الطيب مصطفى : انقلاب العسكر في مصر.. لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم
أقول إن تلك الآية جاءت لتطمئن المؤمنين أن تقديراتهم القاصرة لا تعكس الحقيقة فلطالما أطلَّت النعمة من بين طيَّات ما يحسبه الناس نقمة فالكون كله يتقلب بين أصبعين من أصابع القدر ولكم استحالت المحنة إلى منحة.
زُلزل المؤمنون في كل مكان في أرجاء هذه الدنيا لما أصاب الربيع العربي في أكبر عواصمه بعد أن انقلب العسكر على الشرعيَّة في أكبر فضيحة لمؤسسة القوات المسلحة المصرية التي ثبت الآن بعد أن خرج سامي عنان رجل أمريكا وإسرائيل في المجلس العسكري الذي تزعَّمه المشير طنطاوي وأعلن عن دعمه للانقلاب.. ثبت أنها لم تُستلم يوم إزاحة طنطاوي.
إذن فإن العسكر كانوا قد قرروا منذ أن فاز مرسي أن ينقلبوا عليه بعد عام واحد يضعون خلاله المتاريس والعصي داخل عجلة سلطته ويعوِّقون حركته نحو استكمال المؤسسات الدستورية وإنفاذ مشروع النهضة.
الآن انكشف المستور ووضح تماماً أنَّه ما كان لأية مبادرة أو حل يرضى به الرئيس مرسي استجابة لفلول مبارك ومَن عاونهم من القوى الليبرالية المعادية للمشروع الإسلامي الذي يعبِّر عنه مرسي ومن الشباب (المخمومين) الذين لا يدرون أنهم مسخَّرون لخدمة أجندة لا علم لهم بها أقول إنه ما كان لأية مبادرة أو حل أن يغيِّر المخطَّط الذي أُنضج على نار هادئة خلال العام المنصرم من خارج مصر وتتجلَّى معالمُه في غرفة العمليات التي يُديرها من دبي بالنيابة عن القوة الدولية المتآمرة أحمد شفيق الخاسر في الانتخابات الرئاسية والذي غادر القاهرة فور علمه بفوز مرسي.
آليات إنفاذ خطة إزاحة مرسي بعد عام واحد كانت واضحة تماماً.. الإعلام كان هو إعلام مبارك.. نفس الوجوه التي كانت تسبِّح بحمد مبارك بالرغم من علمها بفساده وطغيانه.. منى الشاذلي، لميس الحديدي وزوجها عمرو أديب والأبراشي ومحمود سعد وكل جوقة إعلام المارينز ومسيلمة الكذاب وسَحَرَة فرعون.. ثم القضاء الذي لم يسقط في التاريخ كما سقط في مصر على يد رجل بلا أخلاق يسمى أحمد الزند لعب دوراً خطيراً في إنفاذ خطة عودة نظام مبارك.. ثم المال الذي تسبَّب في إفشال خطة مرسي الاقتصادية فقد كانت غرفة عمليات أحمد شفيق تصرف عشرات المليارات من الدولارات لإحداث الأزمة الاقتصادية ضغطاً على الجنيه المصري وإلهاباً للأسعار وصنعاً للمشكلات اليومية مثل مشكلة ندرة البنزين في الأيام السابقة ليوم التمرد «30 يونيو» التي تبيَّن أنها مصنوعة بدهاء شديد.
لم يجد مرسي معينًا من البشر يواجه به الحملة الشعواء والمخطَّط الخطير سوى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة لكن ما كان لأمير قطر مهما منح أن يغالب أو يقاوم ما يمنحه من يقفون خلف غرفة عمليات دبي من الخائفين على عروشهم إن نجح ربيع مصر العربي.
لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم.. فقد تبين الآن أن سحر سَحَرة فرعون من إعلام مبارك لم يستطع أن يزوِّر الحقيقة خاصَّة الآن بعد أن فشل الانقلاب في أن يسوِّق نفسَه ويُقنع الإنسان العادي بمبرِّراته الواهية مثل قوله إن ما حدث عبارة عن استكمال للثورة وإنه ليس انقلاباً عسكرياً وإنه (وهذا هو الأهم) جاء استجابة لمطالب الشعب المصري!!
كانت تلك أكبر سقطة فضحت الانقلاب أن يتكئ السيسي وهو يبرِّر انقلابه على حجة واهية هي أن الشعب المصري أراد التغيير وكأنَّ مؤيدي مرسي ليسوا من الشعب وكأن صندوق الانتخابات ليس حجة.. يا لها من فضيحة سجَّلها التاريخ وأعجب كيف ينسى هذا الخائن أن هناك رباً يحاسب!!
على كلِّ حال لقد فضح ما جرى في مصر العالم أجمع ومنح الإسلاميين حجة دامغة تُتيح لهم خيارات واسعة في التعامل مع المستقبل فقد سقطت ورقة التوت عن كل القوى الليبرالية التي تنكّرت للثورة ولشعارات الديمقراطية والليبرالية وجرّها عداؤها للإسلام السياسي وللإخوان لذلك السقوط المدوِّي بل إن الأدهى والأمرّ أنَّ الغرب يُعيد مرة أخرى تأكيد أن شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تعدو أن تكون مجرَّد كلام فارغ للاستهلاك المحلي فليس ما حدث في غوانتانامو أو العراق وأفغانستان أو الانقلاب على الإسلاميين عندما يفوزون في الانتخابات كما حدث في الجزائر عند فوز جبهة الإنقاذ أو في فلسطين عند فوز حركة حماس ليس ذلك وحده ما يؤكِّد سقوط الغرب في عالم القِيم والأخلاق ولكن هل هذا هو السقوط الوحيد أم أنَّ الغرب يتردّى نحو القاع في كل ما يمتُّ إلى القِيم والأخلاق؟! إنهم يُجيزون بتشريعاتهم الشذوذ الجنسي بل ويسعَون إلى فرض ذلك على العالم أجمع!!
ما أعظم أردوغان عندما هاجم الغرب لأنه لم يستطع أن يسمِّي ما حدث انقلاباً، وقال: (إن من يدينون خيار الشعب لا يختلفون عن الطغاة) وقال الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك إنه (لأول مرة في التاريخ لا يُدعى الانقلاب انقلاباً) وهاجم الرئيس الأمريكي أوباما.. إنه العداء للإسلام أيها الناس.
وأنا أكتب هذا المقال استمعتُ إلى بعض الليبراليين المصريين في إحدى قنوات سَحَرَة فرعون وهم يطالبون السيسي باعتقال قيادات إخوانية وكأنَّ إغلاق القنوات الإسلاميّة وما حدث لقناة الجزيرة ليس كافياًَ فقلت في نفسي إن هذا كلَّه من الخير الذي سيصب في مصلحة الإسلاميين في مصر خلال المرحلة المقبلة.
أكثر ما أسعدني أن الإخوان الذين اعتمدوا خلال فترة حكم مرسي سياسة الصبر على الأذى وتعرضوا لحملات من القتل وإحراق الدُّور غيَّروا من الدفاع إلى الهجوم فلئن كانوا يتجنَّبون التسبُّب في حرب أهلية خلال فترة حكمهم فقد قلّ الحرج اليوم بعد أن أُزيحوا غدراً عن السلطة ولستُ من أنصار المواجهة وإراقة الدماء ولكن لا يجوز السماح بعودة المشانق والمذابح مرة أخرى فالدفاع عن أنفسهم فرض عين خاصة وقد ظُلموا (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) أكبر مكسب أن السحر قد انقلب على الساحر وأن الإخوان ومرسي وجدا تعاطفًا شعبياً هائلاً بعد أن انكشف المستور ويا حزني على حزب النور الذي اصطفّ مع جوغة بني علمان وسيحصد مواقفه هذه المخزية خلال الانتخابات القادمة إن شاء الله.
