تحقيقات وتقارير
الاستثمار في زمن الحرب
ولم يكتف السيد والي ولاية النيل بالتاكيد على ان الامن والسلام يعمان ربوع الولاية بل ذكر انه يقود حورا مع قيادات في الحركة الشعبية لاقناعهم بالانحياز الي خيار السلام ولا ندري ما هي تلك الحجج والمكاسب التي قدمها لهم السيد الوالي علما بان قيادات الحركة الشعبية- شمال من ابناء الولاية كانوا اصلا حكام ويتولون مناصب من بينها المنصب الذي يشغله السيد الوالي حسين ياسين حاليا وبعبارة اخرى ان هذه المناصب لم تكن من ضمن مطالبهم والا لما تمردوا .
صحيح انه ومنذ فترة لم تصدر اي بلاغات عسكرية عن طرفي النزاع في النيل الاورق ولكن الصحيح ايضا ان المواطنين هناك يذهبون من فترة لاخرى لتقديم واجب العزاء في احد ضحايا الحرب وكثير من النشاطات الاقتصادية متوقفة من جراء الظروف الامنية والاحصائية السابقة عن شركات التعدين خير مثال . اذن هناك حرب يمكن وصفها بالحرب الصامتة تدور رحاها الان في النيل الازرق ينتج عنها ضحايا بصورة مستمرة وخطورة هذه الحرب ان اثارها على النسيج الاجتماعي بالولاية اكبر بكثير من المواجهات العسكرية المباشرة بين الاطراف لان غلب ضحاياها من المدنيين .
لو ان السيد والي ولاية النيل الازرق حذى حذو السيد والي ولاية جنوب كردفان ودعى الحكومة الي التفاوض مع الحركة الشعبية- شمال من اجل الوصول الي سلام يشيع الامن والاستقرار في ربوع الولاية لكان قدم خدمة لاهله وقادة حزبه بالمركز . لان السلام وحده هو الكفيل بالحفاظ على تمساك النسيج الاجتماعي لمجتمع الولاية وجذب المستثمرين في التعدين وفي غيره من مجالات الاستثمار . فحتي المستثمرين الذين ينتمون الي حزب السيد الوالي لن يصدقوا دعاوى السلام التي لايسندها الواقع لذلك يصبح اي حديث عن مشروعات استثمارية في ولاية تفتقر للبنيات التحتية والامن ضرب من الخيال . مايرد من النيل الازرق من اخبار يشير الي تآكل كبير في شعبية السيد الوالي وانه في امس الحاجة الي جرعة سياسية عاجلة قد تعيد له توازنه وان ذلك لن يتاتى الا من خلال مخاطبة القضية التي تحتل الاولوية لدى انسان الولاية وهي السلام . اما الحديث عن السلام دون السعي الجاد لتحقيقه فلن يفيد قضية النيل الازرق . مع اقتناعنا بان تبني السيد الوالي لقضية السلام تتطلب من التضحيات ما قد يكلفه المنصب الذي يتقلده الان في كل الاحوال فاذا غضب الحزب عليه فقد يلحق بالدكتور فرح عقار واذا وافقه الراي قد ينتهي الامر بعودة مالك عقار . ولكن في كلتا الحالتين سيحصل السيد الوالي على تكريم اهل النيل الازرق المنهكين من الحرب
د. بدوي منقاش:صحيفة الوطن
الحركة الشعبية لاتريد السلام وانما تريد سودان علماني وثني تابع لاسرائيل وامريكاويريدون اشاعة الرزيلة عقار كان يحكم النيل الازرق حكم شبة مستقل عن المركز فلو كان يريد السلام لما تمرد