ترشيح البشير .. احتمالات متقابلة ..!!
وفيما يبدو فان التنظيم الخاص للإسلاميين حسم أمر مرشحه للانتخابات القادمة فقد التزم الجميع الصمت ازاء ما قاله الرئيس حول احقية المؤتمر العام للحزب في تسمية مرشح الحزب وإعلانه عن مراجعة كاملة للنظام الأساسي للحزب وتشكيل لجان للنظر فيه ليكون اكثر فعالية، وانقطع القيل والقال في اليومين الماضيين حول خلافة البشير على خلاف ما كان سائدا من نقاش ساخن وحوار خافت وجهير في الشهرين الماضيين، مما كشف عن اتفاق غير معلن يقضي بنسخ البشير لتصريحاته السابقة الجازمة بعدم ترشحه وقوله على هامش القمة العربية الأخيرة بالدوحة أن (كفاية) وقوله لصحيفة الشرق «نحن أمضينا كم وعشرين سنة وهي أكثر من كافية في ظروف السودان والناس يريدون دماءً جديدة ودفعة جديدة كي تواصل المسيرة إن شاء الله».
ولعل العبارات التي فاه بها رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني ابو علي مجذوب في جلسة شورى المؤتمر الوطني على مسمع ومرأى القيادات داخل وخارج القاعة تعبير فصيح عن القرار القاضي باستمرار البشير مرشحا للإسلاميين الحاكمين، ابو علي قال بعدم الموافقة على قائد غير الرئيس البشير، وطالب البشير بالاستمرار في القيادة.
وهنا تأتي التكهنات حول المتغير الأساسي الذي بدل وغير قناعات المؤتمروطنيين: اهو استعار الحرب على اكثر من جبهة وتوحد القوى المناوئة للنظام الحاكم في جبهة ثورية واحدة مما يستدعي ارجاء أمر الخلافة والاصطفاف خلف القائد العسكري الذي خبروه لربع قرن ليجتاز بهم ما اطلق عليها الدكتور نافع علي نافع (المعركة الفاصلة) في مواجهة (التحالف السياسي العسكري الذي يهدف إلى تحقيق مشروع السودان الجديد القائم على تحرير البلاد من الدين وأهل السودان الإصلاء) وقد استرجع البعض حديث النائب الأول علي عثمان محمد طه حول أن للرئيس مهام يلزم عليه تكملتها .
أم أنها الانقسامات داخل البيت الإنقاذي التي يتردد أنها بلغت حدا لا يسمح بانتقال سلس للقيادة، خصوصا بعد ما راج عن تأهب قادة بارزين في النظام لتسنم القيادة وشروعهم في إعداد العدد والخطط للمرحلة التالية، وتكويم آخرين من دونهم لـ كويمات سياسية وإعلامية للدخول في معترك التنافس، فلربما ضرب الإسلاميون أخماسهم في أسداسهم ولم يجدوا بدا من ترشيح المشير البشير فهو الذي سيعصمهم من التصارع على الكرسي الوثير و ربما استعادوا مقولة عراب الإنقاذ الأول الدكتور حسن الترابي مطلع تسعينيات القرن الماضي من أن البشير هدية السماء.
يضاف إلى هذا الاحتمال ذلكم الانقسام الناتج عن المفاصلة الثانية التي وقعت عقب محاولة ود ابراهيم ورفاقه الانقلاب على إخوانهم فبحسب لصيقين بالإسلاميين فان المحاولة خلقت استقطابا حادا في صفوف القيادات الوسيطة والقواعد يستوجب الحيطة والحذر.
