الكنتين الصغير.. أحلام تهزم الواقع
في البداية التقينا العم «عبدالله محمد» في الستينيات من عمره افادنا قائلاً: عندما نزلت المعاش قررت ان اعمل وان لا اظل في المنزل وجاءت فكرة عمل كنتين، يقول العم عبد الله كانت تجربة ناجحة ادعو كل اقراني الى ضرورة البحث عن عمل بعد المعاش، يقول: اتاح لي فرصة الالتقاء مع الناس والتواصل معهم وتبادل الأحاديث وهو ما يجعلني بعيدًا عن العزلة الاجتماعية ويجعلني اقبل الحياة ويزورني بعض الشباب كما اتيحت لي فرصة التحدث اليهم ومعرفة اهتماماتهم، وفكرة الكنتين جيدة لأننا لا نريد اان نجلس في المنزل وان نكون معزولين عما يحصل في المجتمع.
العم «مضوي علي» في الخمسينيات من العمر يقول اعمل في الكنتين او الطبلية منذ عدة سنوات من اجل تكسير الوقت حتى لا اعيش في عزلة اجتماعية يزورني كثير من الاصدقاء واعتبر بمثابة نادٍ لتجمع الاصدقاء نتبادل الاحاديث والطرائف كما يزورني بعض الشباب يأتون لسماع القصص التي لم يعيشوها مما يخلق تواصلاً اجتماعيًا بين جيل الشباب وكبار السن.
كما التقينا «محمد» يبلغ من العمر «60» عامًا يعمل في طبلية صغيرة لبيع المستلزمات الضرورية من سجاير وجرائد وأقلام الحبر والرصاص وغيرها، يقول: تُعتبر الطبلية ملتقى يجمع الاصدقاء نتبادل الأحاديث والقصص كما يوفر لك فرصة للتواصل مع كل طبقات المجتمع، يقول «ياسر»: فكرة عمل طبلية اتاحت لي فرصة التعرف على أصحاب جدَّد مما يجعلني لا أشعر بالوحدة واقضي كل الوقت في قراءة الجرائد والتسامر مع بعض الأصدقاء يقول محدثي الوحدة في الكبر تزيد من تراكم المشكلات الصحية مثل امراض القلب والأمراض المزمنة والتهاب المفاصل لذلك يلجأ كثيرًا من المسنين الى انشاء كنتين صغير تحتوي على بعض الجرائد واقلام الرصاص والحبر لكسر الروتين وتخفيف وحدتهم كما تتيح لهم فرصة الالتقاء بالأصدقاء وتبادل الأخبار لافتًا الى أن كبار السن في هذه الأيام يعانون كثيرًا من قلة البرامج التي تخدمهم مثل النوادي والحدائق كفئة لها احتياجاتها.
الكنتين لفظ رديف لمهنة لا تدر ربحًا ولا يوجد لها زبائن طابور لكنها تحوي بُعدًا اجتماعيًا جميلاً وقد تكون نواة لمشروع ناجح.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]