رأي ومقالات

عبير زين : ريحة البُن .. نحنا ضيوفك!

ريحة البُن برنامج مُتفرد و مُتميز مختلف عن غيره من البرامج الشِعرية الأُخرى سواءً أن كانت سودانية أو عربية، إذ أنه يجمع شباب من جيل واحد بلونيات ومدارس شِعرية مختلفه يجعلك تشعر بتخمة بفعل المائدة الدسمة التي تُقدم في كل حلقة، فقد شقّ هذا البرنامج طريقه بقوة منذ أول عام عبر قناة زول وحصد شهرة ونجاحاً كبيران جداً ومن ثم إنتقل لقناة النيل الأزرق ذات المُشاهدة العالية فتضاعفت شهرته ونجاحه.

هو ليس برنامجاً تلفزيونياً فحسب بل إنه مجموعة إنسانية شبابية إجتمعت على الحب والخير والإخوّة الصادقة والعلاقة الجميلة التي تربيط بين أفراد المجموعة، عرفناهم معاً وعشقناهم معاً كحبات مِسبحةٍ واحدة إذا غابت عنها حبة إنتقص التسبيح وبطل، وقد تميزت هذه المجموعة بنشاطاتها الثقافية والخيرية ودعم القضايا الإنسانية مِن خلال المنتديات والزيارات المُنظمة التي تقوم بها خلال العام إلى كافة الولايات والوصول إلى الشباب فى معاقلهم خدمةً لقضاياهم ومساهمة فى مد يد العون لمجتمعهم.

لم تكن هذه المجموعة منغلقة على نفسها يوماً، بل إن لها ذراعان مفتوحان يتمثلان في شخصية الشاعر الرائع محمود الجيلي الذي يحتويهم بكل الإخاء بل ويفتح باباً لكن من يرى فيه بادرةً من شُعراء شباب خارج المجموعة لذا نجد أن كل عام يُقدم إلينا شعراء جُدد ومدارس مختلفه من الشعر الشبابي، ويمتد تواصل المجموعة بشعراء كبار حتى يبنون جسوراً لإستقاء الخبرات من أجيال الفخامة في الشِعر السوداني.

هذا العام إفتقدنا الطعم الحقيقي لريحة البُن الذى أدمنا عليه طيلة السنوات السابقة مِن مواسم البرنامج بعد أن (تفرتقت ﺗبعثرت ﺗﻄﺎﻳﺮﺕ) حباتها وأصبحت كُل حلقة تخلف بداخلي غُصة وانا مُشتتةُ بين قناة البحر الأحمر التي تبث برنامج نحنا ضيوفك لعدد من حبات البُن وبين قناة النيل الأزرق التي تبث البرنامج الأصلي الذي فقد معظم حباته في نفس التوقيت، ورغم محاولتى لإصطياد القصائد ما بين هذا وذاك إلا أنني غالباً ما أخرج عقب كل حلقة بإحباط شديد لأننى لا أحصد سوى الحسرة على فقدان (ريحة البن)، تِلك الروح وتٍلك القفشات وذلك الجو الجميل الذي يُنعش الروح ويسعد النفس، إفتقدتُ القصائد وهي ترقصُ خِفةً ورشاقة متبوعة بتعليقات المجموعة على قصائد بعضهم البعض بكل الحب والود.

لن نقبل بديلاً لريحة البُن إلا ريحة البُن، فنحنُ الآن كالطفلُ الذي إنفصل والداه وأصبح يحلم بأن يجتمعان مُجدداً، أياً كانت أسباب هذا الشِقاق أتمنى بل أرجو أن يتم رتقه سريعاً لنعود فنحيا بكم كما كنا سابقاً وتعود ريحة البن بكل حباتها و لا عاش من يفصلها (العين الصابتكم الله يمرقها فكُلنا مُتقريفين لي ريحة البُن).

همسة: (الشاعر محمود الجيلي- بابا جود)
ياضل مفروش جوات الحوش .. مقشوش ونضيف من قول الزيف

مرشوش بي موية ريد وحنان .. والبن في النار وتهب ريحتك وانا راسي يدوش

متقريف ليك والمطره بدت في داك الحوش المامعروش

همسات – عبير زين