عبد اللطيف البوني
السيد علي وآخرون
كلمة السيد علي المختصرة ألف فيها الراحل المقيم حسن ساتي كتابا كاملا أسماه (الخطاب المفقود) ركز فيه على كلمة الزعيم الهندي الراحل نهرو أمام زعماء دول مؤتمر باندونق عام 1955 والذي مثل السودان فيه الزعيم اسماعيل الأزهري ففي كلمته قال نهرو محذرا زعماء آسيا وإفريقيا بأن لا يسرفوا في الفرح بالاستقلال لأنه سوف يفتح عليهم صندوق البندورة وعليهم أن يفكروا في تبعة مابعد الاستقلال من تخلف اقتصادي وعدم استقرار سياسي وصراعات إثنية كان المستعمر قادرا على كبتها ولكن للأسف لم يستوعب الزعماء كلمة نهرو على حسب حسن ساتي ورفعوا شعار التحرير قبل التعمير وجعلوا الاستقلال غاية ولكن يبدو أن السيد علي كان مدركا لأحوال ما بعد الاستقلال لذلك كان متحفظا في تمجيده للاستقلال بدون رؤية ثاقبة.
مهما يكن من أمر فإن تحيتنا وتقديرنا لرواد التحرر الوطني الأزهري وجيله واجبة لأن التحرر الوطني أمر لا يمكن بل لا يجب التقليل من شأنه فهو خطوة في طريق التقدم لأن الإرادة الحرة شرط لازم لأي نهضة حقيقية فإن كان صندوق البندورة قد انفتح بعد الاستقلال على بلادنا وأوردها مورد التهلكة ويكفي أنه قد كسرها (طق) على قسمين والساقية لسه مدورة، فإن هذا ليس مسئولية ذلك الجيل المباشرة فهم لم يكونوا يعلمون ماذا سيحدث لغدهم ففعلوا ما يجب وما يمكن فعله آنذاك فالتحرر من الاستعمار كان موضة النصف الثاني من القرن المنصرم كما أنهم بذلوا جهدهم في تنمية الروح الوطنية فلهم التحية والتقدير بقدر اجتهادهم
وفي هذه المناسبة أود أن أحيي بصفة خاصة المناضل الكبير الراحل احمد خير صاحب كتاب (كفاح جيل) وفي تقديري أن هذا الكتاب من أعظم ما تركه ذلك الجيل من إرث مكتوب، ففيه من الفكر العميق والتناول الجاد ما يبعث على احترامه اتفقنا او اختلفنا معه فأحمد خير صاحب فكرة مؤتمر الخريجين ونجمه الساطع قد ظلمه كتاب تاريخ السودان فلم يضعوه في المكانة التي يستحقها وأخذ عليه المتأخرون عمله في نظام عبود كوزير خارجية متناسين إنجازاته السابقة ومقاومته لنظام النميري لا بل إنجازاته في ذات وزارة الخارجية لقد كان احمد خير نسيجاً وهذه تحتاج لوقفة طويلة.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]