سياسية

الذين خدعوا أنفسهم !!

[JUSTIFY]من الغريب حقاً أن يصدق الرئيس الجنوبي سلفا كير أن بوسعه السيطرة على الأوضاع فى يوم ما فى الخرطوم عبر قطاع الشمال أو الثورية. والأكثر غرابة من كل ذلك أن يصدق أمثال عقار وعرمان والحلو أن الحركة الشعبية -الممزقة فى حد ذاتها- قادرة على معاونتهم على تحقيق منجز السودان الجديد بالسيطرة على الخرطوم.

فالرئيس الجنوبي لم ترق له فى يوم من الأيام نظرية السودان الجديد التي أطلقها زعيمه الراحل قرنق. والأزمات العديدة التى نشبت بين الاثنين قبل رحيل قرنق وحتى بعد التوقيع على معاهدة السلام فى 2005 دارت جميعها حول هذا الأمر.

لم يكن الرئيس كير في يوم من الأيام يفكر فى أمر خارج دولة الجنوب المستقلة، وقد ماتت نظرية قرنق معه وتحطمت عقب تحطم طائرته فى أحراش الأماتونج فى حينها. ورثة قرنق أمثال عرمان والحلو عقار بسذاجة بالغة للغاية ساورهم الاعتقاد انه وكما حصل الرئيس كير على دولة الجنوب فإن من المفروض أن يعاونهم ليحصلوا على سودانهم الجديد!

المعادلة بدت عصية على التحقيق، فالرئيس سلفا كير يعلم فى قرارة نفسه مهما تغابى أو تذاكى أن هذا الهدف فى حكم المستحيل، فدولته الوليدة الهشة والتي بالكاد بدأت تتحرك وينتظرها الكثير لا تحتمل كلفة الحصول على دولة أخرى، ذلك أن واشنطن نفسها الدولة الأكثر قوة ومنعة عسكرياً واقتصادياً والأكثر تلاعباً بالأنظمة السياسية وتغييرها تبعاً لهواها جاء عليها يوم كادت أن تسقط اقتصادياً بفعل عجز مهول فى ميزانها الاقتصادي (الأزمة المالية العالمية) وأزمة (وول استريت)، بل ما تزال واشنطن تتعافى بالكاد من أثر تلك الأزمة رغم كل صولجانها وقضّها وقضيضها.

يضاف الى ذلك فإن الرئيس الجنوبي ما كان له أن يظل ممسكاً بدفة الأمور فى بلاده -ويده اليمنى تعبث بأمن السودان- فاليد اليسرى الواحدة لا تستطيع احتمال مضاعفات فى دولته الوليدة، فهناك مهددات قبلية، وهناك طموحات سياسية مشروعة وغير مشروعة لقادة لصيقين به يطمحون فيما يصل إليه (مشار نموذجاً) وهناك قضايا خدمية ملحة، وقضايا إنسانية جراء الاقتتال القبلي وقضايا النفط وكيفية تصديره ومشروعات البنى التحتية، وقضية الجيش الشعبي كجيش ما زال (تشكيل عصابي) يحتاج لعقود ليتحول الى جيش نظامي محترف.

هذه القضايا كانت ولا تزال تمسك بتلابيب الرئيس الجنوبي خاصة وأنه مقبل على استحقاق انتخابي بعد عام واحد، ومنافسيه يسدون قرص الشمس. من الطبيعي أن يأخذ الرجل – ولو للدفاع عن شرفه السياسي – خطوتين الى الوراء.

من جانب آخر فإن قادة القطاع والثورية نسوا أن الحركة الشعبية الجنوبية لو كان بمقدورها السيطرة على الخرطوم وحكم السودان كله لما رضخت لاتفاقية سلام كان من المحتمل أن تفقدها الاثنين معاً، دولة الجنوب والسودان، إذ لم يكن محققاً ماذا كانت ستكون نتيجة الاستفتاء من ناحية نظرية وقت التوقيع على المعاهدة السلمية. فكيف بهذه الحركة نفسها تنجح فى (حمل أبنائها في السودان) للحكم والسيطرة على السودان وإقامة مشروعهم الجديد؟

سودان سفاري
تحليل سياسي
[/JUSTIFY] ع.ش

‫2 تعليقات

  1. مسعولين من الخير …أخبار المية يوم شنووووو ؟

    لعلها لحقت بإخوتها الفجر الجديد ، وأكذوبة الخير القادم

    يمكن المطر والسيول تسببت في فشل المشروع !!

  2. والله أنا شخصياً ماكنت عندي أي ميل لأن يحكمنا يوم من الأيام مالك عقار أو الحلو أو ياسر عرمان أو غيرهم من هؤلاءالمرتزقة ولكن ما يجري من الحكومة السودانية الحاكمة وما يحصل منهم من ( كبر وإفتراء واللا مبالاة تجاه الشعب السوداني يجعل الواحد منا من كثرة مايحصل وبكثرة الكذب الحاصل والفقر والغلاء وتدهو الإقتصاد ) نؤيد أن يحكمنا إبليس !!!!**** ولماذا في السودان هناك شباب مع الحكومة كانوا لا يملكون”” مليم أحمر “” واليوم هم مليار ديرات …. الحصل شنوا بين يوم وليلة ؟؟؟ يعني نهب في وضح النهار !!!! وعشان كدة مافيش حل نقول مين يحكمنا تاني ؟؟ لأنه بصراحة الثقة إنعدمت تماماً والله يكون في عون الشعب السوداني … وبالله التوفيق ..