عبير زين : وقفة النور
شريحة المكفوفين أو ضعاف البصر من أكثر الشرائح التى تتمتع بذكاء عالي ومقدرة كبيرة على إستخدام الحواس الأُخرى للتعويض عن فقدان البصر ومن يعمل فى الحقل التربوي يلمس تماماً تميزهم عن غيرهم من ذوى الإحتياجات الخاصة الأُخرى من حيث الفهم والإستيعاب والقدرة على الحفظ والتحليل والإدراك، فهي شريحة متفتحة الذهن وعالية الهمة وإذا ما تمّ دعمهم بالوسائل التعويضية الحديثة والمناهج التربوية اللازمة وإعداد الكوادر المؤهلة والمختصة في تعليم هذه الشريحة فسيكون لهم بصمة واضحة فى مستقبل السودان.
لا يوجد في السودان مؤسسة مٌتكاملة تُعنى بشريحة المكفوفين من حيث تأهيلهم وتدريبهم وتعليمهم وتوفير وسائل التواصل الأُخرى التي تعوضهم عن فقدان نعمة البصر، ويكاد يكون معهد النور هو المركز الأكاديمي الوحيد المختص الذي يستوعب هذه الشريحة ويهتم بتعليمها رغم فقر إماكنياته وإفتقاده للكثير من الوسائل التي أصبحت مُتاحة فى كل دول العالم، حيث يستوعب فقط طُلاب مرحلة الأساس ويُدّرِس منهج الوزارة ومن ثم ينخرط الطالب مع الطلاب العاديين فى المدارس الثانوية ومن ثم الجامعة.
خارج دائرة التعليم فإن شريحة المكفوفين تواجه الكثير من العوائق في حياتهم اليومية رغم أنهم لا يجدون صعوبة أبداً فى التواصل مع فئات المجتمع الأخرى فهم يتمتعون بثقة وإيمان كبيرين يدفعان بهم لمقابلة تلك العوائق بصبر وأناةٍ وإبتسامة عريضة لا يمحوها غياب النور عن أبصارهم، وتستطيع هذه الفئة إذا ما توفرت لها الوسائل اللازمة أن تستخدم طرقًا خاصة ومستقلة للقراءة والتعايش مع من حولهم ومن ثم يشغلون وظائف في عدد من المجالات حيث يباشرون أنواعًا من الوظائف تماماً مثل الأشخاص المُبصرين، ويمكن الإستفادة القصوى من مميزاتهم وإستعدادهم للفهم السريع والذكاء المُطلق بتدريبهم وإستنباط إمكانياتهم و توفير وظائف مناسبة لهم مِن خلال فتح مجالات للتعاون مع الوكالات العالمية التى تقدم برامج تدريب مهنية لتعليم المكفوفين بعض المهارات وتزويدهم بوسائل حديثة للتواصل ولتوظيف مهاراتهم وقدراتهم حيث توفر عدد من هذه المؤسسات خدمات التعيين في وظائف للأشخاص الذين أتموا برامجهم التدريبية وحصلوا على شهادات منها.
همسات – عبير زين