رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : ديمقراطية بلا إسلاميين لماذا ؟!

[JUSTIFY]{ قبل أن أتناول هنا البلاهة السياسية للإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما التي ظهرت في تعليقه حول التطورات الفظيعة في مصر وهي خيانة الدستور وتعطيله وتقويض الديمقراطية وعزل الرئيس المنتخب في بلد جاءت ديمقراطيته طبعاً بظهر مكشوف للدولة العميقة التي تقودها عصابة فساد بكل أنواعه عقدي وأخلاقي ومالي واجتماعي واقتصادي.. قبل ذلك دعونا نتوقف قليلاً في قرار الاتحاد الإفريقي القاضي بتعليق عضوية مصر به إلى حين عودتها إلى نظام دستوري يحترم حقوق المواطنين، وهي لائحة في الاتحاد تنص على تعليق عضوية أية دولة تنتهك وتخرق الدستور الذي ارتضاه المواطنون. والسؤال هنا هل ستحذو الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي حذو الاتحاد الإفريقي؟! وهل يمكن أن تفعل نفس الشيء منظمة الأمم المتحدة؟! الجامعة العربية مقرها في مصر وقبل عدة عقود أخرجت من هناك بسبب معاهدة كامب ديفيد. فهل ستخرج الآن بسبب اعتداء الجيش المصري على الدستور؟! إن الجيش المصري أسد على الدستور، وأسد على أصحاب الحق الانتخابي من الإسلاميين. وبيت الشعر ذاك يمكن أن يحضر من يقرأ هذه الكلمات. وقد صبر الإسلاميون في تركيا، وجنوا ثمرة صبرهم، وكذلك سيفعل الإسلاميون في مصر والجزائر وفلسطين.. سيصبروا على ميراث الاحتلال الأوربي الذي أثر على تركيبة الجيوش العربية. ويكفي أن الجيش السوري الذي يسيطر عليه البعثيون يحاكم ويسجن من يؤدون الصلاة باعتبارهم يمارسون هوساً دينياً. لكن انظر إلى الهوس البعثي العلماني الممزوج بالهوس الطائفي هناك في دمشق. وانظر في مصر الهوس العلماني المدني والعسكري. هذا الهوس يرفض استئناف الحياة الإسلامية ولو عن طريق صناديق الانتخابات، وهي الطريقة الغربية. يرفض أن يعود إلى مستوى الالتزام الذي كان قبل موجات الاحتلال الأوربي، لكن إذا كان الإسلاميون قد وصلوا إلى هذا الرقم الانتخابي في نظام ديمقراطي «حديث ولادة»… فإن المستقبل لن يكون لصالح العلمانيين المدنيين أو العسكريين «والبلطجية» وأعداء الإسلام. وستصل الرسالة إلى الأجيال الجديدة في مصر، سيدرسون ضيق القوى العلمانية بالانتخابات سواء كسبها الإسلاميون أو حزب منهم.
أما الأمم المتحدة فإن قيادتها الفعلية هي واشنطن، وهي تريد ديمقراطية بلا إسلاميين، كما أنها تريد سلام في فلسطين بدون حقوق الشعب الفلسطيني. والتحمُّس الذي أبداه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستمرار الوضع الديمقراطي في مصر كان بعد عزل الجيش للرئيس المنتخب.
والديمقراطية في مصر تحت رحمة الجيش، وهذه مشكلة لا بد من الاهتمام بحلها ولا بد من وضع نظرية مفصلة لإنتاج حلها حتى لا تظل الديمقراطية هناك مكشوفة الظهر لجيش مازالت فيه رواسب اللورد كرومر.
أوباما دعا إلى عودة سريعة إلى الحكم المدني. والحكم الآن طبعاً مدني وليس عسكرياً لأن من يدير شؤون البلاد الآن هو رئيس المحكمة الدستورية الذي لم يكن أميناً، فقد كان عليه أن ينبه إلى ضرورة إجراء استفتاء حول بقاء مرسي حسب الدستور. إنه رئيس محكمة دستورية ويدوس بقدمه على الدستور، فأين الأمانة والإخلاص؟! وكان مطلوب من الجيش دور معين في هذا الوقت الذي يأتي بعد عام من إجراء العملية الانتخابية، كان مطلوب منه أن يبعد الإسلاميين من الحكم حتى ولو كان مُستحقاً لهم، لكن لا يكون الحاكم هو قائد الجيش. إذن هو انقلاب من قيادة الجيش مقدم هدية للقوى العلمانية والصليبية لانهاء حكم الإسلاميين بمبررات واهية جداً. وستكون أخطاء غير الإسلاميين هي الأسوء وسنرى.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]