كيف حالنا؟
أرسل لي صديقي (حسين) الذى هاجر إلى كندا قبل بضعة وعشرين عاماً رسالة يسألنى في ختامها (كيف حال السودان الآن) وهذا كان ردي على رسالته الكريمة !
أخي وصديقي العزيز/ حسين
لك ولأسرتك الكريمة السلام والتحية وأتمنى أن تكونوا موفوري الصحة والعاافية وفي أمن وأمان وبعد :
وتسألني يا صديقي كيف هو حال السودان الآن ؟ ماذا عساي أن اقول يا اخى؟ لقد إخترق نصل سؤالك عن (حال البلاد) قلبى المعطوب تماماً إذ أن حال البلاد في هذا الوقت بالذات- صار يغني عن السؤال ، نعم يا صديقى فالسودان قد صار غريباً بشكلٍ لا يُطاق وكل ما فيه بات يبعثُ على الضحك ثم البكاء فالجنون حتى أن الناس اصبحت تكلم نفسها (بصورة لافتة) كما إنتشرت آفة النسيان .. تصور أننى وبينما كنت عائداً إلى المنزل نسيت عربتى وإستقليت (أمجاد) ولم أكتشف ذلك إلا عند وصولي بعد أن أدخلت يدى في جيب البنطال لمحاسبة السائق فخرج مفتاح العربة فاغراً فمه دهشة !
السودان لم يعد كما تركته يا (حسين) فعلي الرغم من (حديث المخزومية) لا زال مسلسل النهب مستمراً دون قصاص وعلى الرغم من أنه (إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما) الحديث- إلا أن ساحات المولد النبوى قد أمست ميادين معارك وقتال ، وعلى الرغم من أن (الساكت عن الحق شيطان أخرس) فقد آثر العلماء فضيلة الصمت عما يحدث من خراب !
السودان لم يعد كما تركته منذ أن أضحت المواطنة تقاس بطول اللحية ونصف قطر الزبيبة وتولى أمره الأقوياء الأمناء فإختفي خط هيثرو ولم يظهر له أثر حتى الآن ولم تفلح كل لجان التقصي في معرفة مستوردي (التقاوى الفاسدة) !
لم يعد السودان يا عزيزى كما تركته فما أن إستخرج البترول حتى شرب البعض منه هنيئاً باسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء وإستخرج الذهب فأكل البعض من طيبات ما رزقناهم !
تحولت الحكومة إلى تاجرٍ جشع يؤجر البنابر لبائعات الشاى والدرداقات للحمالين في الأسواق ! هؤلاء البؤساء الذين لا يعلمون أن الين يابانى وأن المارك ألماني وأن الفار عدو نفسه ! هؤلاء البؤساء الذين تكتسى حدقات عيونهم بخيبات الحُزن كُل ساعة وكل دقيقة وكل أملهم بضع لقيمات تقمن أصلابهم الناحلة التى لا تحتمل سياط (قدو قدو) !
لم يعد السودان يا عزيزى كما تركته بعد أن أصبح الفساد يتكاثر إنشطارياً بصورة تدهش (أى أميبا حايمه) في هذا البلد الذى يرفع شعار (هى لله) إذ لا يمضي يوم تشرق فيه الشمس حتي نطالع ملفاً جديداً من ملفات الفساد لكن ما يدهشنى أن المواطنين يشربون خيبتهم بخشوعٍ، ثم يحمدون الله على العافية والنفس الطالع ونازل !
لم يعد السودان يا عزيزى كما كان تغير وجه السودان كثيراً .. كثيراً.. صارت الشوارع التى تقوم بتنفيذها (شركات الآيسكريم) أكثر قبحاً من ذي قبل وأكثر بشاعةٍ بكثير اتسعت تجاعيدها وحفرها بصورة تهدد السير مما يجعلك تقود سيارتك بسرعة صفر كلم/ثانية ومع ذلك يطالبونك بربط حزام الأمان !