ليت الإخوان يحتلون ميدان التحرير فهم الأجدر به اليوم بل هم الأجدر به من قديم فإن كانوا قد أخلوه لمناهضيهم طوال الفترة الماضية خوفاً من الاحتكاك فإن ميدان التحرير لا ينبغي أن يُحتل من قبل الفلول بعد انقلاب مبارك ومشايعيه ولا ينبغي أن يحوِّل الكذابون المدلِّسون وجهته ويسلِّموه لحكم العسكر.
ثمة نقطة أخرى جديرة بالتأمل فقد نزل انقلاب العسكر برداً وسلاماً على مكانة الإخوان فلولا الانقلاب لخسر الإخوان أي انتخابات قادمة سواء برلمانية أو غيرها أمّا اليوم فقد كسب الإخوان تعاطفاً هائلاً جراء الظلم الذي حاق بهم ويقيني أن صمودهم بل ومواجهتهم للعسكر والفلول ستجد تعاطفاً أكبر بعد أن رأى الناس صبرهم وصبر رئيسهم طوال الفترة الماضية.
أهم من ذلك كله أن عودة مرسي ستكون مختلفة لأنه سيمتطي صهوة تأييد كاسح يمكِّنه من كنس وإزالة الفلول واستكمال الثورة وتطهير القضاء والشرطة والأجهزة الأمنيَّة.[/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة
نعم هو خير لأنه فضح الذين يبيعون أي شيء مقابل الكرسي حتى ولوكانت دماء المسلمين ، والتي هي حراااااااااااااااااااااااااام.
كنسك الله أنت وامثالك من المنتفعين الدنيويون بالاسلام.
[SIZE=4]شكراً للكاتب الفذ الشيخ الطيب مصطفى وعلى مقاله الذي يجبرك أن تعيد قراءته مرتين ورغم أنك ممن ملكوا ناصية البيان فإسمح لي بتعديل كلمة جوغة الى جوقة بالقاف والتي أتت في نهاية المقال بمعنى فرقة . والكلمة من أصل تركي.. من (الجوق) وتعني (كثير)..ثم أصبحت تستخدم للدلالة على الفرقة الموسيقية.. وبدقة أكثر تدل على مجموعة من الأفراد ينشدون مع بعضهم كفرقة مقاطع غنائية معينة.. ويمكننا أن نطلق عليها اسم الكورال.. ومثال على ذلك.. الجوقات التي تنشد الترانيم والتسابيح في الكنائس.. أتمنى أن لا يقال أعجمي فالعب به .هوايتي تصحيح لغوي أعمل إيه !!!! شكراً للأستاذ الطيب ومعذره فقد تعلمنا منك الكثير .[/SIZE]
فلسفة ومحاولة تبرير للاخوان مما يثبت انك بتحلم بقوة اخوانية كبيرة في النيل وذلك حلم الجعان في العيش مرسي راح خلاص والبقية في الطريق
ومفروض الاص ما تقارن بين اسلام اليوم واسلام الرسول عليه الصلاة والسلام لانكم في وادي والدين في وادي.
شر البليه ما يضحك . قل لاخوانك فى السودان . ان هنالك رب يحاسب ايضا من باب الذكرى وكده
ما يحدث في مصر بحسب ما عبرت عنه خارجية كرتي هو شأن داخلي ولا يعنينا كشعب سوداني لا من قريب ولا من بعيد ومن العقل والكياسة ان نترك المصريين في شأنهم لا ان نحول منابرنا في صلاة الجمعة الي خطب عن ما حدث في ارض الكنانة وان الشأن السوداني في حاجة الي أفكار لتنقذه من التردي والانحدار الخدمي والأخلاقي ناهيك عن الفساد
اما وصف انقلاب المؤسسة العسكرية بأنه اكبر فضيحة على الديغراطية ،يا راجل نحن انقلاب 1989 فبرك وتم بكذبة الشيخ الترابي وهي الباطل الذي بني عليه كل المشروع الحضاري الذي تخليتم عنه وتفرغتم الي الغنائم والمنافسة على اشلاء الوطن .
