تحقيقات وتقارير

النيل الأبيض :المواطنين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء والوضع ينذر بكارثة بيئية

[JUSTIFY]تعرضت ولاية النيل الأبيض لسيول وفيضانات وأمطار مؤخراً ، أحدثت أضراراً في الأرواح والمنازل والمشروعات الزراعية ، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير التخطيط العمراني بالنيل الأبيض صرف وزارته مبلغ مليار ونصف المليار من الجنيهات لتأجير آليات وفتح المصارف (ولا تعليق) في ما أكد اللواء الطيب الجزار الناطق الرسمي باسم حكومة الولاية وزير الشؤون الاجتماعية أن حجم الكوارث أكبر من امكانيات الولاية ، ورغم حديثه عن حملات إصحاح البيئة ومكافحة الذباب والناموس التي أقامتها وزارة الصحة والمحليات تحديداً وفي مدينة كوستي أن الامطار التي هطلت فشلت كل مساعي المحلية في تصريف المياه بالصورة المرجوة وحتى رئاسة المحلية مقر المعتمد ممتلئة بالمياه (فاقد الشئ لا يعطيه) والأمطار كشفت المستور، وأكدت القصور الواضح من جانب الجهات المختصة في تطهير المصارف مما تسبب في قفل الشوارع والطرق الداخلية بمياه الأمطار، كما أكد مدير مشروع نظافة محلية كوستي عدم إمكانية دخول عربات النفايات لعدد كبير من أحياء المدينة مما تسبب في تراكم النفايات في الأسواق والأحياء وتسبب في توالد الذباب الكثيف والناموس اللذان نظمت الحملات للحد من خطورتهما وإبادتهما وإنسان كوستي يشكو مر الشكوى من كثافة الذباب نهاراً والجيوش الجرارة من الناموس ليلا وما يزيد معاناه المواطنين انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وعندها ينكشف الوضع ويظهر الحجم الحقيقي للحملة، حيث يجأر المواطنون من كثافة الناموس ورغم تأكيدات وزارة الصحة بمحلية كوستي عن قيام حملات الرش الضبابي والمواطن يشهد على ذلك ، إلا أن الوضع لا زال ينذر بالخطر مما جعل المواطنين يتساءلون عن صلاحية المبيد الذي يستخدم في مكافحة الناموس والذباب ومدى فعاليته ، وهم في انتظار إجابة عاجلة وحاسمة وهو حق مشروع لهم ، ويجب أن لا تكون الإجابة مبهمة مثل أن المبيدات غير منتهية الصلاحية، او أن المبيد خاص بأنواع محددة من الحشرات والناموس فالإجابة التي يحتاجها المواطن هي بيان للعمل (القضاء على الناموس والذباب) هنالك خبراء في مجال الصحة حذروا من وقوع كارثة بيئية وصحية من حال استمرار الوضع على ما هو عليه الآن من مياه راكدة وشوارع ممتلئة بالمياه كمياه هائلة للناموس والذباب وطالبوا بإيجاد حلولاً ناجعة للحد من الآثار السالبة المتوقعة بسبب المراحيض التي دمرتها مياه الأمطار والسيول خاصة في بعض المدن والقرى، وناشد المواطنون والي ولاية النيل الأبيض التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، علي ذات الصعيد أكد اللواء الجزار أن محلية قلي من أكثر المحليات التي تضررت من السيول والفيضانات خاصة قريتي (الشوافة الكواهلة والدبيبة) وقال إن هنالك خسائراً فادحة في المنازل والأرواح حيث إنهارت نحو 1000 منزل ووفاة 22 مواطناً من مختلف محليات الولاية ونفوق حوالي 1000 رأس من الماشية، من جانبة أشار الأستاذ الشنبلي والي ولاية النيل الأبيض للخسائر الفادحة التي أحدثتها الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية، مشيداً للجهود التي بذلت، مؤكداً أن الوضع أكبر من إمكانيات الولاية، وأشاد الوالي بالحكومة الاتحادية التي لبت نداء الولاية على الفور وقامت بإرسال طائرتين محملتين بالمواد الغذائية ومواد الإيواء خاصة للمناطق التي يصعب الوصول إليها في محلية قلي، وأشاد الوالي بالمواطنين وصبرهم على الإبتلاءات ، مؤكداً أن الوضع يحتاج لتضافر كافة الجهود ومزيد من الدعم من الحكومة الاتحادية والمنظمات والخيرين، مؤكداً أن حكومته تعيد النظر في تخطيط المناطق والقرى التي اجتاحتها السيول والفيضانات …. من هنا وعبر صحيفة (الوطن) نناشد الحكومة الاتحادية ومنظمات المجتمع المدني والخيريين وأبناء الولاية بالمهجر والخرطوم والحكومة الاتحادية أن يهبوا لنجدة أهلهم في النيل الأبيض وتقديم يد العون والمساعدة بأعجل ما يمكن خاصة أن الوضع لا يتحمل التأخير، فهذا هو حق مشروع لأهلهم في بحر أبيض ودين مستحق يجب أن يرد إليهم خاصة أنهم هم من دفعوا بكم لتلك المواقع والمناصب التي تتبوأونها الآن ولا نريدهم أن يقولوا إنكم عبرتم على أكتافهم أو بالمثل العامي (طلعتو ورفعتو معاكم السلم) ونحن نثق في استجابتكم الكريمة العاجلة لأهلكم في بحر أبيض .

كتب : عبد القادر مكي عبد الحليم: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]