محلية الخرطوم تحوِّل ورش الحرفيين لـ «هنقر» أسماك
مشهد
نحن في طريقنا إلى موقع النزاع، كنا نتوقع أن نجد سوق السمك قد انتقل إلى «الهنقر» الذي تتخذه المحلية ستاراً لنزع أراضي الحرفيين بحسب إفادات شعبة الحرفيين، ويزدحم بمشترين وتجار السمك، إلا أننا تفاجأنا بخلو الموقع وعدم ظهور أي أثر له كسوق، بل أصبح مأوى للمتشردين والحيوانات الضالة، ويقضي فيه المارة ومرتادو السوق حاجتهم مما جعله مصدراً من مصادر التلوث البيئي بدلاً من أن يمد العاصمة بالأسماك كما تدعي المحلية في حجتها.
فيما ظل الحرفيون يمارسون نشاطهم في العراء وبطريقة عشوائية وهم ينتظرون المحلية أن تفي بوعدها الذي قطعته عند نزع ورشهم التي تم تخصيصها لهم منذ «17» عاماً بأن تعوضهم في موقع آخر وظلت تتسلم منهم الإيجارات السنوية للورش التي لم يتم تسليمها إيجاراً قدره «1200» جنيه في العام، وفي هذا يقول الأمين المالي لغرفة الصناعات الصغيرة في حديثه لـ «الإنتباهة»: «الحرفيون ظلوا ملتزمين للمحلية بسداد قيمة الإيجار السنوي للورش على أمل أن تفي بوعدها لهم بتعويضهم في موقع آخر، لكنها ظلت تتهرب من مسؤوليتها ولم تعطهم كلمة قاطعة تحدد مصيرهم مما جعلهم في حالة تردد دائم بين رئاسة الولاية التي سبق أن صعَّدوا قضيتهم لها ووعدتهم بالحل النهائي إلا أنها ظلت تعيدهم للمحلية التي ترسلهم بدورها لغرفة الصناعات الصغيرة للتخلص منهم وتحويل صراعها معهم ليصبح ما بين الغرفة ومنسوبيها، ويضيف أمين المال بأنهم دخلوا في حيرة من أمرهم مع الحرفيين بعد أن أدخلتهم المحلية في مواجهة معهم بتنصلها من تحمل مسؤوليتها تجاههم، وهي التي تسلمت رسوم الورش ووقعت معهم العقود وظلت تتحصل إيجارات هذه الورش سنوياً دون وجه حق، ولم تسلمهم على أرض الواقع أي شيء، وفي ذلك مخالفة صريحة للقانون وأكل أموال هذه الشريحة الضعيفة بالباطل ببيعها لهم الوعود.
خدعة أخرى
وتواصل المحلية في مسلسل وعودها الزائفة للحرفيين حسب رئيس الشعبة الصناعات الصغيرة عبد الباري سعيد بذات سيناريو الورش، حيث قامت المحلية بنزع موقع تم تخصيصه موقفاً ومتنفساً لمحلاتهم التجارية وورشهم «4000 متر» وخصصته لتجار سوق نيفاشا ووعدتهم بالتعويض في موقع آخر وقد وجه المعتمد بذلك إلا أن موظفي المحلية ظلوا يماطلون في التنفيذ، وأبدى رئيس الشعبة احتجاجه على ذلك والملاحقة من قبل المحلية بنزع المواقع المخصصة لهم دون تعويض، مناشداً الوالي بإصدار توجيهات قاطعة مكتوبة للجهات التابعة له والنوافذ التي تتعامل مع الحرفيين كشريحة ضعيفة ومهمة في نفس الوقت.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]