الخال سمى فوز الاخوان بأنه المشروع الاسلامي المصري . حتى الاخوان انفسهم تخلوا عن هذه المسميات حتى خلال موسم الانتخابات في محاولة هي اقرب الي النفاق من اي شيء آخر ليتهربوا من تسمية الخلاف مع غيرهم من المصريين بأنه ذو طابع ديني ولكن جاء جون كيري الي القاهرة وقبله هلاري كلنتون وطبخوا المسألة مع الليبراليين على هدوء
فأمريكا جاءت بالأخوان لتعريهم وتكشف حقيقتهم وقدرتهم في شأن ادارة بلد بحجم مصر . نحن نتمنى الا تمر تجربة الاسلام السياسي المصري بنفس المسلك الذي مرت عليه التجربة في السودان والذي كرس العنصرية البغيضة والجهوية والفساد والمحسوبية
وكل شيء سيء
نتمنى أن لا يكون السودان مرتعا وملاذا لاخوان الشواطين المصريين الذين لم يتم القبض عليهم حتى الان والفينا مكفينا من معاناة و لقد خسرنا لكثير من سياستكم الرعناء و مناصرتكم لاخوان الشواطين فى العالم ؟
عودة مرسى الى الكرسى الا فى ام دقرسى تانى ….
حلم في حلم
سلملي ع مرسي يا بيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هذا الكيل يا خال الرئيس الذي سطا بليل على حكم ديمقراطي انتخبه الشعب
المعيار عندكم مختل حلال عليكم الانقلاب وحرام عليهم
ما عادت هذه الترهات تجد اذاناً صاغية لأنها صراعت حول السلطة تتخذ الدين مطية لها والدين منكم براء
لله درك – لقد قرأت الواقع جيدا وفندته كما ينبغي وكل من يعارضونك هم الدنيوين المستفيدون . وسيعود مرسي بحول الله كما عاد النميري من قبل وكما عاد تشفيافيز ونحن علي ثقة أن المولي عز وجل لن يخزي المؤمنين ( والله متم نوره ولوكره المشركون .
اللهم ان تغلب هذه العصبة فلن يقوم للاسلام علم في مصر قريبا . اللهم فانصر كل من يرفع راية لا اله الا الله أصاب أم أخطأ فمن اصاب فله اجران ومن أخطأ فله اجر الاجتهاد .
اللهم وحد صفوف الامة.
آمين آمين آمين
ما هو برضوا الموجود في السودان على ظهر دبابة و الله حقنا حلال و الى الجنة و حق الاخرين حرام و الى النار
[SIZE=4][B]عبد الرحمن يوسف القرضاوى يكتب: عفوا أبى الحبيب … مرسى لا شرعية له
[/SIZE][/B]
أبي العظيم فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوى …
عرفتُكَ عالمًا جليلا وفقيهًا موسوعيًا متبحرا، تعرف أسرار الشريعة، وتقف عند مقاصدها، وتبحر في تراثها، ونحن اليوم في لحظات فاصلة في تاريخ مصر، مصر التي تحبُّها وتعتز بها، حتى إنك حين عنونت لمذكراتك اخترت لها عنوان “ابن القرية والكُتـَّــاب”، وأنا اليوم أخاطب فيك هذا المصري الذي ولد في القرية، وتربى في الكتّاب .
