تحقيقات وتقارير

ربات البيوت ما بين مشغوليات العيد والعبادة

[JUSTIFY]تحفنا هذه الأيام ظلال أيام مباركات فيهن ليلة هي خير من ألف شهر، فنحن نتفيأ ظلال العشر الأواخر من رمضان وهي أيام العتق من النار ونسبة لأهميتها وفضلها تقام بالمساجد صلوات التهجد التماسًا لليلة القدر فيها والذي لا يستطيع الذهاب للمسجد نجده يجتهد للعبادة وقراءة القرآن والإكثار من التسبيح والاستغفار، وكل ذلك طلبًا للرحمة والمغفرة والعتق من النار. ولكن غالبية ربات البيوت ينشغلن بالاستعداد لقدوم عيد الفطر من نظافة وذهاب للتسوق وأعمال الخبائز والحلويات فلا يجدن الوقت الكافي لاستثمار تلك الفرصة التي لا تأتي إلا مرة كل عام… «الإنتباهة» قامت باستطلاع عدد من ربات البيوت ليحدثننا عن إمكانية توفيقهنَّ بين مشغوليات العيد والقيام بالتهجد. وختمنا برأي الدين ليحدثنا عن فضل العشر الأواخر.

سعاد الفاضل عبد الرحيم ربة منزل قالت في إفادتها لها: حقيقة نحن كنساء نعترف ونقر بتقصيرنا في العبادات عمومًا وخاصة في الشهر الكريم هذا والليالي العشر الأواخر، ففي الوقت الذي ينشغل فيه الرجال مثلاً بالاعتكاف والتهجد ننشغل نحن النساء بالتسوق خاصة مع أطفالنا «وده كبير وده صغير» ونعادود الكرة للتسوق مرة أخرى ثم نبدأ مسلسل الخبائز ونظافة المنزل حتى نجد أن الزمن تسرَّب من أيدينا لنأوي لأسرتنا بآخر رمق ونادرًا ما نجد وقتًا كافيًا للتهجد والعبادة ولكن لا نفرط في صلواتنا الخمس ولا تلاوة القرآن.

الأستاذة فاطمة النذير قالت في إفادتها لنا: من منا لا يدرك فضل العشر الأواخر من رمضان وفضل ليلة القدر تحديدًا وكيف أنها خير من ألف شهر ولكن نحن كنساء حقيقة نجد صعوبة بالغة في التوفيق بين مشغوليات الاستعداد للعيد وما بين التفرغ التام للعبادة خاصة أنني أمرأة عاملة ومقيَّدة بزمن حضور وانصراف في مكان العمل فيا حبذا لو فعلت دولتنا كفعل المملكة العربية السعودية فعندما كنت منتدبة للعمل هناك كان هناك إجازة في العشر الأواخر لكل العاملين بالقطاعين العام والخاص حتى يتنسنى لهم التفرغ التام للعبادة، وعن نفسي أحاول جاهدة التوفيق مابين مشغولياتي كأم وربة منزل وامراة عاملة وبين واجباتي تجاه الله سبحانه وتعالى فهي أحق بأدائها.

الحاجة سيدة صالح ترى أنه لا يوجد سبب يمنع قيام المرأة بواجباتها الدينية حيث قالت في إفادتها: نعم هنالك واجبات ومسؤوليات تقع على عاتق المرأة خاصة في العشر الأواخر وقدوم العيد فهي مسؤولة عن كسوة الأطفال ونظافة المنزل وعمل الخبائز، ولكن هذا لا يمنعها من أداء واجبها تجاه الله سبحانه وتعالى فهي التي تستفيد منه والله الغني عن العالمين فالفضل يعود لها حال قيامها وتهجدها، ولكن بالطبع هنالك الكثير من النساء العاملات اللائي يصعب عليهن التوفيق بين كل تلك المهام ولكن أتمنى من كل امرأة أن تفرد لنفسها مساحة للقيام ليلاً فهي أيام معدودات ولا يمكن تعويضها في سواها من الأيام العادية.
السيدة فائقة الأمين التقيناها بالمحطة الوسطى بحري وهي تهم بشراء مستلزمات العيد لأطفالها، قالت في إفادتها لنا: أنا ربة منزل وكما ترين نقضي جلّ النهار في التسوق مع أطفالنا ثم نعود عصرًا لمباشرة العمل في المطبخ وتجهيز الإفطار والعصائر، ومن بعيد المغرب يبدأ برنامج غسل الأواني ونظافة المنزل ولكن بحمد الله مهما بلغ بي التعب والإجهاد لا أفرط في الذهاب لصلاة التراويح فقد سمعت إمام مسجدنا يقول إن من أدى صلاة التراويح في جماعة كان له أجر قيام الليل، وبعد صلاة التراويح طبعًا أبدأ في تجهيز وجبة العشاء وهكذا دواليك لكني أحاول جاهدة الاستيقاظ قبيل وقت السحور بنصف الساعة حتى أتمكن من صلاة ركعتين في جوف الليل وقراءة ولو جزء يسير من القرآن الكريم ومن ثمّ التسبيح وأجتهد أيضًا الا يؤثر قيامي وتهجدي في أداء صلاة الصبح في وقتها، وعمومًا المعادلة صعبة ولكن فرصة تلك الأيام لا تعوَّض ويجب علينا الاجتهاد والضغط على أنفسنا فنحن المستفيدون ونسأل الله القبول.

رأي الدين.. التقينا هاتفيًا بالشيخ أبوبكر محمد أحمد ليحدِّثنا عن فضل العشر الأواخر وضرورة اغتنام الفرصة قائلاً: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لم يجتهد في غيرها وأنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ مئزره» ومعنى شدّ مئزره التشمير في العبادة وقيل اعتزال النساء وترك الجماع. عليه ينبغي على المسلم الاقتداء بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهو القدوة والأسوة الحسنة. وعلى المؤمن ألا يضيع هذه الأيام والليالي في لهو متاع الدنيا خاصة إخوتنا النساء فهن ينشغلن بتجهيزات العيد من ذهاب للتسوق ونظافة المنازل وعمل الحلويات والخبائز مما يؤثر تأثيرًا كبيرًا على عبادتهنَّ خاصة قيام الليل. ومن أهم مزايا العشر الأواخر أنها أيام العتق من النار وبها ليلة القدر ورد في سورة الدخان قوله تعالى «إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين فيها يفرق كل أمر حكيم» وسُمِّيت بليلة القدر لعظم قدرها وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفرله ما تقدّم من ذنبه ». وقال تعالى في محكم تنزيله في سورة القدر «ليلة القدر خير من ألف شهر».

صحيفة الإنتباهة
سحر بشير سالم[/JUSTIFY]