[JUSTIFY]أعداد مهولة من الاتصالات التلفونية بدأت منذ الصبح وتوالت الى فترة من الزمن لوالد الشاب الصغير محمد الذي يدرس بالمرحلة الثانوية حول كيف يجرؤ محمد على تنزيل لقطات اباحية والسب واستخدام الالفاظ البذيئة للأشخاص المضافين عنده في صفحة الفيس بوك وآخرين متسائلين خاصة أن محمد اخلاقه رفيعة وغاية في التهذيب لا يمكن ان يفعل مثل تلك الأفعال التي تخلو من أي نوع من انواع الادب والاحترام، استمع «س» والد محمد للمكالمة حتى نهايتها ولم يفهم منها شيئًا لأنه لم يكن لديه علم بالمواقع المعلوماتية ولا عن كيفية التعامل معها ونادى ابنه محمد ومعه اخوه الاكبر واخبرهم بكل ماحدث وما قيل له، وقال لهم اريد منكم شرحًا كاملاً لأستطيع تقييم الموقف ومدى خطورته لأن حديث عدد من الأشخاص اعطاني ايحاء بخطورة الامر، وجلس معه الابن الاكبر وقال انه موقع للتواصل بين افراد العائلة والاصدقاء ويتم فيه تبادل الصور والمعلومات التي يُفترض ان تكون اضافة للفرد لا خصمًا وان تزوده بالمعلومات الجديدة بجانب ان يكون هناك حذر من وضع اي شئ يخل بالآداب، وتفهم الوالد الموقف وبدأ يحاسب في ابنه: لم يفعل ذلك؟ وقال لهم إنه منذ ثلاثة ايام يحاول الدخول على صفحته لكن لا يستطيع ولا يعرف ماذا حدث بالضبط ودخل عليهم ابن خالته وهو في حالة من الغضب وعند مقابلته لمحمد صفعه على وجهه وقال له كيف لك ان تفعل ذلك ومن هذه اللحظة سوف اغلق حسابك «في الفيس بوك» وليس لك ان تعيد دخوله مره اخرى وتوعده بالكثير من العقوبات التي سيواجهها اذا دخل صفحته مرة اخرى، كل ذلك الوعيد دون ان يعرف تفاصيل ما حدث، وبهدوء وتهذيب قال له محمد اجلس لتفهم حقيقة الموقف، وحكى له كل ما جرى بالتفاصيل، عندها قال له ان صفحتك قد اخترقها الهكر، وهذه مصيبة تتوجب اجراءات رسمية بجانب ارسال رسائل من صفحات اخرى للاعتذار وتوضيح الامر بالشكل الصحيح، وتدخل الوالد وقال هذا انسب اسلوب لتفادي الامر امام العائلة ولكننا سنكمل الامر الى النهاية للوصول الى المتهمين لكشف الحقيقة ومن هنا توجهه كل منهم الى البدء في تقديم اعتذار مكتوب على صفحات كل المضافين، وتوضيح الأمر وذهب الوالد وابنه محمد الى نيابة المعلوماتية وتم تدوين بلاغ في مواجهة المتهمين ضد مجهول وبدأت النيابة بالتحري واستجواب كل من اقرباء الشاكي محمد وتم تكوين عدد من المعلومات وتمت الاستعانة بخبراء ومهندسي حاسوب وتمكنوا من جمع العديد من المعلومات وتسلسلت الى ان ادت للتوصل إلى المتهم الاول وبطرق ذكية تم القبض عليه لكنه انكر اي علاقة له بتهكير صفحة فيس بوك الخاصة بمحمد وقام مهندس الحاسوب بمتابعة دقيقة للمتهم من خلال صفحته بواسطة إيجاده لبعض الرموز والالقاب التي ارتبطت بين فريق الهكر وبين المتهم حتى انه لم يستطع انكار ذلك لأن كل الادلة تؤكد ذلك وقررت المحكمة عددًا من الجلسات لتداول القضية والفصل فيها. وافادت باحثة اجتماعية في حديثها لـ «الانتباهة» ان الغزو الفضائي اثر بطريقة سلبية على المجتمع الذي تعمد ان لا يرى ما هو ايجابي للاستفادة، واضافت ان برنامج النت الفيس بوك هو اجتماعي بحت يسهل طرق التواصل مع العالم الخارجي وهو الذي ينطبق عليه جعل العالم قرية صغيرة وقرب المسافات بين الأسر المغتربة مع عوائلهم بالاضافة الى التحصل على الكم الهائل من المعلومات الثقافية والدينية والأعراف بين مختلف الدول، هذا الايجابي منه، ولكن ما يحدث من جرائم معلوماتية يعتبر في قائمة الاستخدامات السيئة التي تضر بالمجتمع لذا يجب توخي الحذر والحيطة في استعمالاته خاصة عند الفئات العمرية الصغيرة التي تجهل طرق الاختراق او حتى وجوده بالاضافة لما تسببه من من اشانة لسمعة الطفل وسط عائلته واصدقائه في المدرسة وفي حالات وحسب مرونة وتحمل الطفل للمواقف قد يتأثر بالموقف ويؤثر على سلوكياته وفي كثير من الحالات تجره للاشتراك في مثل هذه الجرائم كنوع من انواع الانتقام لما حدث له، وفئة اخرى تعتبر ان ما حدث هو ايجابي في طريقة كشف الأساليب الإجرامية ووضع محاذير لتفاديها، وقالت الباحثة ان ارتكاب الجريمة الالكترونية يترك اثرًا سلبيًا اكبر من الجرائم الجنائية خاصة على الفتيات لذا اشدد على ضرورة المراقبة وتغير الأرقام السرية من وقت لآخر تجنبًا للوقوع في فخ الهكر.