يا أبي الجليل العظيم … أنا تلميذك قبل أن أكون ابنك، ويبدو لي ولكثير من مريديك وتلامذتك أن اللحظة الراهنة بتعقيدها وارتباكاتها جديدة ومختلفة تماما عن تجربة جيلكم كله، ذلك الجيل الذي لم يعرف الثورات الشعبية الحقيقية، ولم يقترب من إرادة الشعوب وأفكار الشباب المتجاوزة، ولعل هذا هو السبب في أن يجري على قلمك ما لم أتعلمه أو أتربى عليه يوما من فضيلتكم .
أبي الغالي الذي تشهد كل قطرة دم تجري في عروقي بعلمه وفضله، لقد أصدرت أمس فتوى بضرورة تأييد الرئيس المقال (بحق) محمد مرسي .. جاء فيها نصا :
“إن المصريين عاشوا ثلاثين سنة – إن لم نقل ستين سنة – محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم، لأول مرة رئيساً اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم، وهو الرئيس محمد مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وما كرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين، وحكام ومحكومين، ومنهم الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي كان وزير الدفاع والإنتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد أقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، للرئيس مرسي، واستمر في ذلك السمع والطاعة، حتى رأيناه تغير فجأة، ونقل نفسه من مجرد وزير إلى صاحب سلطه عليا، علل بها أن يعزل رئيسه الشرعي، ونقض بيعته له، وانضم إلى طرف من المواطنين، ضد الطرف الآخر، بزعم انه مع الطرف الأكثر عددا.”
أبي الكريم … إن المقارنة بين مرسي ومبارك غير مقبولة، وهذه رؤية جيلنا التي ربما لا يراها من قبلنا .
يا سيدي … جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاما كما تقول، بل هو جيلكم الذي فعل ذلك باسم الصبر، أما نحن فجيل تعلم أن لا يسمح لبذرة الاستبداد بالاستقرار في الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو، فهي شجرة خبيثة لا بد أن تجتث من فوق الأرض .
ولو أن مرسي قد ارتكب واحدا في المئة مما ارتكبه سابقوه، فما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا حقنا، ولن نقع في فخ المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرفنا لهذا الفخ فلن نخرج من الماضي أبدا .
لقد تعلمت منكم أن المسلمين عند شروطهم، ألست القائل : “إن الإمام إذا التزم بالنزول على رأي الأغلبية وبويع على هذا الأساس، فإنه يلزمه شرعا ما التزم به، ولا يجوز له بعد أن يتولى السلطة أن يضرب بهذا العهد والالتزام عرض الحائط، ويقول إن رأيي في الشورى إنها معلمة وليست ملزمة، فليكن رأيه ما يكون، ولكنه إذا اختاره أهل الحل والعقد على شرط وبايعوه عليه فلا يسعه إلا أن ينفذه ولا يخرج عنه، فالمسلمون عند شروطهم، والوفاء بالعهد فريضة، وهو من أخلاق المؤمنين” .
“ومن هنا والكلام ما زال لكم نرى أن أي جماعة من الناس وإن كانوا مختلفين في إلزامية الشورى يستطيعون أن يلزموا ولي الأمر بذلك إذا نصوا في عقد اختياره أو بيعته على الالتزام بالشورى ونتائجها، والأخذ برأي الأغلبية مطلقة أو مقيدة، فهنا يرتفع الخلاف” ؟ السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها (ص116، ط مكتبة وهبة) .
يا أبي الكريم العظيم …
لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه في عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة الذي عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا يقول لهم : “أنتم في القلب من ثورة يناير!!!”، فبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه ؟
لقد تصالح مع الدولة العميقة، ومع الفلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل حاول أن يوظفها لحسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم فسلطهم الله عليه .
لقد حفظت منك كلمة لا أنساها ما حييت يا أبي وأستاذي، كلمة من جوامع الكلم، كلمة صارت لي ميثاقا ونبراسا في فهم الإسلام، وفي فهم السياسة الشرعية، لقد قلت لي ولكل جيلنا : “الحرية قبل الشريعة” !
