تحقيقات وتقارير

الدكتور التيجاني سيسي طوق النجاة وأمل دارفور المرتقب

[JUSTIFY]دارفور كفاها جراحات وأصبحت الصراعات فيها تزداد يوماً بعد يوم، وتفرعت إلى فصائل متقاتلة متناحرة، والأمل في العلاج يقدم خطوة ويرجع ميلاً، وحالة الشعب ساءت وتكاثرت معسكرات النزوح. وكثر الكلام والتنظير الذي استمر لأكثر من عشر سنوات هي فترة أخينا وحبيبنا الوالي عثمان محمد يوسف كبر، والأستاذ عثمان لو بقي ألف سنة بعد ألف وواحد سيفارق (العزيزية) بصيدها وغزلانها والغرانيق الجميلة بما فيها الغرنوق الأعور (الكادوك)، يتركهم ويترك جراح دارفور تنزف.
يا أخي كبر لقد أعطيت عطاءً ثراً وأبليت بلاءً حسناً، ووضعت بصماتك في كل شيء، ودخلت تاريخ دارفور من أوسع الأبواب، وستظل ذكراك خالدة أبد الدهر، وجزاك الله خيراً، ونحن نريدك في موقع أكبر لتقدم للسودان عامة ولدارفور خاصة كل خير وتعوضها ما فاتها من تنمية وتقدم وازدهار.. يا أخي حقيقة «الولف كتال» ونار الفراق لا تطفيها إلا الدموع، وكما قال الشاعر: كل أخ مفارقه أخوه ٭٭ لعمرك إلا الفرقدان «والفرقدان نجمان في السماء لا يفترقان أبداً»، وهذه هي سنة الحياة، وكما قال أهلك «الحي بلاقي». وعليه أقول لك يا أخي ودع وتقدم نحو الخرطوم ترتاح وتشبع نوماً بعد هذا العناء والشقاء المرير، وكمان جيب معاك فقرءاك ومشايخك والصالحين والبلد واسعة بتشيلنا كلنا.
حقائق واضحة
{ الظاهر للناس جميعاً أن العلاقات بين كبر والتيجاني سيسي وجماعاتهم هي علاقة «من الطوق ولي فوق» علاقات مجاملات ودبلوماسيات وبلبصة في بلبصة «وكل واحد عارف الفي قلب أخوه شنو». (وقالوا تورين في مراح واحد ما بيعيشوا سوا)
{ أما العلاقة بين كبر والشيخ موسى هلال وجماعاتهم فقد «ختوه قرض وكسروه طق» ووصل لأجهزة الإعلام وأصبح الأمر واضحاً وضوح الشمس وعم الربى والحضر والله يستر.
ومثلما تحدثت عن فضائل كبر لا بد من ذكر بعض فضائل شيخ موسى، وكانت معرفتي أولاً بوالده الشيخ هلال عبد الله وعرفني به، وربط بيني وبينه السيد الطيب المرضي مدير دارفور الأسبق متعه الله بالصحة والسعادة، ووصفه لي بقوله هذا العربي ذكي ذكاءً حاداً ونشطاً لأبعد الحدود وثرى ثراءً كبيراً، ويمتلك من الإبل العدد الكبير ويرعاها ويتعهدها بنفسه لا يكل ولا يمل، وكل ما يزور الفاشر يصلني ويصحب ابنه موسى معه على الدوام، وسألته لماذا تأخذه معك في كل تحركاتك، فقال: «عشان يتفتح ويعرف الناس وسلوكياتهم وطبائعهم ما ينقفل في الخلاء مع البهايم وبس»، وحصل التعارف والإخاء مع موسى، وكنت وزيراً للشؤون الاجتماعية وسجلت لموسى الكثير من الدوبيت وغناء البادية، أما في شعر الغزل البدوي البريء «ما بتلاحق» وله صوت شجي طروب يهز المشاعر، وآمل أن يكون محفوظاً في مكتبة إذاعة الفاشر ـ موسى رجل ودود ذو مشاعر حية وينفق بسخاء شديد على الحكامات سفياتي تهزه وتحرك مشاعره شكر الحماسة والشجاعة والفروسية ويغدق «ومال الدنيا ما بهمه» وما بدور الحقارة محب لشعبه عامة ولأهله خاصة ولا يمكن أن يتمرد على الإنقاذ وإن كان ممكناً هذا لفعله مع الأمريكان الذين أرادوا بالبشير وبالسودان شراً حتى طلبوه أن يكون «شاهد ملك» فقال لهم أنا لا أفعل الخيانة ولا أحب الخباثة وهذا الكلام كان متلفزاً ومسجلاً عندي الآن ـ وموسى رجل بمعنى الكلمة والله يحفظه ويرعاه ـ موسى في نظري «جذوة نار» لا تشعلوها وينطبق عليه قول الشاعر:
إن ابن أختكم له عزمات هزل أرائها جد متى ما هيجتموه لا تهيجوا سوى الردى وإن كان خرقاً ما يحل له عقد «باصروه ما تعاصروه» والله في إمكانه أن يجر المصائب من النيجر إلى تشاد إلى الفاشر جوه ولا داعي لكل هذا. والحل بالإدين أفضل من الحل بالسنون» وبرضه نقول الله يستر.
