رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : «الصلح» ولقاء كاشا ومبادرة «هلال»

[JUSTIFY]أمتع كلمة للنفس تسمعها في ولايات دارفور أو تقرأها في سياق قضاياها القبلية هي كلمة «صلح».. وبعد النزاع القبلي مؤخراً بين قبيلتي المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور.. وبعد عملية اختطاف «42» من المعاليا من هناك أغلبهم من النساء وقد حُرِّر عدد كبير جداً منهم. بعد كل هذا بدأت تنتقل كلمة «الصلح» من مجرد إنها كلمة ممتعة للنفس إلى التطبيق على أرض الواقع. ولحماية هذا «الصلح» حينما يصبح فعلاً لا بد من إجراءات أمنية تقوم بها سلطات الولاية. وقد كان.. فقد أعلن والي شرق دارفور الدكتور عبد الحميد كاشا حالة الطوارئ بولايته. وطبعاً حالة الطوارئ إذا كان بسبب تصاعد تظاهرات تحركها مطالب لا تكون مقبولة، وكأنها حالة عداء للمواطن، لكن حينما تكون من أجل حماية المواطن نفسه من مآسي النزاعات القبلية والتعرض للاختطاف كما حدث لبعض أبناء المعاليا، فإن الأمر هنا يختلف. أي أن في هذه الحالة فإن حالة الطوارئ بسبب مطالب حكومة الولاية المتمثلة في بسط الأمن والاستقرار واستمرار عمل مشروعات التنمية ومشروعات المياه خاصة بما فيها مشروعات السلطة الإقليمية.

وكلمة «صلح» أروع ما تكون مردَّدة في القمة القبلية التي جمعت ناظر عموم الرزيقات الناظر محمود موسى إبراهيم مادبو وناظر عموم المعاليا الناظر محمد أحمد الصافي جمعتهما على الالتزام التام بوثيقة الصلح والعمل على تنفيذها. وقد كان التوقيع على اتفاق الصلح بين القبيلتين في طويشة بشمال دارفور كمنطقة في ولاية محايدة. وفي مناخ الصلح هذا إذا كان وزير الحكم اللامركزي السيد حسبو محمد عبد الرحمن يتحدّث عن تداعيات النزاعات القبلية السيئة ويقول إنها أورثت دارفور الخراب والدمار الاقتصادي والاجتماعي.. فهذا يعني أن ملف الصراعات القبلية يبقى معقداً وكارثياً أكثر من ملف التمرد. فالمتمردون تواجههم قوات الدولة.. لكن احتواء الصراعات القبلية من قبل الدولة له حساسيته العالية، ولعل والي شرق دارفور كاشا أشار إلى هذه الحساسية حيث قال في لقائه التنويري مؤخراً ببيت الضيافة بالضعين عاصمة ولايته أن تأخر الدولة للفصل بين المعاليا والرزيقات ليس عن سوء نية بل لأن الوقت لا يسمح بذلك وأن الدولة لا يمكن أن تضرب مواطنيها.

نعم الدولة لا يمكن أن تضرب مواطنيها كما قال كاشا وإذا فعلت تكون مجرمة مثل السلطة الانقلابية في مصر ومثل حكومة بشار الأسد. لكن يمكنها أن تضرب المتمردين عليها الذين يعتدون على المواطنين وهذا يعني أن ملف الصراعات القبلية يبقى أكثر تحدياً للدولة من ملف تمرد الحركات المسلحة. ويبقى التوقيع على اتفاقيات الصلح والإشراف على تنفيذها بالأساليب الحكيمة.

وبعد كل هذه الجهود لتحقيق «الصلح» تبقى زيادة الخير خيرين كما يقول المثل الشعبي. حينما يكشف مدير برنامج السلام بمفوضية «دي. دي. آر» عبد الحفيظ محمد أحمد عن مبادرة يقودها المستشار بديوان الحكم الاتحادي الشيخ موسى هلال بالتنسيق مع المفوضية لحقن الدماء وإجراء مصالحات بين القبائل في دارفور. وهذه المبادرة التي يقول عنها ناقلها إلى الإعلام إنها وجدت تجاوباً منقطع النظير لم ندري ما في بطنها من تفاصيل، لكن نتمنى أن تكون متضمنة للدور الدعوي باعتباره هو الأهم في عملية حقن دماء الناس. فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية يوجهان بإخوة المؤمنين يقول القرآن :«إنما المؤمنون إخوة» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا التقى مسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار».

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]