قير تور

الحمد لله… فقد عدنا

[ALIGN=JUSTIFY]وأغازل نفسي وأنا أقف على باب الطائرة التي نزلت منها عائدا الى الخرطوم لأردد في نفسي كلمات أبو آمنة حامد عندما يتغنى بها الاستاذ محمد الأمين (رجع البلد)… وسبحان الله… فقد كانت نفسي الاسبوع الماضي تردد كلمات تغنى بها نفس الفنان محمد الامين وهي للاستاذ فضل الله محمد عندما يقول (قلنا.. ما ممكن تسافر)..
ونقدم آخر للقارئ فالعودة عيد وقبلنا بالسفر المكتوب علينا وقطعنا المسافات الشاسعة ولاول مرة اخرج منها من السودان جوا عبر السودان ايضا فكان عليَّ الوصول الى تلك العاصمة الاوروبية وعاصمة الاتحاد الاوروبي (بروكسل). ويا لها من تجربة مفيدة عندما تعرف الكثير مما لديك من (تخلف وجهل).
وشيء غريب وأنا أحدث نفسي عندما أفسر ظاهرة طبيعية عادية تصادف معايشته مساءً وصباحاً في اليوم التالي.
في المساء كانت مغادرتنا لمطار الخرطوم ومعي ثلة من موظفي وزارة الخارجية يوم 24/5/2008م.. وكانت السماء تقطر قطرات متواصلة بعد عاصفة ترابية اقتلعت عدداً من ألواح الاعلانات والاشجار.. وهذه القطرات حسبناها بكاءً لسفرنا… وواصلنا الليل سهراً في الاجواء بداية من السودان ثم اثيوبيا فالسودان مرة اخرى لندخل مصر وليبيا… وبعد ذلك عبرنا البحر الأبيض المتوسط لنجد أننا دخلنا اوروبا لأول مرة… وفي الصباح أي يوم الأحد 25/5/2008م كنا نرى الشمس تشرق وقطرات الماء تتساقط من السماء.. وكان التعليق لدينا بأننا ودعنا الشمس تغرب مساء أمس في الخرطوم وبكت المدينة واليوم ندخل امستردام والشمس تشرق والمدينة تبكي… كان عليَّ كتابة هذه الكلمات فقد تساءلت (العاصمة الهولندية نزلنا فيها وقطرات الماء تبلل الأرض حيث كان المطر يهطل صباحاً مع شروق الشمس وتساءلت في نفسي ماذا يحدث فقد فارقت الخرطوم مساء أمس والشمس تغرب والسماء يمطر لنجد أن امستردام تشرق شمسها وأمطارها تهطل… أهي دموع السماء؟ إن كانت الأمطار دموع السماء فهل تعبر عن حزن أم عن فرح؟).
المهم لم تكن امستردام هي العاصمة المقصودة برحلتنا الطويلة تلك ولذا كان علينا البقاء فترة بسيطة وبعد ذلك تم بحمد الله الوصول لعاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل.
ونحن ندخل الفندق الذي تم الحجز لنا فيه واسمه (كاسكاد) وحسب ما علمت فيما بعد بأن معنى الاسم هو (الشلال).. دخلنا حديث العقل وليس مجرد عواطف لا تقدم أو تؤخر ظهر أعلاه في كلماتي.
والكلام الحقيقي الصادر من العقل كلمات نطق بها زميلنا حسني مصطفى يعقوب عندما تجمعنا حول موظف الفندق الذي كان يشرح لنا: “هذا الكرت يتحكم في إغلاق وفتح الغرفة والمصعد والكهربائي” وكان تعليق حسني هو “هذا يمثل كورساً قائماً بذاته قبل أن نبدأ ما جئنا من أجله”… أيام جميلة رغم قساوتها علينا نحكي لكم عنها بإذن الله في الحلقات القادمة… ونردد مع بعض (رجع البلد).[/ALIGN] لويل كودو – السوداني-العدد رقم 917 – 2008-06-2