إشتقت لأهلي
لكِ التحايا
أنا من سكان مدينة أم درمان.. لكن جذوري من أمي من مدينة الجريف غرب.. فلهم مني كل الاحترام والتجلة.. هم أهلي أعزهم وأقدرهم.. وعندما كنا أطفالاً نذهب كل خميس وجمعة للجريف غرب لا نحب أن نعود إلى أم درمان.. ليس لسبب إلا لترابط أهلها وتحاننهم.. لكنني بمرور الوقت افتقدت هذا الشعور.. فقد تغيرت ملامح المنطقة تماماً.. وأصبحتُ أحس بأنني غريبة عنها.. فكل الملامح التي تقابلني فيها لا أعرفها.. فقد أصبح معظم سكانها ينتمون إلى إحدى دول الجوار.. فرضوا ثقافتهم وسلوكهم على شوارع المنطقة.. بل حتى على طبيعة المحلات التجارية.. فكل المحلات التجارية أصبحت عبارة عن بوتيكات أو قهاوي صغيرة… تعرض ثقافتهم بكل أشكالها السلبي منها والإيجابي..
فتجد أهالي المنطقة هجروها.. فالبعض قام بإيجار منازلهم لهم واستأجروا في مناطق أخرى.. وهؤلاء لا يهمهم ما يحدث في منطقتهم من تشويه.. وسلوك غير حضاري.. والبعض الآخر اضطر للبيع أو الاستئجار خارج مسقط رأسه.. لأن عدد الوافدين أصبح أكثر من سكان المنطقة..
إنها ليست عنصرية مني.. لكن يجب أن يكون هناك توازن بين عدد الوافدين وأهل المنطقة.. فلا يجب أن يزيد عدد الوافدين عن نسبة الثلث.. حتى لا تضيع العادات والتقاليد وتتأثر البيئة والفلكلور والسلوك بالوافدين.. فأنت أستاذتي الدكتورة فدوى قد تطرقت لهذا الموضوع كثيراً.. وتناولتِ كل جوانبه.. وبما أن المنطقة تزخر بكثير من العلماء والباحثين أرجو أن تستنفريهم لحل المشكلة بصورة عملية.. بإجراء استبيانات.. وندوات.. بمشاركة أهل المنطقة.. المتواجدين والذين هجروها.. حتى تقفوا على هذه المشكلة بكل أبعادها.. الأيدلوجية.. والبيئية.. والصحية.. وأهمها الثقافية.. لأن بعضاً من شبابنا يأخذون السلبي من الثقافات ويتركون الإيجابي والمفيد.. هذه ليست دعوة مني لطردهم أو إساءة معاملتهم.. ولكن منطقتي التي اشتقت إليها كثيراً افتقدها.. لذلك أنقذوها حتى لا تضيع العادات والتقاليد.. وتراثنا العظيم.
أناشد كل أهالي المنطقة.. من إدارة شعبية.. وحكومية.. بأن يضعوا حداً لهذه الظاهرة.. حتى تقل المشاكل وترجع ملامح المنطقة إلى قديمها.. فقد اشتقت لترابط أهلي.. وحنانهم.. ومودتهم.. التي ضاعت وسط الغرباء.. وحتى تعود للمنطقة رائحتها القديمة.. «والماعندو قديم ما عندو جديد»..
نجلاء محيي الدين
أم درمان- حي الأمراء
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]