جعفر عباس

ادفعوا لأحرركم من كرسي الأسنان

ادفعوا لأحرركم من كرسي الأسنان
أعتقد انه من حقي ان أطالب قراء هذه الزاوية بعمولة نظير الأفكار النيرة، والمعلومات القيمة التي أطرحها فيها، وبإمكان القراء المقيمين في العواصم الخليجية «تخليص» ضمائرهم عندما أقوم بجولة في المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تلبية لدعوات عدد من الأصدقاء، ويطيب لي أن أنبههم إلى أنني لست من انصار الكبسة ولا تنطلي علي حركات ذبح الخراف «على شرفي» ويكون نصيبي الفعلي منها ربع كيلو!! أريد منهم هدايا استثنائية بمناسبة عيد ميلادي الاستثنائي هذه السنة فأنا كما هو وارد في الموسوعات والمراجع العلمية من مواليد الاول من سبتمبر وهو يوم صار شؤما وملوثا منذ ان ارتبط به معمر القذافي لأنه قام بانقلابه المشؤوم في ذلك اليوم ثم دالت دولته في نفس ذلك الشهر من العام الجاري.
واليوم لكم عندي بشارة تساوي الشيء الفلاني، ورغم أنني لا اعرف ما هو هذا الشيء الفلاني فإنني أرجو ألا تكون قيمته كقيمة التراب العربي (العربي يقول ان الشيء بسعر أو رخص التراب للتدليل على تدني قيمته!!)، المهم خبر اليوم سار جدا لأنه سيضع حدا للتعذيب الذي نتعرض له على أيدي أطباء الأسنان، الذين يقال ان الجلادين، تعلموا منهم أفانين التعذيب، مثل خلع الأظافر ونزع الرموش: الاختراع الجديد فرشاة أسنان من اختراع ياباني اسمه تاكانوري شيقيهارا، وتنتجها شركة كاقوشيما سوبرسونيك تكنيكال لابوراتوري، ولن تحتاج مع هذه الفرشاة الى معجون من أي نوع فهي تنظف الأسنان بتوليد تيار كهربائي داخل فمك لإزالة الجير والرواسب الكلسية، ففي مقدمة الفرشاة شريطان صغيران من النحاس والمغنيسيوم، وعند غمس الفرشاة في الماء ينتج تفاعل كيميائي بين المعدنين يصدر عنه تيار كهربائي ضعيف أقصاه 1,8 فولت، وتجذب الأيونات السالبة في التيار الأيونات الموجبة في الكالسيوم الذي يتشكل منه الجير (البلاك) مما يسهم في تفتت الجير فتتمضمض ثم تكرر المحاولة وباي باي طبيب الاسنان، إذا واصلت استخدام الفرشاة وتفاديت أكل الكبسة والهريس والمريس والفسيخ والكوارع وما الى ذلك من أكلات تسد أسماؤها النفس!
الفرشاة تحمل اسم hsurbhtooT muisengaM notorP واعتقد ان هذا الاسم هو اضعف حلقات هذا الاختراع المهم، ففي العالم العربي حيث العبث بأسماء المخترعات والمصنوعات، جعلنا سيارة جي ام سي «جمس» وعصير البرتقال «أراجوز» تحريفا لـ«أورانج جوس» الانجليزية، وان اسم الفرشاة سيتحول الى شيء من قبيل «بورتا معيز» وما من شك في ان الناس ستنفر من شيء يدخل الفم ويحمل اسم المعيز! ولكن ما عليكم من الأسماء يكفي ان تقول للصيدلاني الهندي: أريد فرشة مال كرهبة (في الأرياف والبوادي العربية تصبح الكهرباء «كرهبة»).
سعر هذه الفرشاة في اليابان نحو دولارين أمريكيين، وقد طلبت منها نحو 200 قطعة سأحملها معي خلال جولتي الخليجية المرتقبة لبيعها للأصدقاء بسعر الكلفة أي في حدود عشرة دولارات للقطعة (تكاليف الشحن وتأمين مستخدم الفرشاة ضد الصدمات الكهربائية إذا كان فمه منجما للجير والطابوق والخرسانة والحصى والكنكري)، وكي لا يفكر أحدكم في الحصول على الفرشاة مباشرة من الشركة أعترف بأنني تعمدت إيراد اسم غير صحيح للشركة المنتجة لها!! بقي أمر كيفية التعرف على شخصي ليتم الشراء ودفع المبلغ الرمزي الآنف الذكر وإليكم فيما يلي وصفا دقيقا لملامحي الأساسية: لون الشعر غير معروف على نحو قاطع..تقاطيع الوجه: مايك تايسون على زكية زكريا.. ولا تسأل عن العمر لأن الأعمار بيد الله ولا حيلة لمخلوق فيها!

جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

‫2 تعليقات

  1. كم أنت قنوع يا أستاذي العزيز !!! تريد أن تبيع فرشاة مقاربة لسعر التكلفة .. لكن تجارنا للأسف؟؟؟ يعاملون الناس على أنهم بنوك متحركة فتجد سلعة” ما لنقل ب 20 دولار وحينما يجلبها التاجر يبيعها بأضعاف سعرها الأصلي 5 مرات هذا إذا كان قنوع.. أما إن كان من أصحاب الطمع والشره فقد يبيعها بأضعاف السعر من 7 إلى 10 مرات .. إسمح لي أن أهديك هذا المقطع الشعري من إحدى أغاني الفنان الكبير أبو بكر سالم (إنتا تحفة صاغها الرحمن من أحلى التحف .. إنتا في الدنيا قضية ما تحملها ملف .. إنتا أغلى إسم في قلبي رباعي الحروف ) دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .