فدوى موسى

القادر يسوي!

[JUSTIFY]
القادر يسوي!

أخشى كثيراً في علاقاتي الاصطدام بالفروقات والتصانيف التي تصبغها الحالة الاقتصادية على التعامل الاجتماعي ما بين الناس بعضهم البعض.. وكثيراً ما تجمعني تصاريف الأيام بمن هم أثرياء أو أعلى من ذلك تصنيفاً، وكنت لا أجد حرجاً في التعامل بأريحية معهم مثلهم مثل العالم العادي الذي أنتمي إليه.. إلا أنه من الحين للحين تلقي ظلال الأوضاع على بعض الشذرات العائدة للتربية على مبدأ هذه الفروقات.. ولكن أدرك أنه عليّ احترام الأساسيات وإفساح بعض من المجال للجماليات الكمالية التي تلاحقنا دائماً منهم، ويحضرني بعض ألم أحسسته ذات يوم وأنا في حديث صافٍ مع إحدى الصديقات التي متعهم الله ببعض بسطة الحال.. وحديثنا في ذلك اليوم عن المحاولة الجادة لوضع إطار لبرنامج زواجها خاصة وأنها دائماً ما تجعل منا مكان شورتها ورأيها.. وكعادتها في تبسيط أمور الحياة.. كلما دفعت إلينا بمشورة دفعنا إليها بالبساطة «على سذاجتنا الطيبة».. إلى أن فاجأتنا أختها بعبارة قتلت فينا روح التشاور أو إعطاء الحق للخوض في الخصوصيات المتاحة للأصدقاء.. وبدأت لنا عبارتها الموجزة كسيف باتر أن نقف في حدود الطبقة التي ننتمي لها «هوي يا اخوات.. القادر يسوي».. فالجمتنا وأخرست ألسنتنا.. وعرفنا أن صديقتنا تستشيرنا من باب المجاملة وأننا لا نملك حق الإفشاء ما دام الآخر في نهايته قائماً على القدرة والحالة الميسورة.. أما عباراتنا فهي من باب الحلول الجاهزة المعلبة التي تتماشى مع مكوناتنا وموروثاتنا الطبقية.. «ما دام القادر يسوي» فلِمَ نجتهد حديثاً و«نضماً».. آه كم هي محبطة تلك العبارة التي لم نستطع رغم مرور الأيام أن ننساها وننسى المقام الذي قيلت فيه.. وواهم من يعتقد أن الحياة الاجتماعية لا تُبنى على مبدأ الطبقات ومبدأ أن حالات الناس طيوف وألوان.. وأنا منذ ذلك اليوم آخذ حذري من أن أشاور في أمر يخص الآخرين.. خاصة إذا فارقت بيني وبينهم طبقة اجتماعية، واكتفي «بهز الرأس والله يهون وصحي ما شاء الله.. ربك يهون.. يا سلام.. بالتوفيق.. ومرات أغمض عيني دلالة على شيء من الإيجابية أو أمط شفتي وعندما أحس بالامر «أوفر» أنفجر ضاحكة ها ها هاي..»

آخر الكلام:

الحياة مبنية على القدرة.. والقدرة خشم بيوت.. قدرة مال.. قدرة لسان.. قدرة منهم.. وجدتي دائماً ما تقول «المال بعز الزول حتى إن بقى إضينا.. حالاً تزيد قدرو واترفع علينا».. والقادر بالجد بيسوي [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]