الطاهر ساتي
العدو غير المرئي ..!!
** وكذلك حين يغني المغني مقطعا فحواه : إنت مابتعرف صليحك من عدوك ..فهو يعلم بانه نجح في رمي محبوبه – أومحبوبته – إلي حيث المكان المناسب لعقل قلبه ، قاع الجهل..وما أقبح هذا القاع ، خاصة حين يختاره المرء طوعا واختيارا ، وسمعا وطاعة لصوت عقله وطرائق تفكيره .. ولو لم يكن شدوا عاطفيا قديما ، لحسبت بأن المغني يخاطب بعضا يعربد في سوح العمل العام كما الثور في مستودع الخزف ..!!
** تابع النماذج أدناها ..
** ليس غريبا عن الديار ذاك الذي يعقد مؤتمرا صحفيا كل عام ليتحف الناس والصحف برقم فلكي تحت مظان أن ذاك الرقم هو عدد المحتضرين في بلادي من جراء ذاك الداء اللعين ..وقبل أن يفيق الجمع الحاضر لمؤتمره من هول الرقم ، يلطمهم برقم آخر ، أكبر من ذاك ، بمظان انه عدد الحاملين لفيروس ذاك الداء في طول البلاد وعرضها ..هكذا يلطم بالأرقام ، ونحتفي بها في صحفنا ، وفيما بعد نكتشف بأن الرجل ضرب الأرقام الحقيقية في تسعة أوعشرة لكي تخاف وزارة المالية وتفتح له خزائنها ، ليرتوي منها بغير حساب ..لأنسأل ذاك ولا أنفسنا : كيف ومتى وأين تمت تلك الاحصائيات الدقيقة في بلد ثلث شعبها لايمكن الوصول إليه حاليا ..هكذا يطل ذاك المؤتمر كل عام ، حاملا تلك الأرقام الفلكية التي في غمرة الاحتفاء بها ننسى أو نتناسى مايمكن أن تحدثه آثار الاحتفاء فى المحيطين الاقليمي والعالمي تجاه البلد والناس ..أرقام تظهر الشعب وكأنه يقطن في مأخور وليس في وطن أقيم ما فيه قيم شعبه ومكارم أخلاقه ..والسبب أن البعض يأبى إلا أن يكون عدوا لنفسه ووطنه وشعبه بتقديم « بند الخم » على « بند الهم » .. ولكي لاتنسى تابع المؤتمر الصحفي المرتقب للاعلان عن أرقام فلكية أخرى في ..« أسبوع توزيع الميزانية » ..!!
** ثم .. ألم يكن من أهل الديار ذاك الذي وقف في البرلمان ذات يوم ليعلن للعالم على الهواء مباشرة بأن عاصمة البلد بها كم وأربعين فصيلا مسلحا ..؟..ثم صمت بعد إجازة الميزانية .. ولا يبالي بـ : كم مستثمر أجنبي أو وطني شاهده وسمعه وقرأه يومئذ ثم نزع من قلبه رغبة الاستثمار في بلادنا ..؟.. ولم يتحسب بأن رصاصه الرسمي هذا يعمق جرح حال البلد كما رصاص الآخرين ، أو أعمق تعميقا ..!!
** ثم .. بالله عليكم ماذا يستفيد البلد وأهل البلد من منبر يمزق أوصال البلد وأواصر نسيجنا الاجتماعي يوميا .. بخطاب إعلامي ذائع الصيت يقول فيه الخبر : مات مواطن وجنوبي في حادث حركة ..بالله عليكم هل هذا النوع من الطرح الغافل يصلح حال البلد أم يزده بؤسا ..؟.. وهكذا أيضا يتدثر عدو البلد والناس بثيابهم ، وهم غافلون ..!!
** دع كل هذا ، وتابع حدث اللحظة .. بعد كثير نقد ، نجحت مؤسسات الدولة في إزالة العقبات التي كانت تعترض طريق مواشينا إلي أسواق الدنيا والعالمين ..وفتحت الدول موانئها لأنعامنا وتحركت سفنها تجاه سواحلنا .. وتنفس الراعي الصعداء ثم المصدر ، ولله الحمد والشكر ..ولكن وكأنهم يريدون للراعي حزنا دائما وللمصدر إعسارا مقيما ، يأبى البعض إلا أن يعكر صفو فرح هذا وسعادة ذاك ، باطلاق خبر كريه اللون والطعم والرائحة في لحظة هى ليست لحظة صدفة .. بالله عليكم ، من المستفيد من حزن الراعي السوداني وفلس المصدر السوداني ..؟..ومن المستفيد في أن يحل الصادر الصومالي محل الصادر السوداني في أسواق الآخرين ..؟ ..ومن يقف وراء هذا الخنجر المسموم ليطعن به ظهور البسطاء في مراعي بلادي ..؟..للأسف ليس إسرائيل والصهيونية وغيرها من المرئيات ..بل هم بعض من بني جلدتنا ..أو قل : ..« بعض عقولهم » … !!
** الملخص …شعب هذا الوطن مثقل بالجراحات الحقيقية ، فارحموه من تعميق تلك الجراحات بأخرى خناجرها هي …« بعض عقولكم » ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 03/11/2008 .العدد 5519
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]