وبمثل ما تكلمت عن فضائل كبر وشيخ موسى هلال لا بد من الحديث عن الدكتور التجاني سيسي بحكم معايشتي لهم جميعاً.
الدكتور التجاني سيسي
الأمل كبير في نجاح الدكتور التجاني سيسي لأنه رجل متعلم تعليماً عالياً ومثقف ثقافة جيدة وملم بأمور السياسة الخارجية والداخلية بحكم بقائه في الخارج زمناً طويلاً وله علاقات طيبة مع دهاقنة السياسة في الخارج ـ ومن ميزاته أنه سلسل سلاطين دارفور الذين حكموها قرابة خمسمائة وخمسين سنة وأداروها بحكمة واقتدار وهم الذين دعوا القبائل لتعمير دارفور واقتطعوا لهم «الدارات والحواكير» ونظموا الحياة تنظيماً دقيقاً واحتضنوا القبائل بزعاماتها وبعاداتها وأعراقها وتقاليدها وبهذا تكون نسيج دارفور وأصبح مثالاً للحياة الفاضلة والولاء والوفاء للوطن وللسلطان الأكبر من «الفور كيرا» وتعاقب على دارفور «36» سلطاناً في مدد مختلفة هذا غير سلاطين الظل كما تسميهم (الدكتورة ياجي) ويسميهم العامة سلاطين (جنبة جنب) وهم الذين جاءت بهم ظروف خاصة مثل جدنا محمد حسين أبو كودة الذي استلم منه السلطان البطل علي دينار.
الدكتور التجاني سيسي ابن الإدارة الأهلية وأبوه هو (الدمنجاوي) السيسي وشقيقه حالياً (الدمنجاوي) فضل سيسي زميلي ببخت الرضا عام «1946م ـ 1950م» وكان قبلي بسنة وكان مقبولاً «بالريفية» بالدويم و«الريفية مدرسة» أشبه بالكلية الملكية البريطانية والخاصة بأبناء الملوك والرؤساء والكبار ودرس بها الإمام أحمد عبد الرحمن المهدي مع زميله وصديقه الملك حسين بن طلال عليه الرحمة وخصصت الريفية لأبناء زعماء العشاير ودرس بها في زمننا السيد بكري عديل وعبد الله إبراهيم (تمرو) ابن الناظر ضو البيت عبد الدائم وفضل سيسي أخرجه والده من الريفية وأدخله معنا ببخت الرضا ليتعلم معايشة الشعب ليصبح زعيماً شعبياً وقد حصل الآن. والتجاني سيسي كان حاكماً لدارفور وخبر الكثير فيها والتجاني مولود بجبل مرة الذي أصبح وكراً للتمرد وهو أقدر من غيره في استقرار الجبل.
والتجاني سيسي قادر على جمع كل الفصائل في لقاء في أي مكان يناسبهم ويتداولوا أمر دارفور ويخرجوا بجدول مبرمج ومتفق عليه وكل القصة تتمثل في «السلطة والثروة والتنمية» ولا أظن أن أحداً يشذ من ذلك.