بهذه الكلمة كنتُ وما زلتُ من الثائرين الذين يطالبون بالحرية للناس جميعا، بهذه الكلمة كنت في الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير، ويوم الثلاثين من يونيو أيضا، ولم أشغل نفسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من حقي فرض الشريعة على أحد، بل شغلت نفسي بتحريض الناس أن يكونوا أحرارا، فالحرية والشريعة عندي سواء، وهل خلق الله الناس إلا ليكونوا أحرارا !
لقد ناشدتَ أبي العظيم في فتواك الفريق السيسي وكل الأحزاب والقوى السياسية وكل طلاب الحرية والكرامة والعدل، أن يقفوا وقفة رجل واحد، لنصرة الحق، وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه، ومداومة نصحه، ووضع الخطط المعالجة، والبرامج العملية ..” فماذا لو أخبرتك يا مولاي أنهم طالما فعلوا ذلك طوال عام كامل ولم يستجب الرجل؟
ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنفسه من نثق بعلمه ودينه وإخلاصه ووطنيته ومع هذا تركوه جميعا بعد أن اكتشفوا حقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد، فلم يكن الرجل يسمع لأحد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يوما ناصحين أمناء ولا بطانة خير، وإنما أعانوه على ما لم يُصلح في مصر دينا ولا دنيا، ودفعوه إلى مواجهة الشعب بالجماعة لتبرير وتمرير قراراته المنفردة، مما أدى إلى دم كثير، وفتنة في الأرض، وما على هذا بايعه المصريون والثوار .
ماذا لو أخبرتك يا سيدي وتاج رأسي أنني قد فعلت ذلك بنفسي فما كان من الرئيس وأهله وعشيرته إلا أن صعروا لنا الخدود !
لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن وللأسف لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن .
لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة !
إن حقيقة ما حدث في مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شعبة من شعب الجماعة، ونحن ندفع وسندفع ثمن ذلك جميعا دما وأحقادا بين أبناء الوطن الواحد !
إن كل كلمة كتبتها يا سيدي وأستاذي أحترمها، وأعلم حسن نواياك فيها، ولكن تحفظي أنها لم تكن رأيا سياسيا يحتمل الصواب والخطأ، رأيا يكتبه “المواطن” يوسف القرضاوي ابن القرية والكتّاب، بل كانت فتوى شرعية يفتي بها إمام الوسطية “الشيخ” يوسف القرضاوي، وهو ما أذهلني وأربكني وآلمني .
لقد آن لهذه الأمة أن تخوض الصعب، وأن ترسم الحدود بين ما هو ديني، وما هو سياسي، لكي نعرف متى يتحدث الفقهاء، ومتى يتحدث السياسيون !
ختاما: أنا أكثر واحد في هذه الدنيا يعلم أنك لا تبيع دينك بدنياك، وأنك أحرص على الحق والعدل من حرصك على المذهب والأيديولوجيا، وأن تفاصيل الحدث وملابساته كثيرة ومربكة، وأنت لديك شواغلك العلمية الكبيرة .
أعلم يا أبي أن فتواك ما جاءت إلا دفاعا عما رأيته حق المصريين في أن يختاروا بإرادتهم الحرة من يمثلهم دون العودة ثانيا لتسلط العسكر وهو ما لن نسمح بحدوثه أبدا ، وهذا التعليق مني رد لأفضالك عليّ، وعرفان بجميل علمك الذي أودعته فيّ .
صدقني يا أبي الكريم الحليم لو طبقنا ما كتبته في كتبك عن الأمة والدولة، وعن فقه الأولويات، وفقه الواقع، وفقه المقاصد، وعن الحرية التي هي قبل الشريعة كما علمتنا، لكنت أول الداعين للثورة على من ظلم، وخان العهود والمواثيق، وأفشى أسرار الدولة، وزج بمخالفيه في السجن بتهمة إهانته، ولم يترك لهم من الحرية إلا ما كان يتركه لهم مبارك : قولوا ما شئتم وسأفعل ما أريد .
