رأي ومقالات

من يرغب في تجارة رابحة؟

[JUSTIFY]عصفت بي الأيام إلى مركز جابر أبو العز لمرض السكري.. فذهبت إلى هناك وكان أول ما استدعى انتباهي حديقة المركز التي تجد عناية فائقة من الجنايني الذي يشرف عليها، وبالطبع هناك إدارة تقف وراء ذلك العامل.. الأمر الثاني تقع عين الداخل للمركز منذ الوهلة الأولى أيضاً «عجلات» يجلس عليها المرضى ويتحركون بها داخل المركز.. وهي أوقاف خص بها الواقفون هذا المركز بالذات لأن الذين يرتادونه يحتاجون إلى هذه العجلات لتعينهم على التحرك داخل المركز من مكان إلى مكان.. أما الملاحظة الأكثر أهمية فهي اكتظاظ المركز بالمرضى بصورة لا يمكن أن تجدها في أي مرفق علاجي آخر..

عندما دخلت منطقة الفحص عند الثامنة صباحاً.. كان ترتيبي نمرة أربعين، وهذا الرقم يأخذه المريض من بوابة المركز.. يعني منتهى التنظيم والترتيب وعندما ذهبت لأسجل إسمي في قائمة غيارات الجروح.. كان ترتيبي أيضاً رقم أربعين. والقائمون على ترتيبات الدخول وحفظ الأدوار هم من الشباب من الجنسين.. وعندما دخلت لمقابلة الدكتور وإسمى مكتوب على الوثائق أمامه هكذا«محيي الدين أحمد إدريس عبد الباقي».. وبعد أن أجبت عن جميع أسئلته حول حالتي وأنا أهم بالقيام والخروج لأفسح ا لمجال لمريض آخر. قلت له بعد شكره إنني محيي الدين تيتاوي نقيب الصحافيين.. فأعاد النظر إلي وحياني من جديد.

وعندما دخلت غرفة الغيار«غيار الجروح» شعرت بأنني لست مريضاً بل في صحة جيدة جداً بحسب ما شهدته عيناي من مآسي الآخرين الذين يحملون جراحات غائرة وكبيرة وخطيرة ومؤلمة.. وعندما سمعت آهات وصراخات بعض النسوة أثناء إجراء الغيارات لجراحين.. وقد لاحظت أيضاً أن الأطباء والطبيبات الذين يساعدونهم في إجراء عمليات النظافة والغيارات من الشباب والشابات أيضاً.. وحينها شعرت أن بلادنا ولله الحمد، غنية بأبنائها وبناتها.. الذين يعملون بجد واجتهاد يقفون على أرجلهم بالساعات الطوال.. ويتعاملون مع مختلف أنواع الجراحات الغائرة.. والمدمرة والخطيرة.

هذه الظاهرة تستحق الإشادة بهؤلاء الشباب الذين يتعاملون بأريحية مع كبار السن والمرضى الذين يعانون كثيراً مما أصابهم.. بل يتضايقون ويتضجرون بلا أسباب تذكر، ويرفعون أصواتهم أحياناً.. فأحييهم وأشد من أزرهم وأشكرهم.. وهناك قسم بالمركز اسمه «العناية بالأقدام» «foot care» سألني الطبيب الشاب هل مررت على هؤلاء.. قلت له يا أخي أنا قادم من بيئة المزارعين أرجلهم مشققة طوال العام.. بل مدى الحياة.. ولا معرفة لنا بهذا المصطلح ولا ثقافة البودي كير والفوت كير.. ضحك وقال لا بد من المرور عليهم وفرض علي أن اذهب عليهم لإجراء قياسات مغناطيسية مهمة.. فذهبت ووجدت عندهم أيضاً ذات السمات.. شباب.. اهتمام.. احترام.. معاملة رقيقة وهذه الأخيرة مهمة جداً للمريض وكبار السن!! الخلاصة إن هذا المركز يحتاج إلى المزيد من الاهتمام في جوانب عديدة سواء من الدولة أو رجال الخير في تبريد الصالات.. وتوفير المزيد من العجلات لأن مرضى السكر معظمهم بلا أطراف.. ولديهم جراحات في الأرجل.. والعجلة صدقة جارية نسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المركز وأن يعينهم على أداء هذه المهمة الصعبة والإنسانية، ونسأل أهل الخير أن يمدوا هذا المركز بالمعدات والمكيفات.
والله المستعان.[/JUSTIFY]

د. محيي الدين تيتاوي
صحيفة الإنتباهة

‫3 تعليقات

  1. أحسنت وهؤلاء الجنود يستحقون الثناء وأكثر بس يا سيد محي الدين تابع حث المحسنسين بصيحات مستمرة بطريقة (الفاتح جبرة) :مذكرا الناس بمثل هذه التجارة التي لا تبور …..حياك الله

  2. جزاك الله خير استاذ محي الدين ونسال الله الكريم ان ينعم عليك بالصحة والعافيه وان يشفي كل عليل انك بالاجابة جدير

  3. اخيرا وجدت صحفى يمتدح بدلا عن النقد المدمر مافى شى بيقولوا عليه ما شاءالله كل شى عندهم كعب