تحقيقات وتقارير

الخطـة «ب» لإسقاط النظـام .. مهام في دفتر الخلايا النائمة

[JUSTIFY]لا شك أن للجبهة الثورية رغبة قوية في إسقاط نظام الخرطوم، هذا المسعى سعت إليه بمعاونة ومساعدة دولة الجنوب التي كانت قريبة منها دعماً وإيواءً، بجانب أن تأسيس الجبهة الثورية انطلق من ذات الدولة الراعية لقطاع الشمال باعتباره جزءاً أصيلاً لمنظومة الجبهة الثورية، ولتنفيذ هذه الرغبة رسمت عدة خطط لإسقاط النظام تجلت بوضوح في الاعتداء الذي تم على أكبر حقول البترول «هجليج» في العام الماضي، وهذا أحد فصول المؤامرة التي تنوي تنفيذها، بجانب التحركات الفاعلة التي تتم الآن بغرض إيواء الحركات المتمردة ورعايتها للوجود المنتشر لها بطريقة أو بأخرى سواء أكان ممثلاً في الدعم أو غيره، وأخيراً الاعتداء الغاشم على مناطق أبو كرشولا وأم روابة في شمال كردفان، بعد التأكد القاطع من الخطط التي اتخذتها وباءت بالفشل الذريع، لجأت حكومة الجنوب بشكل جاد لتنفيذ الخطة الثانية «ب» التي أسندت مهمة الإشراف فيها لعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، بغية ضرب المناطق الإستراتيجية في الخرطوم، واضعين في الحسبان أن تكون الخطة من داخل الخرطوم، وأن يكون التحرك بواسطة الخلايا النائمة ويتبعها تحرك آخر من الولايات الأخرى، وبحسب حديث الدكتور نافع علي نافع «إنه لا يستبعد أن تدخل قوات الجبهة الثورية أية منطقة أخرى في البلاد ضمن الخطة «ب» التي أقرها قادة التمرد وتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض».

الخطة «ب» مصطلح الخطة «ب» هي البديل في حالة فشل الخطة «أ» التي يراد تنفيذها لأمر ما، سواء أكان مردود فعله سلبياً أو إيجابياً، استخدمت الجبهة الثورية خططاً كثيرة في سبيل إسقاط النظام الحالي، ومن ثم لجأت للخطة «ب»، ففي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لإعلان حالة الاستنفار القصوى والتأهب والاستعداد للم الشمل ومواجهة ما تقوم به الجبهة الثورية ودولة الجنوب من عمل عدائي تجاه السودان، تعمل الجبهة الثورية على تشتيت الجهود التي تبذل وخلق جبهات جديدة والقيام بأعمال من شأنها رفع ثيرومتر حالة الاستنفار، ومن ثم تعمل على إرهاق الجيش والميزانية، وبدلاً من أن تذهب للخدمات تصبح ميزانية للحرب، مما يقود المواطنين للخروج إلى الشارع بطريقة مباشرة نتيجة الضغط من قبل الحكومة وبالتالي يكون قد تم تنفيذ الخطة «ب» ــ التي عمدت إليها دولة الجنوب في سبيل إسقاط النظام الحالي.
الخلايا النائمة تعتمد الجبهة الثورية وقطاع الشمال بشكل كلي على وجود الخلايا النائمة في الخرطوم لتنفيذ الخطط التي ترمي لإسقاط نظام الخرطوم، والدليل على ذلك أن خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السابق أفصح لجنوده عن نيته احتلال الخرطوم على بعد «471» كيلو متراً فقط من دخول أم درمان، وأن بعضهم نصحه بأن لا يفعل ذلك ربما لصعوبة تحقيق الهدف، لكنه طمأنهم بأن الأمر ممكن، وزاد: «ما يهمكم أنا عندي شغل جاهز في الخرطوم وعندي ناس أكثر منكم داخل الخرطوم». وما يؤكد وجود خلايا نائمة ما تداولته الأنباء، أن السلطات الأمنية ألقت القبض على عناصر من الجبهة الثورية يقدر عددهم بحوالي «10» من الأفراد بسوق المويلح بأم درمان، وكانت المجموعة تحت الرقابة والرصد من قبل الأجهزة الأمنية بعد تسللها إلى السوق ليلاً حيث تم اعتقالهم ومباشرة التحقيق والتحري معهم، كثر الحديث عن الخلايا النائمة والطابور الخامس وسط المعارضة، وبحسب رؤية مراقبين أن تنفيذ الخطة «ب» يعتمد على المعارضة التي تنوي إسقاط النظام عبر الطرق السلمية، وهذا ما دفع بعض المعارضة للتوقيع على ميثاق الفجر الجديد، ويقول مراقبون إن الخلايا النائمة تخضع لتدريب في الغالب إما تدريباً عسكرياً أو سياسياً أو تدريباً لجمع المعلومات، مع ارتباط الخلايا النائمة بالعمليات التخريبية والحركات الانقلابية.

وبحسب حديث سابق لمساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع أنه لا يستبعد أن تدخل قوات الجبهة الثورية أية منطقة أخرى في البلاد ضمن الخطة «ب» التي أقرها قادة التمرد وتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، وهنا تجدر الإشارة إلى تزامن مع وضع خطة المائة يوم لإسقاط النظام من قبل المعارضة، وزاد إن أحد أهداف الخطة «ب» للجبهة الثورية تنفيذ السيناريو المصري لثورة «25» يناير أو جزء من السيناريو الليبي الذي أطاح بالراحل معمر القذافي، بجانب أن الخطة تعتمد في الأساس على اقتلاع النظام من العاصمة عبر محورين الأول من وادي هور في شمال دارفور والثاني من جنوب كردفان، بجانب التخطيط للاستيلاء على اثنتين من ثلاث مدن كبيرة حددتها بكادوقلي في جنوب كردفان، والأبيض في شمال كردفان والفاشر في شمال دارفور.

الخطة فشل لخطط سابقة بينما يرى المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري أن للجبهة الثورية أكثر من خطة لإسقاط النظام في الخرطوم وبعد الفشل الذي لحق بها في منطقة أبو كرشولا لجأت للخطة «ب» واضعين في حساباتهم أن تكون الخرطوم الخطوة الأولى في التنفيذ بواسطة الخلايا النائمة والطابور الخامس، من ثم يتبعها تحرك آخر من الأقاليم، ويمضي الساعوري إلى أن ضرب أنبوب البترول في منطقة عجاجة إحدى مراحل تنفيذ الخطة التي اعتمدتها الجبهة الثورية، غير أن المحلل السياسي عبد الملك النعيم في حديثه لـ «الإنتباهة» قال إن جوبا أو دولة الجنوب لم تكن بعيدة عن الجبهة الثورية أو قطاع الشمال، فهي قريبة منه دعماً وإيواء، ودولة الجنوب هي الراعي الرسمي لما يسمى قطاع الشمال ولذلك أي تخطيط للجبهة الثورية أو قطاع الشمال لتنفيذ مخططاته في السودان يكون برعاية وإشراف دولة الجنوب، فهي تدعي أنها فكت ارتباطها الوثيق بقطاع الشمال، وهذا إدعاء مخالف تماماً لأرض الواقع، وينبغي على الرعاية الإفريقية بواسطة الوسيط ثامبو أمبيكي التي تجري خلال هذه الأيام بشأن قرار الرئيس البشير القاضي بإغلاق أنبوب نفط الجنوب ينبغي التأكد من أن دولة الجنوب ما زالت تأوي حركات التمرد وتدعم قطاع الشمال.

صحيفة الإنتباهة
أم سلمة العشا[/JUSTIFY]