أبي العظيم … في ميدان رابعة العدوية الآن مئات الآلاف من الشباب المخلص الطاهر، وهم طاقة وطنية جبارة، سيضعها بعض أصحاب المصالح وتجار الدم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فلا هي معركة وطنية، ولا هي معركة إسلامية، ولا هي معركة ضد عدو، ولا هي معركة يرجى فيها نصر، وكل من يدخلها مهزوم، إنهم ملايين المخلصين الذي سيلقى بهم في الجحيم ثمنا لأطماع ثلة من الناس في مزيد من السلطة والنفوذ، وما أحوجنا لكلمة حق عاقلة تحقن تلك الدماء الزكية التي ستراق هدرا .
إن الإرادة الشعبية التي تحركت في الثلاثين من يونيو ليست سوى امتدادا للخامس والعشرين من يناير، ولئن ظن بعض الفلول أن ما حدث تمهيد لعودتهم فأني أقول لفضيلتكم بكل ثقة إنهم واهمون، وسوف يقف هذا الجيل الاستثنائي أمام كل ظالم، ولن يترك ثورته حتى يبلغ بها ما أراد، سواء لديهم ظالم يلبس الخوذة، أو القبعة، أو العمامة .
أبي الحبيب … لقد ربيتنا نحن أبناءك على الحرية واستقلال الفكر، وإني لفخور بك قدر فخرك بنا وأكثر، وإني لأعلم أن هذه المقالة سوف تدفع بعض العبيد لقراءتها بمنطق العقوق، إلا أنه ما كان لي أن ألتزم الصمت إزاء ما كتبته بوصفه فتوى لا رأي وقد عودتنا أن نكون أحرارا مستقلين، وحذرتنا مرارا من التقليد الأعمى، والاتباع بلا دليل، والسير خلف السادة والقيادات والرموز، وعلمتنا أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا والوالدين والأقربين، وأن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق بالرجال .
من حق أسرتنا أن تفخر بأنها لم تُرَبِّ نسخا مشوهة، بل خرجت كيانات مستقلة، وذلك بعكس كثير من الأسر التي تزعم الليبرالية والحرية، ولا نرى منها سوى نسخا كربونية لا فروق بينها .
أبي العظيم : هذه الكلمات بعض غرسك فينا، وهي في الأصل أفكارك وكلماتك، وبعض فضلك وفقهك، إنها بضاعتك القيمة رُدَّتْ إليك .
والله من وراء القصد . عاشت مصر للمصريين وبالمصريين
بارك الله فيك ياخي فأنك اصبت كبد الحقيقة و الواقع
يبدو ان الطيب مصطفى لم يفق من الصدمه حتى الان …مثله مثل اى اخو مسلم فى العالم …لقد كانت الصدمه قويه على الاخوان المسلمين بعد فرحه كبيره لم تتم باعتلاء مرسى عرش مصر .وما ادراك مامصر؟؟
الفريق عبدالفتاح السيسى يذكرنى برجل القوميه العربيه جمال عبد الناصر …والاخوان لم يستوعبوا بعد ظهور جمال عبدالناصر من جديد فى سماء مصر حتى الان ..؟؟
والطيب مصطفى وكل الاخوان يتباكون على انهيار عرش الفكره التى تبناها حسن البنا منذ عام 1928م..لقد اثبتت التجارب العمليه والبيان بالعمل ان فكر الاخوان المسلمين يحتاج لمراجعه شامله حتى يعود للحياة السياسيه من جديد …وحتى ذلك الوقت نترك الطيب مصطفى يحلم بان ما حدث فى مصر خيير .ولكنه لايدرى بانها نهايه لتنظيم الاخوان المسلمين فى جميع ارجاء الدنيا.وشكرا