تحقيقات وتقارير

«البشير »و«الترابي» .. فرقتهم السياسة وجمعهم ياسين عمر الإمام

نجحت موائد أفراح وأتراح في عودة الصفاء بين الفرقاء، فهل رحيل القيادي الفذ بالحركة الإسلامية والوطنية الشيخ يس عمر الإمام ولقاء الأحضان الذي جمع الرئيس البشير وزعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي في عزاء الفقيد بمقابر البكري بأم درمان، هل سيكون له ما بعده أم تصبح لحظات حزن مشتركة تجمع الإسلاميين في الفقد وتمضي، أم يجمع الله الشتيتين بعدما ظنا أن لا تلاقيا، وكثر الحديث في الآونة الأخيرة في الأوساط المجتمعية عن لقاءات البشاشة بين الترابي والبشير وأشواق المريدين التي تتمنى وحدة الإسلاميين خاصة بعد التحديات التي تنتاش الإسلام والإسلاميين في السودان والمحيط الخارجي.

وقال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي، إن موقف الرئيس المشير عمر البشير أثناء عزاء الراحل يسن عمر الإمام وجد الاستحسان، وأضاف أن الرئيس «فج» الصفوف ورفع الفاتحة مع الترابي معنا ومع ابناء المرحوم وأشار إلى أن اللقاء بين البشير والترابي في مناسبة عزاء لا يليق فيه إجراء لتحليل سياسي وهذه طبيعة أهل السودان يحترمون قدسية الموقف والعزاء، فالموت مصير لابد منه. ووصف إبراهيم السنوسي طبيعة البشير بأنه ودود وبشوش ومتسامح وقال إنه يفصل بين المواقف، مشيراً إلى أن خلاف الطرفين كان على المباديء وليس العواطف، وزاد الحكم والسلطة «ضل ضحى»، وزاد قبل رحيل «يس عمر الإمام» رحلت زوجتي وجاء البشير وقدم واجب العزاء وقدم الشيخ حسن للصلاة على الجنازة وهذه المواقف تؤكد للجميع عظمة خلق الإسلاميين.

وقال المحلل السياسي د. جمال رستم إن الفترة السابقة كثر فيها الحديث عن إعادة العلاقات بين المؤتمر الوطني والشعبي. وقال إن هذا التوافق هو أمنيات كل الشعب السوداني في توحيد صف الإسلاميين وأردف رستم لكن الـ13 عاماً التي مرت على انفصال الإسلاميين وما صاحبها من صدامات وخلافات سياسية لم تؤثر على علاقتهم الاجتماعية.

وقال رستم إن لقاء البشير والترابي في عزاء يسن عمر الإمام هو أمر طبيعي بالنسبة للروح الإسلامية التي يتمتع بها الشخصان.

وأضاف رستم بالرغم من العداءات السياسية بين الطرفين إلا أن العلاقات الاجتماعية خاصة لقاءات الأحزان دائماً تنسيهم وتزيل من قلوبهم كل الخلافات.

ووصف رستم علاقة الاحترام المتبادلة بين البشير والترابي وقال ما يحدث لهم من خلافات سياسية ليس لديها أي تأثير على عاطفة أي احد منهم، وهناك مشاهد ومواقف سابقة تؤكد متانة العلاقات الاجتماعية بين الإسلاميين.

وأضاف رستم ما حدث عند لقاء البشير والترابي في العزاء بالرغم من إيجابية الموقف إلا أنه لن يزيل الثلوج والتباعد الموجود في اختلاف وجهات النظر.

وقال إن الموضوع الأساسي ليس هو لقاء البشير والترابي أو بعدهما عن بعض، ولكن الموضوع هو توحيد المصالح الوطنية وتقديم المصلحة العامة على الخلافات الحزبية، فالحكومة وحدها لا تستطيع تجاوز المحنة، وعلى الجميع الاشتراك في تذليل الصعاب والسعي بجد وجهد في توحيد الصفوف. تقرير:سهام منصور:اخر لحظة

تعليق واحد

  1. المشاركة في الاتراح هي من واجبات المسلم على اخيه المسلم و لكن يجب ان يترفع الناس عن هوى النفس و ترك مصالحها الشخصية و الحزبية من اجل وطن يئن و يبكي زمنا طويلا من جحود الابناء الذين سكبوا على جسده الواهن سموم الفتن و الاقتتال !!!! فاليوم بكينا على فراق اخوة لنا فنرجو الله ان لا نبكي غدا على وطن …افتقدناه !!!!!!! و قد نفتقده ان لم ننظر للواقع بصدق و امانة !!!!