[JUSTIFY]
يزور اليوم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الخرطوم وفي معيته وفد من الوزراء والمسئولين ،زيارته تأتي قبيل يومين من نفاد موعد وقف تدفق النفط الجنوبي عبر المنشآت السودانية إلى موانئ التصدير ،لذا فإن أول ما تسعى إليه هذه الزيارة هو تمديد المهلة المحددة لوقف تدفقه سيما وقد حث مجلس الأمن الدولي السودان على السماح بمرور النفط والدولتين معاً على مواصلة الحوار لحل القضايا العالقة ،لكن المؤكد أيضاً أن السودان لن يمدد لفترة طويلة وسيبقى على كرت النفط مرفوعاً بالتجديد لفترات قصيرة الأجل تتم خلالها مراجعات مستمرة لإلتزام الطرف الآخر بحزمة اتفاقيات التعاون التسع وفي مقدمتها الإتفاقية الأمنية للتحقق من مدى وقوع فك ارتباط قطاع الشمال بالجيش الشعبي والحركة الشعبية وغياب الخروقات والتعدي على الحدود والخط الصفري من قبل الجنوب ،خاصة وأن الجنوب لم يعد على قلب رجل واحد ،يأتي سلفا متأبطاً تعديلاته الوزارية الأخيرة التي أبعد فيها المعسكر المناوئ لتطبيع العلاقة مع السودان مجموعة باقان أموم وأبناء أبيي ،لكنه يحمل كرت ضغط زمني آخر يوازي تاريخ وقف تدفق النفط وهو إعلانه وإعتزامه إجراء الاستفتاء على مصير أبيي في شهر أكتوبر المقبل من جانب واحد بدون موافقة دولة السودان وشعب المسيرية في أبيي ،وقد منح أبناء المنطقة من الدينكا نقوك العاملين في دولة الجنوب إجازة مفتوحة للتمكن من المشاركة في الاستفتاء ،لكن النظرة العميقة لكرت أبيي الذي يعتبر ضمن مقولة زعيم الحركة الشعبية الموقع على الإتفاق جون قرنق ضمن شيطان التفاصيل في الإتفاقية ،يجد أن دولة الجنوب في وضع لا يسمح لها بكثير مناورة في هذا الملف ،كونها لاغنى لها الآن عن السودان في مرور النفط الذي يمثل الجزء الأكبر (98%) من موارد موازنة الدولة ،في ظل وجود صراعات داخلية بين الحكومة ومتمردي ياو ياو من جهة وصراع قبلي من جهة أخرى كل ذلك متفاعلاً مع ردود أفعال إقصاء طرف فاعل يمثله رياك مشار وباقان أموم وأبناء أبيي من دائرة الفعل التنفيذي ،الأمر الذي يتوقع أن يصعب مهمة سلفا في تطبيع الأوضاع بعد عملية إعادة توزيع مقاعد الحكم .
حاشية:
إن الإستراتيجية الغربية والإسرائيلية تقضي بعدم حل مشكلة أبيي جذرياً وتركها لتكون مسمار جحا أو فتيلاً يتم إشعاله متى ما أريد للبلدين الإبتعاد عن بعضهما البعض ،وهي ذات الحالة التي وزع فيها المستعمر البريطاني دولة الهند إلى نصفين الهند غير المسلمة والباكستان المسلمة عام 1947 م ،وترك بينهما كشمير مفتاحاً للتوتر لدرجة لجوء الدولتين إلى بناء ترسانتين نوويتين للحفاظ على توازن الرعب وقوة الردع .الوضع الاقتصادي للبلدين يسمح لهما بالسير في إتجاه واحد فقط نحو التعاون ،ولا عجب أن تدعم الخرطوم سلفا ليواجه مناوئيه.[/JUSTIFY]
مرتضى شطة
صحيفة الرأي العام
ابيي تابعة لمشال السودان وهي أرض مليئة بالخيرات والحمد لله.
وحسب معرفتي المتواضعة أن الشيطان ليس في أييى .
الشيطان هو في سيلفا كير هذا إذا لم يكن سيلفا كير هو الشيطان نفسه.