تقنية معلومات

هوس الانترنت فى تراجع

[ALIGN=CENTER]425p[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]فرانكفورت “ألمانيا” – قال محلل المستقبليات والاتجاهات الألمانى ماتياس هوركس إن هوس الانترنت أخذ فى التراجع.
وقال فى مقابلة معه فى فرانكفورت “أصبح من الواضح بشكل متزايد أن العوالم الافتراضية يمكنها أن تحل محل العوالم الحقيقية حتى هذه اللحظة فقط”.
وأشار إلى أن “عددا صغيرا من الذين كان لهم ارتباط قوى بالانترنت والرقميات أخذوا فى التخلى عن هذا الارتباط فى الوقت الحاضر.”. وقال إن كثيرا من الشركات قد أعلنت عن أيام للمراسلات الإليكترونية بالمجان. واستند إلى دراسات تبين أن نحوا من 6ر2 مليون شخص يعتبرون أنفسهم “متعاملين سابقين مع مواقع الاتصال المباشر على النت” بعد أن قلصوا من تواصلاتهم الرقمية بهدف تحسين أنماط حياتهم.
ولد هوركس فى دوسلدورف عام 1955 وأسس معهدا لدراسات المستقبل عام 1998 قرب فرانكفورت وسط ألمانيا.
يقول هوركس إنه من خلال الاستخدام المكثف للمواقع الاجتماعية على النت مثل موقع فيسبوك وموقع ستاديفيز ومقره برلين وموقع زينج ومقره هامبورج تبين لكثير من الناس أن “علاقاتهم الاجتماعية قد تلاشت من بين أيديهم وأن الأصدقاء الافتراضيين عبر شبكة الانترنت لا يعول عليهم” وأشار إلى أن مشكلة “الأدعياء الرقميين” باتت موضوعا للمناقشة فى كثير من منتديات الانترنت.
ولم تعد الهواتف المحمولة وأجهزة كمبيوتر اللابتوب موضع ترحيب فى عدد متزايد من المطاعم والمقاهي. ويقول هوركس إن هذه الأماكن “لا تريد جوا يكون كل فرد فيه عاكفا على نفقه الافتراضى وإنما تريد أن تكون أماكن اجتماعية يلتقى فيها الناس حقا”.
يقول إن كثيرا من الشركات أدركت أن فيض الرسائل الإليكترونية ليس إلا “مضيعة للوقت وتدميرا للإنتاج” ودأبت من ثم على إغلاق باب المراسلات الإليكترونية التى تكون عادة يوم الجمعة. و”هى تشجع الناس بدلا من ذلك على تناول الشاى معا مرة ثانية باعتبار أن هذا الأمر يؤثر إيجابيا وبدرجة أكبر كثيرا على الإنتاجية”.
وكلمة “أوفلاين” أو “غير موجود على الشبكة” تمثل واحدا من الاتجاهات المجتمعية التسعة التى حددها هركس فى تقرير الاتجاهات الصادر عن معهده لعام .2009
و”اتجاه الملل من الرقميات” هذا يترتب عليه اتجاه آخر يسميه هوركس وأعضاء فريقه من العلماء “أزياء النادي”. ويقول هوركس إن “تشكيلات النادى الاجتماعية ستصبح بالغة الأهمية للمجتمع مستقبلا” وأوضح أنه لا يقصد نوع الأندية التى تنظم النخب نفسها فيه وإنما أندية جديدة تقوم على أفكار أو اهتمامات خاصة.
وقال إن هذا التطور ظهر كأوضح ما يكون فى صناعة السياحة حيث اكتسبت الخصوصية أهمية كأداة تسويقية ومثال ذلك الفنادق المخصصة لمجموعات مستهدفة بعينها.
وأضاف أن مصارف مالية كثيرة التفتت أيضا إلى الثقافة والفن والأدب بدلا من المنتجات المالية مثل الأدوات المشتقة وسيلة للاحتفاظ بالعملاء الأثرياء من الأفراد فى أعقاب الأزمة المالية العالمية.
ويرى هوركس أيضا “نهضة للنشاط المدني” ضاربا المثل بقيام الآباء بإنشاء العديد من المدارس الخاصة وبمشاركة المواطنين المتزايدة فى المؤسسات وبوابات المشاركة الاجتماعية على الانترنت والمخصصة لتوزيع تبرعات وما أشبه. ويقول إن جماعات العمل الإقليمى أيضا أخذت فى التزايد منتجة “حركات سلام جديدة” تجمع أجيالا متعددة تتعايش مع التشكيل البيئي.
ويلاحظ هوركس أن السياسيين والأحزاب السياسية لم تنتبه بعد إلى كيفية تحول الالتزام الاجتماعى إلى الفردية والإبداع بشكل أكبر.
ويقول إن “الناس لم تعد بهم رغبة فى أن يكونوا مجرد رقم فى منظمة ضخمة بل أن يكونوا قادرين على تطوير أسلوب خاص بهم”.
وأشار إلى أن من الأمثلة الأخرى على هذا بوابات التسوق “الخضراء” على الانترنت وكذا السياحة التى تجمع بين الاستجمام ونزعة النشاط الاجتماعى أو البيئي.
ويشير هوركس إلى استمرار اتجاه الأغذية الحيوية ورغم ذلك فهو يقول إن هذه الصناعة تواجه أزمة بسبب الطلب المتنامى بقوة. ويضيف “كبرت السوق إلى حد أنه أصبحت هناك حاجة الآن إلى إنتاج جملة ومن ثم فإنها تفقد بعضا من بريقها وإمكانية فهمها”.
ويتنبأ هوركس بعدد أكبر من الفضائح والاضطرابات فى صناعة الأغذية الحيوية. ويقول إنه “أخذت تفقد مصداقيتها لكن الناس مازالوا بحاجة إلى نوع مختلف من الأغذية والإنتاج الغذائي”.
وينبه إلى أن من التداعيات زيادة عدد من ينتجون ويحفظون أغذيتهم مشيرا إلى الولايات المتحدة حيث قام مئات من سكان المدن معا باستئجار جمعية زراعية تنتج لهم أغذية حيوية.[/ALIGN] العرب اون لاين