رأي ومقالات

زيارة نافع للحوار أم « الوصاية » ؟

[JUSTIFY]إذا كانت أصلاً الدعوة الأمريكية لزيارة مساعد الرئيس نائب رئيس المؤتمر الوطني إلى واشنطن بصفته الحزبية لتقريب وجهات النظر بين دولتي السودان وجنوب السودان والعمل من أجل إنهاء النزاعات في السودان، فهل من المناسب أن يُعلن نائب المبعوث الأمريكي للسودان لاري أندري عن تعليق الدعوة كرد فعل لتجميد اتفاقية التعاون مع جوبا؟! إن المنطق هو أن تتحمس واشنطن للدعوة أكثر بعد تجميد الاتفاقيات، لأن الهدف من دعوة نافع ليس لممارسة الوصاية الأمريكية على السودان وإنما تهدف إلى حل مشكلات، وإذا كانت المشكلات قد زادت فيجب أن يزيد التحمس للدعوة وليس تجميدها بسبب زيادة المشكلات. إن قيمة الدعوة تعلو أكثر بزيادة المشكلات لذلك ليس من المناسب تجميدها في ظل زيادة المشكلات، اللهم إلا إذا كانت دعوة «وصاية». لكنها العقلية الأمريكية الرديئة التي تتعامل بها واشنطن مع العالم الثالث. وربما كان تجميد اتفاقيات التعاون مع جوبا التي تدعم التمرد السوداني حيلة في نظر واشنطن أخذتها لتتذرع بها لتجميد الزيارة في هذا الوقت حتى تخمد صيحات الاحتجاج من بعض اللؤماء الامريكان على زيارة نافع وكأنها زيارة الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وإذا كانت حيلة فهذا يدل على الغباء الأمريكي في العمل السياسي. ثم إن د. نافع دعته واشنطن بصفته «الحزبية». وواشنطن سمحت بفتح مكتب سياسي لحركة طالبان في إحدى الدول العربية، والمسألة مسألة حوار حول أزمات تتطور وتتنوع، فلماذا تجمَّد زيارة حزبية لمسؤول سوداني. وبهذا التجميد تكون واشنطن قد خسرت أدبياً لو كان لديها «أدب»… لكن الخرطوم ليست خاسرة لأن الدعوة جاءتها من واشنطن، فهي ليست مثل قادة التمرد الذين يهرولون إلى أمريكا وإسرائيل وأوروبا دون دعوات منها. ولا ندافع عن نافع، ونعلم أن زيارته إلى واشنطن وحواره مع كبارها يأتي من باب تجميل الوجه الأمريكي القبيح بالتجاوزات المعروفة، ومنها انتهاك حقوق الإنسان في سجن غوانتنامو، لكن فقط نتحدّث عن الطريقة الغربية التي تتعامل بها واشنطن مع السودان وغيره. وها هي إسرائيل أسوأ مخلفات الاحتلال الأوروبي للبلدان الإسلامية مستمرة في مجازرها ضد الفلسطينيين أهل الأرض وفي نفس الوقت تستقبل واشنطن مسؤوليها للحوار «الوهمي» حول مشكلة «الشرق الأوسط» وهكذا تسمّى حتى لا تسمّى مشكلة العرب والمسلمين، فإن في هذا عزل للكيان الصهيوني.

الكل «مؤتمر وطني»؟

يوم الجمعة الماضي نشرت «الإنتباهة» لسان حال منبر السلام العادل خبراً جاء فيه أن عمدة قبيلة القريات الأمدرمانية نفى علمه بأن مجموعة من القبيلة انضمت إلى منبر السلام العادل. وقال ربما يكون الذين انضموا من المواطنين من «عوام القبيلة» وليسوا من القيادات. ثم قال: «كل القبيلة مؤتمر وطني وحركة إسلامية»، لكن هل كان يقصد كل القيادات ما دام إنه قال ربما انضم لمنبر السلام العادل «مواطنون»؟!.

قبيلة القريات مجموعة منها دخلت السودان عام 1915م قادمة من منطقة القريات بالسعودية، وهي هناك محافظة القريات. والرئيس البشير قال: «الفنانين ولعيبة الكورة مؤتمر وطني». أي أن المعارضة ناموسة في أذن فيل.. وقال البشير أخيراً :«لسنا اتحاداً اشتراكياً لتسقطنا المظاهرات».. الغريبة أن أغلب قادة الاتحاد الاشتراكي ضباط أمن وجيش.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. كان قرار اغلاق الخط الناقل لنفط الجنوب مفاجئا لامريكا اذ لم يكن في حسبانها بعد الجهد الكبير الذي بذلته مع دولة الجنوب حتى خرجت تلك المصفوفة الى حيز الوجود…أن يقوم السودان بما قام به !!! فهي لم تتوقع ان يستقل و ينفرد السودان بهذا القرار دون الرجوع اليها كدولة عظمى في ادارة الازمات العالمية …داخل و خارج نطاق مجلس الامن !!!! و ان كانت هي المسبب الرئيسي في وجود تلك الازمات !!!!! فكان وقف الزيارة هو رد فعل فوري دون تريث او دراسة لدوافع القرار … مما يدل على درجة استهتارهم بالاخر …فدكتور نافع لا زال متواجدا بالخرطوم و لم يغادرها حتى يرجعوه الينا مذلولا …..

  2. قبل اكتشاف المحاولة التي أحبطتها السلطات ويمثل فيها رئيس المخابرات السابق قوش كانت أمريكا تتودد اليه بنفس الصفة وتدعوه والآن ربما تحاول أن تصل لمخططها التفريقي والاحتوائي عبر نافع؛ على أي حال إذا كان هناك حوار فيجب أن تكون أجندته معروف للشعب السوداني: إزالة السودان من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية؛ بعد ذلك ننظر ماذا نفعل؛ أمريكا رفعت العقوبات عن الجنوب ودارفور وتقول أن الجبهة الثورية بقيادة عرمان وعقار والحلو هي المطلوبة لقيادة السودان؛