الطاهر ساتي
أعطني مسرحاً أعطيك ..« نفرين » ..!!
** نعم ، المسرح السوداني ليس بحاجة لعبقرية تزيح الستار وتكشف الحال ، فالحال البائس مكشوف ويقدم عرضا يوميا في الهواء الطلق منذ كذا سنة ، ليشاهده القاصي قبل الداني ..واعتزال سنادة لم يكشف ذاك الحال للرأي العام ، أو كما يظن سنادة .. ولست أدري كيف غاب حال مسرحنا عن مكي سنادة طوال هذه السنوات ، حتى عرف أخيرا لون ورائحة وطعم حال المسرح ، وغضب ثم اعتزل ..؟..بمعنى ، هل تفاجأ أستاذ سنادة ببؤس الحال – يادوب – في خواتيم رمضان الفائت ..؟..لا..فالأستاذ سنادة ظل يشغل مناصب رسمية بأجهزة الدولة الرسمية ذات الصلة بالمسرح لأربعة عقود متتالية ، وكان أخرها منصب مدير عام المسرح القومي « 1998 – 2005 م» ..وهو موقع رسمي يمكن للجالس عليه معرفة كل شئ عن تفاصيل المسرح السوداني ، وبالتأكيد بؤس الحال كان متجليا أمام سنادة طوال سنوات جلوسه على مواقع اتخاذ القرار ..ليت أستاذ سنادة تقدم عهدئذ باستقالته احتجاجا ، أو ليته اعتزل المسرح عهدئذ غاضبا ، لو فعل أمرا كهذا ، لاحتفت به الصحف والناس ، خاصة أن الصحف والناس تفتقد لمسؤول يعتزل ويستقيل رفضا للتقاعس أواحتجاجا للاهمال .. للأسف لم يفعل سنادة الفعل المناسب في الزمان المناسب، وهو فى المنصب المناسب .. بل سكت دهرا وغضب أخيرا ، لا لحال المسرح السوداني كما يترآى للبعض ، بل لأن وزارة الثقافة رفضت له طلبا خاصا يطالب فيه مسرح الفنون الشعبية ليعرض عليه مسرحيته ستين يوما .. نعم ، ماكان على الوزارة أن ترفض الطلب الخاص ، ولكن ماكان على استاذ سنادة أن يغضب للخاص ، ثم يلبسه ثوب العام ..فالمواقع الرسمية العليا التى شغلها تؤكد بان سيادته أيضا من المساهمين في ..« بؤس حال المسرح » ..!!
** وبعد توضيح ما وراء غضب الأستاذ مكي سنادة ، نرجع لما وراء فرح الأستاذ علي مهدي .. كأي سوداني محب للبلد ونجاح أبناء البلد ، يسعدني أن يتقلد السودان المناصب العليا في المنظمات والهيئات الدولية ، سياسية كانت أم ثقافية ..ولكي تكتمل السعادة في مثل تلك المقامات يجب أن نحسن واقع السودان بحيث لايرهق كاهل من يمثله في تلك المناصب الدولية الرفيعة ..نماذج لتوضيح إشارتي هذه .. لن يكون مفاجئا لأحد بأن يشغل د. كمال شداد أو غيره أي منصب رفيع فى أي إتحاد رياضي ، إقليميا كان أو دوليا ، بحيث الواقع الرياضي في السودان تحسن عما كان عليه ، ولايزال الواقع يسير فى خط التحسن .. إذا ليس في الأمر عجب .. نموذج آخر .. يستطيع البروف علي شمو أن يصطحب تاريخه العريق وتاريخ الإعلام السوداني الأعرق ، ويذهب بهما إلي أي منصب إقليمي أودولي ويجلس عليه كمنصب صادف أهله ، وليس فى الأمر عجب .. ولكن هل يحلم أحدكم فى ظل الوضع السياسي الراهن بأن يفكر أحد ساستنا لشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة «مثلا » ..؟.. لا .. لماذا ..؟..الإجابة كانت في ثنايا قمم الاتحاد الافريقي الاخيرة ، حيث رفضت الدول للسودان وعدا موثقا ، والسبب أن واقعنا السياسي لم يتعافَ تماما بحيث يشغل منصبا كهذا لايدهش الآخرين و « المنصب » .. وهكذا ، حين لايتناسب الواقع الوطني مع المنصب الإقليمي أو الدولى تحل الدهشة محل الترحاب .. كما الحال في حدث استقبال الناس والحياة خبر اختيار السودان نائبا لرئيس الهيئة الدولية للمسرح .. هذا مدهش .. والمدهش جدا هو أن السودان فى تلك الهيئة نائب بنغلاديش .. رئيس الهيئة بنغالي والنائب سوداني .. وبعد ذلك لن تستعصي على ذوي البصائر معرفة قيمة تلك الهيئة ومناصبها في ..« عالم المسرح » ..!!
** الملخص .. اعتزال مكي سنادة مسرحية كتلك المسماة بمسرح الرجل الواحد ، وكذلك منصب علي مهدي .. فاصلحوا حال مسرحكم – بعيدا عن تلكما المسرحيتين – بالجدية ، هذا إن كنتم تؤمنون حقا بـ : أعطني مسرحا أعطيك شعباً ..!!
إليكم – الصحافة -الاحد 26/10/2008 .العدد 5511
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
كلامك كلو صاح ولامس اوتار حساسه جدا خاصة في مسالة الفنون وحجم وتمثيل الفنان السوداني
very good Mr. Saty @ go head