استضافت في الحلقة الاخيرة الاستاذ عبد المنعم محمد ابوزيد الباحث في مجال الإعاقة والذي ألف كتابا عن الإعاقة بعنوان (الدليل إلى ثقافة الإعاقة وفن التأهيل) وعلى ذمة المذيعة فأن هذا الكتاب لا غنى عنه لأي اسرة فيها معاق لا بل حتى للآخرين ناهيك عن المعاقين انفسهم. في تلك الحلقة ادهشني الاستاذ عبد المنعم لا بل جعلني انيخ الريموت عنده بتناوله لموضوع الإعاقة واحسب انه فعل نفس الشيء لكل من شاهد تلك الحلقة المتميزة فالكلام ينساب منه انسيابا ويتدفق كأنه ماء نازل من شلال والمعلومات تأخذ بتلابيب بعضها البعض وعمق الافكار يجعلك تغوص معه وتحدي الاعاقة الذي يملؤه يجعلك تسمو معه من خلاله تخصصه في مجال الإعاقة وقد اصبح هذا الرجل موسوعة متحركة. انه فن اجادة التخصص وقد قيل قديما إن اتقان التخصص يظهر في معالجة المواضيع غير المتخصص فيها ولعل هذا ما فعله عبد المنعم. ورغم انها كانت اول رؤية لي لهذا الرجل الا انني شعرت بصداقة حميمة معه وكم تمنيت لو اتيحت لي مجالسته المباشرة.
صورة لرانية هارون
(6 )
يا بلح المدينة
ونحن ندخل المدينة المنورة سعيت لاستدعاء القصيدة الرائعة التي كتبها شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم عن تلك البقعة المباركة والتي يقول مطلعها (مدينتك الهدى والنـــور.. مدينتك القباب.. ودمعة التقوى ووجه النور.. وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل..وفي الحصى المنثور.. مدينتك الحقيقة والسلام.. على السجوف حمامة.. وعلى الربا عصفور.. مدينتك الحديقة يا رسول الله) تلك القصيدة التي غناها الراحل المقيم محمد وردي ولكنها للأسف لم تجد حظها من الذيوع لا ادري لماذا ؟ المدينة المنورة مدينة متفردة فالروحانيات التي تغمرها قد انعكست على ساكنيها فتجد الواحد منهم وكأن النور يشع من محياه والحياء يكسوه والحميمية تنساب منه. ولعل اجمل ما في المدينة أن قاطنيها ـ وطنيين ومقيمين وعابرين ـ يبدون لك وكأنهم من مشكاة واحدة، فما اعظم مجاورتك يا سيدي يارسول الله؟!
صورة لمحمد المكي ابراهيم
(7 )
اولاد الزمن دا
قالت المذيعة للنطاسي البارع والعالم الجليل البروفسير حسن ابوعشة بماذا توصي الاجيال الجديدة من الاطباء؟ فقال اوصيهم بالاطلاع والمثابرة على البحث. واضاف انا اعلم انهم يطلعون اكثر منا أو كما قال. ويبدو لي أن البروف لم يقل ذلك تواضعا فهو المتواضع اصلا ولكنه يقصد ما يقول فالاجيال الشابة اتيحت لها فرص الاطلاع بما لا يتوفر للاجيال السابقة لها فتقنية المعلومات التي عمقت المعرفة وسهلت الحصول عليها اعطت هذه الاجيال فرصة للتفوق على الذين سبقوها وانا هنا اقولها وبالفم المليان ان ( اولاد الزمن دا) هم الاكثر علما وثقافة وادبا وتطلعا من اجيالنا والاجيال التي سبقتنا لانهم نشأوا في زمان غير زماننا في زمان التقنيات زمان التنافس على الفرص الضيقة ونحن نشأنا في زمان (الجزائر والمراكب والطانبير الترن ، وياحليل ناس ليلى ساعة الليل يجن) واي عجوز أو كهل يتباكى على الماضي اعلموا انه يتباكى على شبابه الذي ولى ورحم الله جدنا التقدمي الامين ود الفيل الذي كان دوما يقول (ملعون ابو زمان ولو كان امبارح) ثم يعدد مآسي ذلك الزمان ويعظم منجزات هذا الزمن وما اعظم مقولة (بكرة دوما احلى)
