الخرطوم وجوبا : تكثيف التواصل الثنائي
سار اللقاء على خطي اللقاءات السابقة التي التأمت بين الطرفين، مع فارق جوهري هو الغياب الحسي للوسطاء.
كانت أجندة اللقاءات السابقة من وضع لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الأفريقي.. أما في لقاء طه مشار، فإن التناول المباشر للقضايا العالقة أتاح للجانبين حرية أوسع لطرح مواقفهما بكل وضوح وصراحة في ظل التجارب التي خاضها كل منهما في الفترة السابقة.
صحيح أن الوسطاء اضطلعوا بدور تسهيلي مهم في جولات التفاوض خلال تلك الفترة، ومع ذلك فإن التقدم الحقيقي في المفاوضات لم يكن يتم إلا في اللقاءات المباشرة التي تجاوزت الوساطة، وعلى رأس تلك اللقاءات اجتماعات القمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير.
وإذا أصبحت اللقاءات الثنائية المباشرة هي المنبر الرئيسي لمفاوضات البلدين، كما أعلن في أعقاب لقاء طه مشار، فان التقدم نحو حل القضايا العالقة سيحدث بخطي أسرع مما يحدث الآن.
أرسي لقاء طه مشار مبدأ تكثيف التواصل الثنائي بين الدولتين الشقيقتين، وإذا سادت روح لقاء نائبي الرئيسين ذلك التواصل، فان المشكلات القائمة ستجد الحلول التوافقية لا محالة، وستتقلص الحاجة إلى تدخلات الوسطاء.
ما اتفق عليه في لقاء نائبي الرئيسين، في جملته، هو تأكيد على الالتزام بالاتفاقات المبرمة وبمصفوفة إنفاذها.
وقد يري البعض أن اللقاء، الذي حظي بترقب شعبي واسع، لم يأت بجديد.. لكنه على أية حال أزال قدراً كبيراً من الاحتقان في العلاقة بين البلدين، وأظهر رغبة قيادتي الدولتين وحرصهما على تطبيع العلاقات وإزالة العوائق من علي طريق المصالح المشتركة.
لقد خاطب اللقاء كل القضايا العالقة بما فيها القضايا التي تسبب الخلاف حولها في تعطيل منظومة الاتفاقات وحمل البيان الصادر عن اللقاء تأكيدات واضحة لالتزام كل بلد بالامتناع عن دعم المعارضين للبلد الآخر.
كما حمل التأكيد على أن الاتفاقات المبرمة تمثل حزمة متكاملة وأن تنفيذها يتم بالتكامل أيضاً.
ضعف الثقة كان دائماً هو المحك الذي تتعثر عنده مفاوضات البدين، ولقاء طه مشار فيما يبدو استطاع أن يستعيد جزءاً مقدراً من هذه الثقة الضائعة.
صحيفة الخرطوم
فضل الله محمد