تحقيقات وتقارير

هجرة الشباب والطلاب والعقول كارثة

[JUSTIFY]يقول علماء الإجتماع إن الهجرة تخلخل المجتمع المحلي وتهزم تطورة أو تغيرة نحو الوضع الأفضل، فان كانت داخلية وأبرزها من الريف للمدن، فان البنيتين في كليهما تهتز، حيث يتصحر الأول ويتريف الثاني، فتهتز الأوضاع الإجتماعية في كليهما تماماً، ويتبع هذا وقوف عجلة التنمية فيهما والتكدس البشري غير المنظم يجعل صورة الريف والمدينة متقاربتان وأبرز سماتهما الإرباك الإجتماعي والذي يفرز الأدران الإجتماعية كالعطالة وعدم المقدرة على الإنجاز والإنحلال الذاتي في الفرد العاطل أو العاجز.
وهذا وضع يجعل الفرد يهروب لاية جهة وبناء آماله المستقبلية على ذلك ولهذا نشطت مكاتب العمل الخارجي وظهرت الفيزات الحرة.
والمسافر بهذا الوضع رهين لما يجده في الغربة من المطروح في ساحة العمل أياً كان ونحكي مدى تجربته وما يجيده من أعمال وحسب المطروح في سوق العمل الخارجي، ولا غرابة أن تجد خريج الجامعة كالطبيب راعي الغنم او المهندس البناء او الصيدلي بياعاً في بقالة او محل للبارد، وهذا هوالقطاع المحظوظ وغيره عاطل في الغربة، ومع كل ذلك نشطت هجرة الشباب والخريجين لخارج السودان وأبرز الأسباب تقاعس وزارات السودان والمنوطة بهذا القطاع عن الفكر والإهتمام التام برسم استراتيجيات لمستقبلهم او قبول ما يطرحه المخلصون من العقول المستنيرة وحكماء السودان فهم كثر ولكنهم خارج مناطق الضوء السياسي الساطع فلا يقيمون لهم وزناً مع جودة ما نقراه في الصحف ونسمعه في الاذاعة ونشاهده في التلفاز.
ونجىء لهجرة العقول والحكماء وأبرزهم أساتذة الجامعات والتي غدت من بعدهم خاوية من الخبرات الرائعة والحكماء الأفاضل وأين الدولة السنية الكريمة من كل ذلك وماذا تنتظر أن يحدث في السودان من ميلات لخوائه من شبابه وطلاب وحكماء الأمة وكلهم لا يتبنهم عن الهجرة سوى الأمل الذي ترسمه سياسات حكيمة وعلمية تستبقيهم في السودان موفوري الكرامة التي لا تعجبها العطالة وكانوا شباباً أو شيوخاً ومضمون لهم العيش بلا فاقة ترسمها قلة الموارد وكل ذلك سهل وميسور إن أرادت حكومة السودان أن توليه الإهتمام وتعمل على تنفيذه.
أولا :قطاع الشباب والطلاب ويشكلون فئتين اولهم من فاتهم قطار التعليم بمختلف مراحله وهم من الأرياف غالباً واخرى الولايات على المدن والآخرين اي الفئة الثانية وهم من تخرجوا من الجامعات وينتظرون التوظيف في الولايات المختلفة، وهاتان الفئتان تواجهان كلا الهجرتين الداخلية من الريف للمدن وأبرزها الخرطوم والخارجية للدول العربية لاعمال جلها هامشية للغاية، وحل ذلك يكمن فيما نقترحه هنا وسبق لنا طرحه مراراً على صفحات هذا الغراء وهو أن ينشط قطاع الزراعة ويطور بالإنتاج الحيواني وتستجلب الدولة وسائل الإنتاج الفردية حتى تتطور ملكات شبابنا بها وينتجون وهم في أريافهم السخية وبين أسرهم في دفئ وعاطفة، وقد سبقنا العالم وخاصة دول جنوب شرق آسيا ، وقد اكتفت وغطت معظم السوق العالمي بمنتوجاتها التي صنعتها الأسر، ومن السهل في السودان توجيه ميزانيات التمويل الأصغر لذلك مع تقنين التصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني خاصة باستراتيجية محددة المعالم وعلمية.
اما الخريجون من جامعات الولايات فاقترح مجدداً ماسبق أن سطرته مراراً وهو ربط الجامعة الولائية بالجهاز التنفيذي وهو حكومة الولاية والتي عليها تجهيز قرية نموذجية كاملة العدة والإعداد السكني للخريج وأسرته في عمارات ذات شقق محدودة ومبسطة وأن يعمل الخريج في مزرعة ومصنع القرية لكسب قوته ومهما كان تخصصة والذي بدوره يمارسه في المنشآت الخدمية للقرية (مدرسة ، مستشفى، مختبر، ومصنع في باقي الزمن المتبقي من عمله في المزرعة ثم تتطور هذه بعد عامين للانتاج التعاوني والذي يعود مردوده على هؤلاء الخريجين وبهذا الوضع نصل إلى:
1- الاستيعاب لكل الخريجين وتهيئ مستقبلهم الأسري والاقتصادي.
2- تطوير الريف بتأثير قرية الخريجين النموذجية على ما تبقى فيه من قرى.
3- إيقاف الهجرة الداخلية لمدن الولاية والخارجية خارج السودان.
واما هجرة العقول وهم أساتذة الجامعات والأكاديميين فهذه محنة وأمرها مذهل للغاية، وأسبابها غير خافية على الدولة الكريمة وتكمن في مرتباتهم أثناء الخدمة ومعاملتهم بعدها بدخلوهم للمعاشات وكلاهما قليل لا يسد الرمق ولا يرضي الطموح واصلاحه هين إن رأي المسؤولون ابقائهم في هذا الوطن المنكوب بالمماطلة وضعف القرارارت المصيرية والانشغال جداً بالتنظيم السياسي والخلافات فيه والإصرار على الرأي الواحد ورفض الآخر والآنانية القائلة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
متى يا سادتي نتعلم أن للعلم قيمة ينشدها الجميع وأن حب الوطن عقيدة كل مخلص وأمين، وأن هذا السودان بناه الرجال والذين ذهبوا شهداء الصمود وحبه منذ القرن الثامن عشر وإلى اليوم بناه الرجال أشاوس نوباتياً والمغرة وعلوه.
وأحفاد غلام ابن عائد وسوار الذهب ورجال دولة الفونج الاسلامية وسدنة تقابات القران في كل بقاع السودان والباقية رفائهم تحت القباب المتناثرة فيه بناء الجدود والآباء والذين مزقهم الغزاة في كورتي والنخيلة وكرري بالمكسيم والذي صنعوه خصيصاً لهم وبناه ثوار 4291م وعطبرة إبان معارك العمال.
متى نتعلم حب السودان أكثر من أنفسنا ويكون لنا ديدناً نزود عنه أيها الأحباب وعلى الحكام إدراك ذلك حتى تتهيأ الحياة الكريمة للسودانيين فلا يهاجرون عنه وينأون.

أ. د عبدالله أحمد سعيد:صحيفة الوطن[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. المصيبة الكبرى ان الدول العربية اصبحت تجنس السودانيين واعطاهم جوازات لهم و اولادهم ( الحفاظ على الموارد البشرية داخل الدولة المتعلمة والمتدربة)