[JUSTIFY]
لم تكن هذه الجريمة الوحيدة المدونة في سجلها القضائي بل كانت لها من السوابق ما هو أدهى وأمرّ، كانت «لـ» ترتكب الجريمة بفائق المهارة الاحتيالية وبما يسمى بالجراءة «وقوة القلب»، «لـ» امرأة لا تخاف ذكرًا ولا أنثى، وتتعامل مع الكل بشكل منفتح، وكان يصفها مجتمعها المحيط بها بأنها إنسانة اجتماعية وسهلة المعاملة بحيث إنها لا تعقِّد الأمور وتأخذها جميعها ببساطة مدهشة حتى وصلت إلى درجة أن أهل الحي قالوا عنها إنها امرأة مثالية، فكانت الصدمة للجميع، عندما اكتشفوا أن كل تلك الصفات هي مجرد غلاف لفتاة مجرمة تتنكر لتخفي معالم الاحتيال والمكر حتى لا تظهر أمام فريستها، وبعد أن كسبت ثقة أهل المنطقة التي سكنت بها منذ ثلاثة أشهر وكانت تعول والديها اللذين تقدما في العمر وتمكنت خلال تلك المدة القصيرة من التعرف على الجميع كبيرهم وصغيرهم وفي نهار يوم طافت على كل جاراتها وأخبرتهنَّ أن شقيقها مغترب ويتاجر في كل المستلزمات المنزلية بما فيها الملابس والملايات بشرط أن يتم تحصيل الأموال وإرسلها له بعدها يقوم بإرسال البضاعة المطلوبة وأثنى بعض جاراتها على الفكرة واعترضت الأخريات وقلن لها أخبريه أن يرسل البضاعة أولاً لنرى نوعيتها وجودتها بعدها ندفع ثمنها دون تردد أما بهذه الطريقة فلا يمكن أن نقنع أزواجنا بذلك وردت «لـ» ليس هناك مشكلة سأخبره بما تردنه وأحاول أن أقنعه بفعل ذلك فقط أريد أن أتاكد منكن هل ستساعدنني حتى أصبح ناجحة في مجال التجارة وأستطيع أن أبني لنفسي مستقبلاً خاصة أنني لم أنل حظي من التعليم وليس لديَّ شهادات علمية إضافة إلى أنني مسؤولة عن والديّ و أعمل المستحيل حتى أستطيع أن أوفر لهما علاجهما الشهري، وبهذه العبارات تمكَّنت من استدرار عطف جاراتها ووعدنها أن يقفن بجانبها وعادت إلى منزلها واعتبرت أنها تعدت الخطوة الأولى ووصفتها بمرحلة القبول وبعد مرور ثلاثة أيام اجتمعت الجارات في منزل «لـ» لاحتساء القهوة جلسة «ونسة» وخلالها أخبرتهنَّ بأنها حاولت مع شقيقها أن تكون التجارة بالطريقة التي يريدونها ولكنه اعتذر بأن ظروفه صعبة وليس لديه رأس مال لشراء معدات بكميات كبيرة وإنما لديه معارف قالوا له إنهم سيساعدونه من خلال أن يوفروا له أكبر عدد بأقل ثمن إضافة إلى مساعدتهم له في إدخال البضاعة للبلاد بأقل تكلفة جمركية، ووافقتها الجارات وبعد يومين بدأت تجمع في المبالغ المالية وقالت لهنّ سأذهب لإرسلها له عبر كشف حساب وقدمت لهم ورقًا بكشف حساب مزوَّر ادَّعت أنه يتبع له، وبالفعل جمعت «ل» حوالى 10 آلاف من أهل الحي وكلهم ثقة فيها، وبدأت «لـ» تمهد للهرب من المنطقة وأخذت والديها قبل يوم بحجة أن عندهم مناسبة ولا بد أن يذهبوا وعادت إلى المنزل وقضت فيه يومًا كاملاً وفي ليل مظلم انسحبت «لـ» من المنطقة وغادرتهم واختفت منهم لمدة شهر وفي كل مرة يتصلون عليها يجدون الهاتف مغلقاً وصاروا في حالة بحث مستمر عنها أولاً كان من باب القلق عليها وعلى والديها ولكن بعد رحلة بحث طويلة استمرت أكثر من شهرين بدأت تصلهم بعض المعلومات بأنها امراة محتالة ولها أساليب احتيالية مختلفة وحجج وهمية لها المقدرة على أن تقنع من حولها بها وعندما ضاقت بهم السبل لم يجدوا ملجأ غير أن يذهبوا ويفتحوا بلاغاً في مواجهتها لاسترداد حقهم منها، وفي لحظة الإدلاء بأوصافها لرجال الشرطة أخرجوا صورة لها علي إثرها تعرفوا عليها وأخبرتهم الشرطة أن هذه الفتاة هي معتادة إجرام ولها الكثير من السوابق بجانب أنها تم حبسها بسجن التائبات حوالى خمس مرات تتراوح فترة السجن في كل مرة ما بين عام إلى «5» أعوام وكانت هذه المعلومة هي الصدمة الحقيقية في إنسانة عُرفت بينهم بالمثالية، وخفة الروح والمسامحة، وتأكد لهم أن كل هذه الصفات مجرد شعارات واهية لتستر بها جرمها، وبما أنها صاحبة سوابق فكان رجال المباحث يعلمون جيدًا خط سيرهم للقبض عليها وتم القبض عليها وخلال التحري أنكرت كل ما اتُّهمت به ولكن واصلت الشرطة التحري بموجب البراهين التي بحوزتها وأُحيل ملف القضية إلى المحكمة وعندما مثلت «لـ» أمام المحكمة وسردت الشرطة كل الوقائع بجانب شهود الاتهام واكتشف الجميع أن ليس لديها شقيق في «دبي» وكل ذلك أوهام وقصص لإيقاع الفريسة وبعد اكتمال جلسات السماع لكل من قضية الاتهام وقضية الدفاع فصلت المحكمة بدورها في القضية بإيقاع عقوبة السجن واسترداد المبلغ وفي حالة عدم الدفع يجدَّد لها السجن حسب تقدير المحكمة.صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس
[/JUSTIFY]
الفقر والحاجة عملت وحتعمل في الناس أكتر من مدة ..من يصدق إنو يجي يوم ونسمع مثل هذه الحكايات في بلدي السودان …؟؟والكارثة الكبرى الثقة العمياء رغم قساوة الظروف لسة في ناس قلوبهم بيضاء كالبن الحليب..نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة