رأي ومقالات

السودان: اجانب يستثمرون في مشاريع الشاورما

ونحن نلهث وراء المستثمرين حتى تقطعت انفاسنا يبدو اننا تركنا الحبل على الغارب ولم نعقلها الى ان اختلط الحابل بالنابل في هذا المجال، ومن مشاهداتنا في اسواق الخرطوم واحياء المدينة واركانها نرى المئات من المطاعم والكافتيريات والمخابز يمتلكلها اجانب والعاملون فيها ايضا من الوافدين ، وهو استثمار رخيص وعائده وافر والحصول على رخصته في متناول اليد والجيب ، وطبعا ليست هناك ضوابط لتحويل مكاسبه الى عملات صعبة وارسالها الى الخارج او تهريبها حكى لي احد المتصلين بمثل هذا الاستثمار من وسطاء السوق ان اعرابيا جاء الى بلادنا وفي حوزته مبلغ كبير لاستثماره في مشروع لزراعة التبغ في دارفور وتصدير المحصول الى شريك له يمتلك ماكينات لصناعة السجاير ، وعندما طال انتظاره للحصول على التصديق وتعقيداته قرر لتغطية المصاريف وبقليل من رأس المال افتتح محلاً لبيع الفلافل والفول وتوابعهما ليكتشف وفي زمن وجيز ان عائد هذا العمل اضعاف ما كان ينتظره من مشروع زراعة وصناعة التبغ وتوسع المحل الصغير الى كافتيريا استوعبت معه شريكه القادم من الخارج.
مع الاسف نحن نتعامل مع مثل هذه الاستثمارات في مجال الاطعمة و غيرها من الاعمال الصغيرة و كأننا دولة خليجية يمتلك كل مواطن فيها من عائد النفط و دعم الدولة ما يغنيه عن ممارسة اي عمل يدوي او ادارة متاجر او مطاعم إلا بالكفالة ،لهذا عندما بطرت معيشتنا وتوقفت ايدينا عن البطش وظهر استعدادنا لاستبدل الطاقية بالعقال والقطرة جف انبوب النفط ،وتقلصت وجبات الغذاء من ثلاث الى اثنتين وصارت الرغيفة في حجم متناهي الصغير بعد ان كانت في حجم طارة الكلتش ، ومنذ أيام باعني احد الخبازين العرب في السوق العربي عشر ارغفة خالية من (اللب ) بخمسة جنيهات .. ووصل سعر ساندوتش الشاورما الى عشرة جنيهات في كافتيريات هؤلاء الاجانب اذا رغبت ان يكون بدون السلطة الخضراء وهي في الحقيقة (علف ) !! وهل تصدق ان حلواني يمتلكه وافدون يبيعون كيلو البقلاوة بمبلغ 36 الف جنيه بالقديم ،وان حلاقة شعر الرأس وصلت مائة جنيه في صالون يرتاده الفنانون ويديره اجانب .
يبقى السؤال اذا سكتنا على ذلك ،كم هي الضرائب التي يدفعها هؤلاء البشر ؟ وهل تتضاعف قياسا الى تلك التي يذل ويهان فيها و يطارد صاحب مثل هذه الاعمال من المواطنين .. والمطالب بعكس هؤلاء باستحقاق للتعليم والصحة والعوائد المنزلية وغيرها ؟ ، واذا تجاوزنا في ذلك الحريات الاربع التي تحكم علاقات العمل والتجارة والتملك والتنقل مع مصر ، فلماذا لا تكون هنالك اشتراطات مماثلة مع دول هؤلاء الوافدين تضمن للسودانيين تميزاً في استيراد سلع مثل الملابس الجاهزة من تركيا وسوريا والاردن ولبنان وايضا الفاكهة والمعلبات وغيرها ..وايضا فتح محال هنالك بدون عوائق .
الخرطوم:يوسف الشنبلي:الراي العام

‫5 تعليقات

  1. [SIZE=5]الحلب ديل محل مادخلوا مدينة افسدوها

    ياريت القائمين على امر السودان يعرفوا احوال السودانيين في الخارج وكيف يتعامل معهم هؤلاء الدخلاء ( بكل صلف وتكبر وازدراء تجاه كل سوداني )

    الدول الدخلت السودان لا تحترمنا في الخارج … عووووووووك افهموا ياما جيابين خبر
    [/SIZE]

  2. الاستثمار فى الشاورما والمخابز والحلويات والمطاعم هل هو الذى عملت له حكومتنا الرشيدة الفهيمة العليمة وزارة ووزير طويل عريض ؟؟؟
    هذه النوعية من الاستثمارات أسمها استثمارات ( الصرف الصحى ) لانها تذهب للصرف الصحى وعائدها من الدولارات يذهب للخارج فى حسابات اصحابها المستثمرين الاجانب … كان المفروض والواجب والصحيح أن يكون الاستثمار فى الاكل والشرب مقصور على المواطنين فقط ولايجوز حتى لاصحاب الحريات الاربع …أما فى بلاد الهملة والاهمال كل من هب ودب يمكنه فتح محل شاورما او مطعم او حتى محل فول دون حسيب أو رقيب … بل حتى عابرى السبيل والمؤلفة قلوبهم يمكنهم ذلك

  3. يامصطفى عثمان ياوزير مايسمى بالاستثمار . المطاعم والكافتريات والمخابز هذه ليست استثمارات تعقد لها المؤتمرات وتسافر الوفود للخارج لاقناع الاجانب بها .. يذهب مايأكله الناس من هذه الاستثمارات (للصرف الصحى ) ويذهب مايجنيه هؤلاء المستثمرين دولارات للخارج … اذا كان هنالك عقل وقانون فى سودان الهملة والضياع ، يجب أن يقتصر الاستثمار فى المخابز ومحلات الشاورما والمطاعم على المواطنين فقط ….

  4. ان اري المنظر من جهه اخري

    1 الارزاق بيد الله و نرجو ان لا نقطعها حتي و لو فعلو معنا ف بلادهم

    2 دعايه خير للسودان و اعلام جيد شويه شويه
    وتغير صوره السودان المشوهه من المصريين و العرب

    3 اغلب البلدان الفيها اجانب كتير خيرها بكتر وبدفق باذن الله

  5. كل ما قلته عن خطإ الاستثمار الأجنبي في مثل هذه المجالات صحيح !! وهو خطأ ارتكبته الجهات المسؤولة عن الاستثمار @@@ المعلوم أن كاتب التقرير هو يوسف الشنبلي الصحفي وليس الوالي وكلاهما من الأبالة ( من أصحاب الإبل) وكان ينبغي للصحفي أن يعرف مقولة : ترك له الحبل على (الغارب ) هو أن المقصود بها غارب البعير وليس (القارب )الذي هو ( المركب الشراعي ) لأن المركب الشراعي ( القارب ) ليس له حبل والحبل هنا الرسن وعندما يترك الحبل على غارب البعير فإن البعير يفعل أو يسير بلا وجهة أي كيفما اتفق له . وغارب البعير هو المنطقة التي تقع بين الكتف والسنام !! ودمتم وكل عام وأنتم بكل خير