الطاهر ساتي
ظرف طارئ و حالة باردة .. !!
** المهم ..قبيل الثامنة صباحا بدقائق، يوم الأربعاء ذاته، استقبلت مكالمة : ( صباح الخير أستاذ الطاهر، معاك الرائد مدثر من السلاح الطبي، لو تكرمت عايزين تلفون وعنوان محمد الخاتم، ولو ظروفك بتسمح انت ذاتك ممكن تمر علينا)، شكرته على الإتصال ثم اقترحت صباح الخميس موعدا مناسبا بالنسبة لي، فوافق مشكورا، وهنا أيقنت بأن قضية محمد الخاتم ولجت درب الإصلاح والمعالجة بحكمة ومسؤولية، إذ قبل أن يوافق سعادتو مدثر على مقترح التأجيل نظرت الى ميقات المهاتفة – أول الصباح – وهمست لنفسي مداعبا (قطع شك أنا وأخوي الخاتم الليلة لو ما صلعة بالموس ح تكون الطيارة قامت)، ولكن قبول التأجيل أعاد ثقتي في حسن تقديرهم للأمر..المهم، عند الثامنة صباح الخميس قصدت مستشفى الطوارئ والإصابات بالسلاح الطبي، وتفاجأت في مكتب اللواء طبيب زكريا إبراهيم محمد،إستشاري جراحة المخ والأعصاب وقائد المستشفى، تفاجأت في مكتبه بالأخ محمد الخاتم في (عشرة ونسة مع سعادتو زي الما حصل حاجة اليوم داك)، والمدهش أنه استأذن للمغادرة قبل أن تكتمل تحياتي مع من حوله، فأجلسته قائلا : (شنو يا حبيب؟، إتفاقنا ما كدة، انت موش بطل الفيلم ده؟، اقعد نطلع سوا أو نندرش سوا)، وضحكنا ثم غادرنا بعد أن قال بالنص : ( لا خلاص أنا إتفهمت الحاصل، والسيد المدير شرح لي كل حاجة، وحصل خير إن شاء الله)، فتأكدت بأنه لم يعد يحمل في نفسه (شئ من حتى) تجاه المستشفى .. ولكن القضية ليست شخصية لنختزالها في حالة الأخ الخاتم فقط، ربما هناك حالات أخرى، لذلك تابع ما حدث ..!!
** عند إفتتاح مستشفى الطوارئ والإصابات، في ابريل 2010، أصدر الرئيس توجيها بإستقبال جميع المرضى، العسكريين والمدنيين، مجانا.. ومرد هذا التوجيه هو أن المرفق مؤهل – عدة وعتادا – لآداء هذا الواجب، بل كل الأوساط الطبية تشهد بأن طوارئ وحوادث السلاح الطبي هي الأحدث والأجود من حيث الأجهزة والعناية وكذلك نظام التشغيل..وتلمست ذلك من خلال جولة كشفت لي بأن المريض لايحتاج حتى إلى مرافق يرشده أو يمرره بمراحل الكشف والفحص والعلاج، إذ كل المراحل التى يمر بها المريض – منذ لحظة وصوله وحتى مرحلة تلقى العلاج – محسوبة بدقة ويتم كلها عبر نظام الحاسوب، ومع ذلك يتواجد بعض الشباب – بزي مختلف – في ردهات المستشفى، وهم الذين يتحملون كافة أعباء من يجب عليه مرافقة المريض..ولهذا، أي لحداثته وجاهزيته، كان التوجيه الرئاسي بأن يستقبل كل الحالات المرضية الطارئة.. وفي الفترة (مايو 2010 / ابريل 2011)، استقبل من المدنيين عدد ( 37036 مريض)، وهذا العدد يعادل نسبة (39%) من جملة الحالات الطارئة التي استقبلها المستشفى ..العدد يشير بكل وضوح إلى كثافة الحالات التي يقابلها ويواجهها المستشفى.. ولايزال التوجيه الرئاسي ساريا، وكذلك كثافة الحالات.. ولكن – هنا مربط فرس القضية – هنالك ظروف طارئة وذات صلة بالقوات المسلحة ومسارح عملياتها وإرسالياتها القادمة من مناطق العمليات، وفي ظرف كهذا تلتزم الإدارة بأداء واجبها تجاه حالات تلك الظروف الطارئة فقط، وتأمر طاقهما بايقاف ما يسموها الأطباء ب (الحالات الباردة) للمدنيين، بل أحيانا للعسكريين أيضا، وذلك لحين تجاوز تلك الظروف وإرساليتهم الطارئة جدا وجرحاها، حفظهم الله أينما كانوا..أي إيقاف موقت، يزول بزوال أي ظرف طارئ .. ويبدوا أن حالة الأخ محمد الخاتم – حسب تقديرهم – كانت باردة، وكذلك صادفت ظرف طارئ باحد مسارح العمليات، ولهذا قال الأخ الخاتم قبل أن يغادر مكتب قائد المستشفى : ( لا خلاص، أنا إتفهمت الحاصل، وحصل خير إن شاء الله) .. وعليه، بعيدا عن قضية الأخ الخاتم، ولكي لاتتكرر تعليمات رفض استقبال المدنيين وحالاتهم – طارئة كانت أو باردة – يجب التفكير في كيفية دعم وتطوير هذا المرفق الصحي – أكتر من كدة – بحيث يستقبل كل الحالات في كل الظروف..هذا مايجب أن تشغل أذهان وزارتي المالية والدفاع وكذلك إدارة السلاح الطبي، ليمضى مستشفى الطوارئ والإصابات نحو الأفضل ..وبالله التوفيق..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
مربط فرس القضيه انوالاخ محمد عندوا صحفي وجريده او جرائد تجيب ليهوا ليله القدر وشبيك لبيك ديك و تتحدث عن قضيتوا عشان كدا لازم تتحل بسرعه البرق مشكلته ! ولكن ما كل الناس في بلادي عاوز تنشر اسمها في الجرائد او غسيلها في الصحف والمايشتري يتفرج ديك؟ وبتحاول تتصنع انها هي الغلطانه وبتتستر علي الغلط ولكنها بتعرف انوا هنالك رب لهذا الكون والشكوي لغيره مذله وهوانننن؟