رأي ومقالات

مالك الزاكي : جنيهي العزيز ..!!

[JUSTIFY]أمتلك جنيهاً وأعتبره أعز عزيز عندي لأنه يكفل لي لقمة العيش لي ولأسرتي وأولادي وأحبابي ـ هذا الجنيه هو الصديق الذي يشاركني وقت الضيق ويحقق لي أمانيَّ وتطلعاتي في الحياة ويقضي لي كل احتياجاتي ويحقق لي ما أصبو إليه في الحياة ويساعدني في مرضي وعلاجي بعد الله ولذا أصبح عندي هو أعز عزيز.

ولكن يهون كل ذلك ويرخص إذ وجهته لمن هم أعز وأغلى (لدعم المجهود الحربي) للرجال الأشاوس الغر الميامين الذين قدموا ويقدمون ما هو أعز وأغلى من المال. هي الروح الطاهرة والدماء الزكية حماية لنا ولأموالنا وأولادنا ودفاعاً عن أرضنا وعرضنا فكيف لا نجود لهم بالمال لجلب السلاح الجيد الفعال ولتحسن به حالة الجندي نفسه وتكفل له ولأسرته العيش الكريم ليتفرغ لمهمته العسيرة ولا نقبل أن (تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب). هذا لا يصح وندخر المال ولا نجود لهم به لحمايتنا ـ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا يجودوا بها تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة وقبل ذلك في الدنيا سوف يأخذها الأعداء والمجرمون عنوة بعد أن يذبحوا أبناءهم ويستحيوا نساءهم ويستولوا على بلادهم وكل ممتلكاتهم كما حدث في (أبو كرشولا) ويصبحوا من الخاسرين ويكونوا من النادمين حيث لا ينفع الندم ويقول يا ليتني دفعتها للمجاهدين. وعليه لزم على أي فرد منا أن يجود بما عنده ولو مثل جنيهي الواحد هذا لأن القليل مع القليل كثير. على أن يكون العطاء نقداً أو عيناً مثل الآن أرادب الذرة والسمسم وأطنان الصمغ العربي والفول وكل المنتجات النقدية وقطعان الماشية كغذاء للجيش والبعض يباع ويورد لصندوق الدعم كما يفتح المجال للنساء ليجُدن ببعض الحلي كما حدث في كثير من المناسبات الوطنية كان للمرأة دور عظيم يُحمد لها.

ولا أقبل أن يوضع جنيهي هذا في صندوق تحت رعاية واحد من المواقع الخمسة الآتية وهي:
أولاً: وزارة المالية لا ـ المؤتمر الوطني لا ـ الوزارات االتي احتالت على المال العام بالتجنيب لا ـ والوزارات التي رفضت تقديم حساباتها للمراجع العام لا ـ والجهات التي رفضت تقديم إقرارات الذمة لا ـ ولا المنظمات التي تجمع الأموال باسم الفقراء والمحتاجين ولم تصل الأموال لمستحقيها لا ـ لأن كل هذه المواقع محتاجة للمال لسد ثغرات أخرى بعيدة عن الهدف الذي جمعت من أجله الأموال وقال الحكماء (لا أمانة لمحتاج).

إذن بقي مجال واحد هو الجيش نفسه صاحب الأمر، وعليه يُرجى من سعادة رئيس هيئة الأركان أن يتكرم ويكوِّن لجنة لرعاية هذا الصندوق وتوجه المساهمات للصندوق (بالقيادة العامة) لدعم المجهود الحربي ويكون للجنة نمر حسابات بالبنوك ونمر بالموبايل لاستلام الأرصدة وكل (15) يومًا يُنشر بأجهزة الإعلام كشف بأسماء المتبرعين ليطمئن كل فرد أن مساهمته وصلت على طريقة الإعلام الشعبي طريق (شوبش في الأفراح) والذي لا يريد ذكر اسمه يمكن أن يقال (فاعل واجب) وأن تفتح اللجنة كل الطرق ليصلها الدعم مثلاً سكان الصحراء في المالحة وسكان الجبال والوهاد والمرتفعات ناس جبل عامر، كل هذه المساهمات تصل لقيادة الجيش بالمنطقة وليس الجهات المدنية، كما يمكن للإدارة الأهلية وزعماء العشائر أن تحصد من قبائلها وتورد للجيش بالمنطقة التي بها القوة بصورة للصندوق بالقيادة العامة بالخرطوم.

وفي دعم المجهود الحربي لنا أسوة بالشعب المصري الذي خاض التجربة وحقق الكثير وكان أبرز الناشطين في ذلك سيدة الغناء العربي المرحومة (أم كلثوم طيب الله ثراها) فقد طافت العديد من البلاد وأحيت سهرات لصالح المجهود الحربي ووصلتنا بالسودان وكان الدعم دون منٍ أو أذى وهنا عندنا الفنانون والمسرحيون والرياضيون وكثير من الهيئات التي تريد المشاركة في هذا العمل النبيل. ولتكن نفرة جادة وكاملة يشترك فيها كل الشعب بفئاته المختلفة. لأن المال (ضل ضحى زائل) وكما قال الشعراء:
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماً أن ترد الودائع
والاتكال على الله

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. يا السيد / الزاكي انت تقول ( دعم المجهود الحربي لنا أسوة بالشعب المصري الذي خاض التجربة)… ولكن دعني اسألك المجهود الحربي ضد من؟ نعم مصر خاضت التجربة ولكن ضد اجنبي مستعمر لبلادهم… في السودان المجهود الحربي لمن؟ وضد من؟ نترك لك الاجابة…

  2. تحية طيبة للاستاذ الكبير بكل المعاني( مالك الزاكي) كنت في سيرتك قبل أسبوعين فقط وطبعا ذكرناك بالخير فانت رجل خيّر حقا . أرجوا أن تضيف ديوان الزكاةإلى الجهات التي ذكرتها . نقابل في قارعة الطريق الآف ممن يستحقون الزكاة بجدارة ولكن طريقهم إلى الزكاة محفوف بالموانع.