وحقيقة في تقديري أني أشتم فيه رائحة رضاء السادة الأمريكان عليه ورضاء الدول العربية وها هي قطر الشقيقة والصديقة قد بذلت الغالي والنفيس وأسهمت إسهاماً كبيراً وفاعلاً في إرساء السلام ودعائم التنمية لإسعاد شعب دارفور، وكل الشعب السوداني يقدر لها هذا وأكف الضراعة تبتهل بالدعاء لله العلي القدير أن يهب الصحة والعافية التامة لأميرها القديم والجديد وكل قيادات قطر وشعبها بطول العمر والسعادة ويجعلهم ذخراً وسنداً لشعوب العالم المحب للسلام.
والتجاني سيسي يتمتع برضاء شعوب إفريقيا لأن شعب دارفور شعب أصيل في إفريقيته وهم أول من سكن تلك الأرض من عهد الداجو والتنجر والفور وشعب دارفور شعب مسالم ويحب السلام والأمن والطمأنينة وما يحدث الآن هو من عمل الشيطان وأيادي الاستعماريين الخبيثة.

٭ الخلاصة
وهذا رأيي الشخصي أطرحه لأهل القرار قبلوه أو رفضوه والأمر لهم. أرى أن ينقل كبر للخرطوم ليكون بجوار صديقه وحبيبه السيد الرئيس المفدى كمستشار لشؤون دارفور أو أن يلحق بأمانة المؤتمر الوطني وأن يحل محله منتدباً الدكتور إبراهيم محمد سليمان وزير المالية الأسبق بالفاشر وصاحب أعلى أصوات في الانتخابات الماضية وله شعبية كبيرة ومرضى عنه من معظم الجماهير وأسألوا عنه اللواء عبد الله علي عبد الله صافي النور وكان الوالي وأسألوا عنه سعادة الفريق عبد الله سيد أحمد الجعلي قائد القيادة الغربية واسألوا عنه السيد محمد محجوب كرم الله محافظ الفاشر الأسبق واسألوا عنه اللواء شرطة عبد الرحمن نصر قمندان البوليس والسيد كمال عشيري مدير الأمن في ذلك الزمن لتكون الفترة المتبقية سنة ونصف كتجربة وإبراهيم محمد سليمان إسلامي قاطع ومؤتمر وطني صادق.
وطلب الأخ كبر أن يبقى سنة ونصف ليوفي لناخبيه برنامجه الذي وعد به (ده كلام ميت) ولأن شيء ما اتعمل في عشر سنوات لا يمكن أن يتعمل في سنة ونصف ياخي تعال لينا وانحنا مشتاقين ليك وستجد خيراً كثيراً بإذن الله.
أما طلبك لجيش خالي من أبناء دارفور بحجة رد هيبة الدولة في جبل عامر هذا رأي غير رشيد وغير موفق لإدخال العنصرية والجهوية كشق الجيش وتدميره وعليه أقول عدم التدخل في شؤون الجيش واجب وقيادة الجيش أقدر وأعرف بشؤونها ومن السياسيين ولديها قوانين ردع لأي خارج على القانون قد تصل عقوبته بالإعدام رمياً بالرصاص.. ابعدوا ثم ابعدوا عن الجيش.
أخي كبر ذكرت في جريدة السوداني الغراء أنهم اتهموك بالفساد المالي وذكرت متحدياً أنه لم يدخل جيبك جنيهاً واحداً ولا تملك من حطام الدنيا شيئاً والاتهامات من نصيب كل من يعمل في العمل العام والمهم إنت حسابك عند الله علام الغيوب وحسابك عند التاريخ عندما يقف (عبدو داؤود ويتحدث علي محمود) وينكشف المستور والتاريخ لا يرحم إما لك أو عليك ـ وفوِّض أمرك لله وهو أعلم بالسر وأخفى ولا تشغل نفسك بهذا..[/JUSTIFY]

تقرير : مالك الزاكي صالح
صحيفة الإنتباهة