أفكار الترابي وآراؤه .. لا جديد !!
هذه المواقف معلومة من القديم، وزاد عليها بعد خروجه من سلطة الحكم وتكوين حزب المؤتمر الشعبي أموراً أخرى كثيرة، وقد وصل به الحال أن يصف الشعب السوداني بأنه شعب «متخلف»، لأنه لم يخرج في ثورة كحال بعض الدول في العامين الماضيين، وقد ناقشت تصريحه هذا في مقال نشرته بعنوان: «عندما تصبح النعمة عند الدكتور الترابي نقمة».
ومواقف الترابي من الشريعة الإسلامية في هذا الجوانب الأساسية في ديننا الحنيف توجب أن يكون الموقف منه على ضوء عدائه للسنة النبوية وللتشريعات الربانية. هذا ما يجب أن يكون التقييم عليه، وهذا هو الذي يرضي الإله سبحانه وتعالى، وهذا من أهم أسباب اجتماع الكلمة، فإن جمع الكلمة وتوحيد الصفوف على الحق من أهم أسبابه التجرد عن الأهواء والأفكار والآراء المخالفة للشرع، بل التي تدعو إلى هدم الشريعة.
ومن أهم أسباب الخلاف وتشتت الجهود والتناحر والتفرق اتباع الأهواء والدعوة إلى تقديم الآراء والمصالح الحزبية والشخصية على توجيهات الشريعة الغراء.
ومن باب الذكرى أُذكّر ببعض ما يقوم عليه الفكر الترابي المنشور:
يقول في كتابه «تجديد الفكر الإسلامي»: «ولئن كان فكرنا التوحيدي القديم، وعلمنا الكلامي القديم قاصراً على أن يعالج أمراض العقيدة السياسية التي ظهرت حديثاً، فقد كان فقهنا العملي القديم كذلك قاصراً عن هذه المعاني، وهذه علة تصيب كل الديانات ومرض من أمراض التدين». ويقول في نفس الكتاب: «ولكن حال الزمان وأصبح اليوم يجابهنا شرك جديد هو الشرك السياسي» إلى أن قال: «هذا الشرك الجديد ليس في الفكر الإسلامي العقدي القديم كثير علاج له». وفي نفس الصفحة من هذا الكتاب يقول: «وقد كان هذا نوعاً جديداً من الشرك وكان لا بد من أن يتوجه إليه فكر عقدي جديد». ويقول أيضاً في تجديد الفكر الإسلامي: «وكذلك ينبغي لفقه العقيدة اليوم أن يستغني عن علم الكلام، ويتوجه إلى علم جديد غير معهود للسلف». ويقول أيضاً: «ولما كان الفكر الإسلامي في كل قرن مرتبطاً بالظروف القائمة، ولا نصيب له من خلود بعدها إلا تراثاً وعبرة سواء في ذلك فقه العقيدة أو فقه الشريعة». ويقول: «وإذا كنت قد ضربت لكم الأمثال من الفكر الاعتقادي وكيف يطرأ عليه التقادم…». ويقول أيضاً: «ولكننا في وجه التيارات المذهبية الحديثة بماديتها وإلحادها ودهريتها نفتقد البيان الشافي لعقيدة التوحيد».
ويقول في محاضرة ألقاها في الخرطوم وهي مسجلة بصوته: «لا تجد في مباحث العقيدة حديثاً عن الفن؛ كأن التوحيد يجمع الحياة كلها صلاتها ونسكها ومحياها ومماتها ويترك الفن، ولكن الواقع أن مباحثنا العقدية الإسلامية مباحث فقيرة وليست مباحث توحيدية».
ويقول حسن الترابي في كتابه ذات الكتاب: «في العصور المتخلفة» أُورِثنا فقهاً ليس من واقعنا الآن؛ إذ هو من الواقع الذي جابه أبا حنيفة أو مالكاً أو الشافعي …» إلى أن قال: «وبهذا أمسى الفكر الإسلامي اليوم فكراً تجريدياً، فكراً خرج عن التاريخ جملة واحدة، وظل في مكان علوي لا يمس الواقع، فنحن في وادٍ، والفقه الإسلامي في وادٍ آخر».
ويقول كذلك في نفس الكتاب: «ويعاني فكرنا القديم كذلك من علل فنية لا أريد أن أخوض فيها تفصيلاً، ولكنها مما يطرأ من مجرد التقادم وتتمثل في دورات انحراف تغشى كل فكر من أفكار البشر، وهذه الدورات تدور على كل فقه، دارت على الفقه الإنجليزي، ودارت كذلك على الفقه الإسلامي فقه العقيدة وفقه الشريعة».
وقد جاء ذلك في حوار ولقاء مطول أجري معه في جريدة «المحرر» العدد «263» بتاريخ 1/8/1994م، قال فيه: «كذلك حدثتهم حول بعض تجارب الماضي التي مزقتنا، وضرورة أن نتجاوزها، أنا لست سنياً ولا أدرك ما معنى السني والشيعي ..».
ويقول في تجديد الفكر: «وأما المصدر الذي يتعين علينا أن نعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته ودوره فهو العقل». وقد رد أحاديث نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان وحديث الذبابة وغيرها، ودعا إلى الفن بجميع أشكاله وزعم أنه قد يكون باباً للفنانين في الجنة… وغير ذلك، مما جمع في كتب ونوقش مناقشات علمية. والموقف الشرعي من دعوة الترابي الهدّامة لشريعة الإسلام تكون بتطبيق مبدأ الولاء والبراء وهو أوثق عرى الإيمان، بل هو ثمرة المعتقد، وهو أمر واضح وبيّن حتى يحدث توبة مما نشر وكتب، فإن انتهاك حرمة الشريعة أمر عظيم.
ومن سنن الله الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل أنه: بقدر قربنا من الله تعالى وتعظيمنا للشرع يكون حفظ الله لنا وإعانتنا وتوفيقه لنا، وبقدر البعد عن الله تعالى وشرعه وضعف العمل بكتابه والتفريط في التمسك بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام تكون المصائب والبلايا والمحن وتسلط الأعداء، والموفق من وفقه الله.
صحيفة الإنتباهة
د. عارف عوض الركابي
يصف الشعب السوداني بأنه شعب «متخلف» ما متخلف إلا من تابعك وخاصة بعد طرحك آراء غريبة مثل عدم وجوب الحجاب ونكران نزول المسيح وإمامة المرأة وغيرها من الآراء