هذا عن المؤتمر وطنيين فماذا عن الزاوية التي يمكن أن يكون الرئيس البشير نظر بها للأمر، هناك احتمالان راجحان، أيضا، الأول: أن البشير حين اعلن عدم رغبته في الترشح لدورة رئاسية أخرى كان ينوي أطلاق بالونه اختبار في ثلاثة اتجاهات، الأولى نحو القوات المسلحة والثانية نحو التنظيم السياسي بشقيه (الحزب والحركة الإسلامية) والثالثة نحو جماهير الشعب السوداني، وبعد أن توصل للخلاصات والحقائق التي سيستعين بها في مقبل أيامه قرر أن يخوض معركته على بصيرة ويترك الخيار للمؤتمر العام في تحديد مرشحه للرئاسة، وهذا الاحتمال يعيد للأذهان مقولة البشير التي قالها بعد حسمه لمعركته مع شيخه السابق حسن الترابي خواتيم ديسمبر 1999 (أنني ضابط مظلات ونحن ضباط المظلات نجيد التكتيك والتمويه).
الثاني، اقتناع الرئيس بان السودان يمر بلحظة عصيبة تستدعي أعادة النظر في مجمل التجربة الإنقاذية والنظر بعين الاعتبار للدعوات المقدمة له شخصيا من قوى سياسية وشخصيات عامة بقيادة التغيير للعبور بالبلاد من المازق الماثل، ولعل ابرز هذه الدعوات ما كان قدمها الأكاديمي المعروف الدكتور الواثق كمير على صفحات صحيفة (الصحافة) بعنوان (الكُرَةُ في مَلْعَبِ الرَّئيس: تفكُّك الدَّولة السُّودانية: السِّيناريو الأكثر تَرجيحاً) وقد لخص كمير عوامل نجاح البشير في قيادة تغيير نحو الأفضل في (أن الرئيس هو الشخص الوحيد الذي يحظى بموافقة وقبول جميع الفصائل في المؤتمر الوطني، والحركة الإسلامية التابعة له…. ويظل الرئيس رمزاٌ القوات المسلحة والقائد الأعلى للجيش، وكذلك يتسنَّم مقاليد السلطة بشكل كامل، ويسيطر على، ويدير بمهارة، عملية الصراع المحتدم على السلطة بين الأجنحة المتنافسة داخل المؤتمر الوطني….. وعلاوة على ذلك، فقد أصبح الآن رئيس الهيئة القيادية العليا للحركة الإسلامية السودانية، إلى جانب رئاسته للحزب الحاكم).
أذن ربما نظر البشير إلى هذه الدعوات بعين الاعتبار وهو آخذ الآن في ترتيبات تكتمل الآن بهندسة الأوضاع داخل الحزب والقوات المسلحة بعد أن اكتملت الترتيبات الخاصة بالحركة الإسلامية بالإتيان بالزبير احمد الحسن وبكري حسن صالح في قيادتها، ليكون الرئيس وضع كروت اللعب الخاصة به في خانة الأمان وربما يشرع الرئيس في مقبل الأيام في اتصالات على نطاق واسع تبدأ بطي الملفات العالقة مع جنوب السودان ولا تنتهي مع القوى السياسية الداخلية وإنما الخارجية التي تحمل السلاح أذا قبلت بالرئيس البشير قائدا لفترة انتقالية يتم التوافق فيها على كيفية حكم السودان عبر نظام ديمقراطي يتم فيه تداول سلمي للسلطة دون تنظيمات خاصة. [/JUSTIFY]
تقرير: التقي محمد عثمان
صحيفة الصحافة
ترشيح البشير .. احتمالات متقابلة ..!!
ابرك واحسن من الاحزاب نتمنى ترشيح البشير مرة اخرى .
هو تفسير واحد لا شى غيره
ان حب السلطه تغلغل فى دماء البشير واصبح جزءا من جسمه وهو يحاول ايجاد التخاريج الممكنه ليجعل ذلك مستساغا
[CENTER][B][FONT=Arial]والدستور الذى وضعته بيدك لا يعطيك الحق فى الترشح لمرة ثالثة
أتامرون الناس وتنسون أنفسكم[/FONT][/B][/CENTER]