أشياءٌ كثيرةٌ تغيرت صار (اللص) يا حسين- ينظر إليك بزاوية قائمة (عينو في عينك) بعد أن تركته ينظر بزاوية منكسرة (نحو الأرض) ، نعم يا صديقي أصبحت سرقة المال العام لا تخيف أحداً أليس العلماء (قدس الله سرهم) قد إختلفوا في كونها سرقة تستوجب قطع اليد؟
أما عن الإقتتال فإن كل الإتفاقيات والمفاوضات لم تستطع إيقافه لذلك فالأمر يا حسين بات ينذر بمزيد من (الشرتمة) ولا يستطع أحد أن يجزم ماذا سوف يكون عليه شكل خارطة الوطن بعد أن أضحت مثل (شورت البرمودا) !
المواطنُ ياعزيزى صار أكثر صحة من ذي قبل إذ تخلي عن اللحوم والألبان والأجبان والسكر والزيوت والدهون والكمون فكل ما سبق عامل أساسى من عوامل إنسداد الشرايين التى تجعل المواطنين المرضى يناشدون ذوى القلوب الرحيمة عبر صفحات الصحف طلباً للعلاج الذى أصبح ليس من واجبات الدولة !
تصدق يا عزيزي أن (صينية الغداء) قد أرسلت إلى دار الوثائق حتى تطلع عليها الأجيال القادمة التى أصبحت تتغدى بكيس من فول الحاجات ! وأن غالبية الشباب لا يستطيعون (الباءة) من فرط الهزال ونقص الفايتمينات وخلو الجيب من (الضحاكات) لذلك تستقبل دار المايقوما أطفالا ذوي ملامح آسيوية !
بالأمس القريب يا صديقى تظاهر مرضي الفشل الكلوى أتدري لماذا؟ لأن أبواب مراكز الغسيل قفلت في وجوههم لغياب العاملين الذين لم تصرف لهم الدولة مستحقاتهم ! بينما اليخت الرئاسي الذي تم شراؤه قبل أعوام بأكثر من خمسة ملايين دولار جاثم في مكانه لا يقوى على السباحة !
يا صديقي يا حسين : عقارب الساعة لم تعد تبشر (بشئ جميل) ، كل عقربة تؤكد أن العقارب القادمة أشد فتكاً وأن ما سوف يأتي ألعن ستين ألف مرة مما نحن فيه الآن رغم أن (الريس) في مقابلته الأخيرة قد وعدنا بإنخاض سعر الدولار إلى (ثلاثة جنيهات) دون أن يستخدم (مقدم اللقاء) أى من أدوات الإستفهام من شاكلة (كيف) وأخواتها ؟!! ختاماً عزيزي حسين لك مني كل الود والحب والتقدير. نعم لقد (هرمنا) يا صديقي وليس بأيدينا إلا نرفع أكفنا نحو السماء .. أن لطفك يا الله !!
كسرة:
أوعا أكون (قفلتا نفسك) !
كسرة (ثابتة):
أخبار الخط شنو؟ [/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
هل تصدق بأن ( فول الحاجات) كوجبة قد عرفها عمال مدينة (عطبرة)الصامدة منذ عهد المرحوم (نميري) واستغنت بها عن وجبة (الفطور) ولك ان تسأل اي شخص من عطبرة عايش تلك الفترة
وهذا يجعلني أقول : هلا يقوم ابناء المدينة بتسجيل هذا (الاختراع) كسبق لهم في المحافل الدولية
[B][SIZE=7]شوف عينى الخط كان شغالين بيه ناس ……….
قبل يومين[/SIZE][/B]
أستاذنا جبرا انتا باقى لى الخط ده داخل عليك دخلة شديدة… يا اخوى انسى ياريت لو هو بقى على الخط و بس … احيييييا انا من حكومتنا دى قدر ما يدخنوها و يكبرتوهاو يدلكوها.. بلقاء مباشر و غير مباشر مع البشير و نافع .. برضوووووووو ( تفسى )مع الأعتذار للكلمة
الله يكون فى العون استاذ جبره ويصلح حال الشعب السودانى وحكومه السرو الله يكفينا شرها خربتها وقعدت على تلها وبعد المصايب العملتها لسه بيتبجحو ويهتفو وقسمو فى لجانهم المنبسقه من لجان وقال تخفيض دولار قال وربك يستر