صورة لشاب وشابة جامعيين
(8)
واتلحست المسافة
ونحن نسعى بين الصفا والمروة اخرج جواله إثر صدور رنة منه اذ لم يغلقه كما فعلت وقربي منه فرض عليَّ سماعه فقال مجيباً (انا في الشوط الخامس من السعي فاتصلي عليَّ بعد ربع ساعة انا ما عندي رصيد) وثم بعد سكتة اضاف قائلا (والله ما خليت ليكم حاجة في الدعاء) اصدقكم القول أن تلك المحادثة ارجعتني لايام خلت يوم أن كنا مغتربين حيث كانت وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة هي البريد العادي اذ نكتب الخطاب ويأتينا الرد بعد شهر ونظل نبحث عن الذاهبين للسودان والقادمين منه للتواصل مع الاهل اما اليوم فالاتصال يتم بين شوطين من اشواط السعى، بين الصفا والمروة، فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال . قديما كتب استاذنا عبد الله علي ابراهيم مسرحية بعنوان (السكة حديد قربت المسافات) فيا ترى ماذا سيكتب استاذنا لو قدر له أن يؤلف مسرحية حديثة فهل سيقول (ثورة الاتصالات الغت المسافات؟ )
صورة لبنت تتكلم بالموبايل
(9 )
صحروووووووها
وهو يشاهد مسلسل مشروع الجزيرة من سجمان لسلمان سيد الدكان ومن قانون سنة دو إلى قانون سنة زفت قال يا جماعة عندي ليكم راي، قلنا ماهو ؟ قال إن مشروع الجزيرة يستهلك سبعة مليارات متر مكعب من الماء ما رأيكم لو بعنا كل هذه الكمية من المياه العذبة لمصر بمبلغ اقله عشرة مليارات دولار ثم قسمناها على المزارعين والدولة فالعائد سيكون كذا الف دولار لكل مزارع ثم اختتم بالسؤال (القروشي دي في حواشة بتجيبها الليلة؟) فقلت له اذا كان بيع لبيع المفروض أن اثيوبيا تبيع مباشرة لمصر وتدي السودان حق العبور بواقع ستة وثلاثين قرش للبرميل، فالتقط القفاز آخر وقال قرش واحد فقط . وبعد هذه مناظر من فيلم سوف نظهره إن شاء الله لقراء هذا الباب قريبا فابقوا معنا.
صورة لبنت تجني القطن في الجزيرة
(10 )
نفعي ام اضطراري
الاستاذة الصحفية رحاب فريني في تحقيق نشرته بهذه الصحيفة امس الخميس عن زواج النساء المتقدمات في السن من شباب اصغر منهن سنا سألت الدكتور محمد بشير عن رأيه في هذا الزواج بحكم تخصصه في علم الاجتماع فأسماه الزواج النفعي. على حسب مجريات التحقيق فإن هذا النوع من الزواج يتم بين امرأة (مرتاحة) وشاب فلسان طفشان وغالبا ما ينتهي بالهجر أو الهروب أو الخيانة نسبة لفارق السن ولكن في كل الاحوال فهو زواج شرعي و(ما تخيرش منه المية) من ناحية شرعية وقانونية ويبدو لي أن تسميته بالزواج الاضطراري انسب من النفعي لان الطرفين يقبلان عليه وهما مضطران وكما يقولون صاحب الحاجة ارعن ولكن الذي يحيرني طالما أن الحكاية بيع وشراء لماذا لا تلجأ النسوة المرتاحات فاقدات الحنان اي غير المتزوجات للذين يماثلونهن في العمر بدلا من الشفع ديل؟ فانا اعلم الكثير من الكهول المسخنين مما جميعه في امس الحاجة لزوجة ثانية من اجل المساعدة في تربية الجوقة القديمة والامتاع وحاجات تانية حامياني، فنصف راجل عاقل احسن من راجل كامل مرجوج.
صورة لحفلة زواج
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]