رأي ومقالات

الطيب كنونة : بكرة تكبري تبقي لي برادو

[JUSTIFY]من حقنا أن نحلم ، وكل منا حسب أمنياته وآماله والكل يحلم ويأمل أن يتعافى من الأمراض والبعض ينشد الدرجات العليا من التعليم وآخرين يحلمون بالسفر إلى دول ومدن بعيدة ، ويفضل البعض تكوين أسرة تحمل اسمه وعنوانه وتكون امتدادا لعائلة كبيرة ، ومنا من يرى غير ذلك فهو يحلم من اجل الجميع في ظل ظروف متنوعة يكد ويتعب ويتنقل من مرحلة لأخرى إذ تحققت أحلامه وقد تصطادم الواقع ولكنه لا ينحني لعاتي الرياح . والمشروعية في الأحلام تعلو فوق كل المطلوبات فهي بحر واسع وخيال فسيح رسم وفق قراءات وإمكانيات تهدف إلى حياة كريمة ، ونحن نحلم بالماء النقي الذي يرتبط بحياة الناس منذ الميلاد وحتى الممات ( وجعلنا من الماء كل شئ حي ) صدق الله العظيم .

فالحياة تعني الماء وهو أصل الأشياء ، فالأرض البلقع تخضر عندما تروى بالماء ومخرجاتها ثماراً يانعاً يسر الناظرين حيث يكثر اللحم واللبن والبيض والخضار والفاكهة الطبيعية دون سماد أو مواد مسرطنة تسعى لهلاك الناس وتتنوع مصادر الاخضرار الاقتصادية والنقدية التي تجلب العملات الحرة وتباع في الأسواق العالمية حيث تفرهد تجارة القطن والصمغ والسمسم والفول والحيوانات مختلف أحجامها وأنواعها وتتمدد الموانئ تحمل البشائر وعلامة (صنع في السودان ) ، عندها يصبح التعليم مجانا لا مدارس خصوصية ولا نموذجية مدعومة من الدولة كل مجتهد يجد له مقعدا للدراسة في الجامعة أو المعهد والدولة ترعى الجميع ، وكمان تنشط الألعاب الرياضية وتتوسع الساحات الشعبية للشباب وتشمل كل ضروب الرياضة وتتعدد فيها المواهب والمهارات . وفي مجال البنيات التحتية تعبد الطرق الفرعية والرئيسية حيث تتواصل بين الناس العلاقات ولا احد يحمل هم لتعرفة المواصلات العالية لتوفرها طوال اليوم وتنوعها وتدور عجلات القطارات حاملة البضائع من المدن بعد أن أعفيت المصانع الوطنية من ضرائب وزكاة ومدخلات الإنتاج بنسب معقولة بهدف الجودة ومنافسة السلع المستوردة ويغني حينها العتالة والشيالين بأفراح الإنتاج ويتنافس الجميع في زيادة الدخل القومي حيث الصادر المتنوع للجيران . لا تهميش ولا تمايز في الخدمات والأسعار والكل واحد في الخرطوم ونيالا وحلفا ، ويسود الاطمئنان الجميع في الحقول والمصانع وتبعد نقاط التحصيل اللامعروفة بين الولايات وتنساب حركة السيارات العامة والخاصة دون غرامات بين فرحا وبشرى بمواسم الأعياد المتنوعة ويبدع الشعراء والمغنين والأدباء وتزدهر المكتبات وتمتلئ الرفوف بالكتب المتنوعة من آداب وفنون وعلوم إنسانية مختلفة يجدها القارئ بأسعار في متناول اليد بعد أن رفعت عنها الرسوم والرقابة ، وبفضل انتعاش الإنتاج وتعود للجنيه السوداني عافيته وروحه في الاقتصاد حيث ينافس الدولار والريال والإسترليني وكمان اليورو ، ونهدي من فائض ما تنتج الحقول والمصانع إعانات واغاثات لأهلنا وجيراننا في القارة السمراء ، ونحكي ونسرد حينها القصص الجميلة والإلحان الشجية ونسجلها شرافة على أبواب التاريخ بكل أريحية وثقة في النفس وللأطفال أدوارا وحياة جديدة تحمل المستقبل وتحدد المسارات بفضل التخطيط السليم والأهداف الواضحة .
إلي أن نلتقي …. يبقي الود بيننا

صحيفة الوطن[/JUSTIFY]

تعليق واحد