جعفر عباس
صراصير بالفانيلا
وزوجتي التي تستنجد بي إذا ظهر صرصار على شاشة التلفزيون، لا تكف عن انتقادي لأنني «دوغري» في تعاملي مع الآخرين، فإذا كنت ضيفا في بيت ما وقدموا إلي مشروبا غازيا فإنني لا أتردد في تقديم الشكر لهم ورفض المشروب، وزوجتي تعتقد أنه ليس من حسن الذوق رفض الشراب او الطعام الذي يُعرض عليك في بيوت الآخرين، وأنا لست مستعدا لتناول مشروب يشعل النار في صدري والحموضة في معدتي استجابة لأعراف اجتماعية سخيفة، ولكنني في نفس الوقت، لا أتحرج في تحديد المشروب أو الأكل الذي أشتهيه والذي أعرف ان إعداده لا يكلف من أزورهم شططا: مش عايز كولا.. ممكن تعطوني شاي بنعناع… ما عندنا نعناع.. بالقرنفل؟ ما عندنا قرنفل!! طيب بالفلفل (أحب الشاي بالنعناع أو القرفة/ الدارسين، وأينما عملت زودت الفرّاش بتلك المواد ليضيفها إلى الشاي الذي يقدمه إلي، وخلال عملي في شركة اتصالات قطر «كيوتل» لاحظت ان الشاي الذي يقدمه إلي العامل الهندي طيب الرائحة ولكنني لم استطع معرفة مصدر تلك الرائحة فسألته عن المادة التي يضيفها إلى الشاي عندما لا يكون هناك نعناع او قرفة، فقال إنه يضيف حبوب الفلفل الاسود كاملة وكان ذلك اكتشافا مهما بالنسبة إلي.. جربوه مع الشاي الأحمر وستشكرونني).. وبالمقابل فان زوجتي تعطي نفسها حق رفض تناول أي شيء في أي بيت سبق لها ان رأت فيه صرصورا، وإذا زرنا واحدا من تلك البيوت فإنها تعلن مقدما ان الطبيب منعها من تناول المشروبات الساخنة والباردة.. ولو كانت صائمة يومين متتاليين ولم يكن الطعام متوافرا إلا في البيت الذي سبق لها ان رأت فيه صرصورا، فإنها تواصل الصوم لليوم الثالث.. ومن ثم فإنني شخصية معروفة لدى قسم مكافحة الحشرات والقوارض في بلدية العاصمة القطرية الدوحة، وكنت أقوم بنفسي بنقل عمال رش المبيدات ذهابا وإيابا، ولكن المودة التي نشأت بيني وبين العاملين في القسم جعلتهم يمرون ببيتي على الأقل مرة في الشهر للتأكد من أن الصراصير لم تتسلل اليه، بل صاروا يرشون بيوت جيراني بالمبيدات لمنع تسلل الحشرات منها إلى بيتي،.. أتعامل مع جهة حكومية لأنني أعرف مضارّ المبيدات الحشرية وأعرف ان بعض الشركات الخاصة لا تتردد في استخدام مبيدات محظورة مهربة.
وبالتالي، فمن المفهوم انني مهتم بأخبار الصراصير وطرق مكافحتها، وهكذا سعدت كثيرا عندما تداولت الصحف مؤخرا وصفة عبقرية لباحث عربي قال إن خلطة السكر بالفانيلا (وليس الفانيليا كما ينطقها الكثيرون) كفيلة بالقضاء على الصراصير، (ثم نصدرها إلى كوريا حيث يأكلونها مقرمشة) وقياسا على تلك الخلطة العبقرية فإنني أعتقد انه من الممكن القضاء على الفئران بخلطة من أم علي والفراولة.. أما البعوض فيمكن القضاء عليه برش المستنقعات بعصير المانجو والكريم كراميل..آل اقتل الصراصير بالسكر والفانيلا آل! هناك استخفاف بالعقل وقواعد البحث العلمي في العالم العربي، ومن ثم لا يمر يوم من دون ان يعلن أحدهم اكتشاف علاج ناجع لمرض ما او حل ناجز لمشكلة ما. جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
(هناك استخفاف بالعقل وقواعد البحث العلمي في العالم العربي، ومن ثم لا يمر يوم من دون ان يعلن أحدهم اكتشاف علاج ناجع لمرض ما او حل ناجز لمشكلة ما.)
صدقت يا أستاذي الفاضل .. بل إن المضحك حينما يعلن أحدهم علاجا”.. لنقل مثلا” علاج ضيق التنفس أو الشعب الهوائية!!! فتجد أحد العطارين يخلط بعضا” من العسل وقليلا” من زيت الزيتون وبعض الأحيان زيت (الزفتون) زفتون = زفت صلب .. ويدًعي أن هذا الإكتشاف العلمي حدث من أشهر أطباء الطب البديل ويبيعه بأسعار مرتفعة !!! والعجيب يا أستاذي الفاضل أن الناس يتعلقون لأتفه سبب بكلام الناس عن الأدوية التي نجحت معهم!!ومن ثًم يذهب ليجربها على نفسه من دون حتى الرجوع إلى الطبيب المختص أو الروشتة الطبية .. دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .