رأي ومقالات

نحن السلطة .. فمن أنتم ؟

عن نفسي أثق في مقدراتي الفكرية بصورة أفضل من ثقة المعارضة في نفسها ، ومرد الثقة هذا يعود لكوني أبدو بصحة وطنية جيدة ، عكس البعض الذي يعارض نتاج المرض الوطني العضال الذي ينخر فيه كنخر السل العظمي علي الترقوة .. أنني لا أحتقر المعارضين للدرجة التي يمكنني فيها تشبيه عقولهم بالعقول الحيوانية الفارغة ولكنني أجزم أن قياس حمولة عقولهم مجتمعة أخف حمولة من قياس عقل الطفل المنغولي الذي يولد مشوه العقل ومشوش الأفكار علي أحضان أمه .. فكلاهما الطفل المنغولي والمعارض وجهان لعملة بائسة واحدة لا تدعمها ضمانات اقتصادية كافية ولا تقويها ودائع أسعافية عاجلة .. أنهما زيادة أعباء تؤرق مضاجع المجتمع وتفسد راحة الجميع للاتجاه نحو العمل والانتاج .. ففي أحدث أحصا حكومي تم توزيعه علي شكل بلاغ للرأي العام السوداني تسلمت منه نسخه منمقه ، اكتشفت فيها ، أنني كنت مخطئ في تقديراتي بخصوص النسب الضئيلة من وزن العقل الذي وزعته مناصفة بين من سموا أنفسهم جدلا بالمعارضين ، لقد قرأت عنهم الكثير من الفظائع التي يندي لها جبين الانسانية ، وعلي غرار ذلك عرفت كم كنت قاسي عندما قارنت عقلية المعارضين السودانيون بالأطفال المنغوليون ، لهذا اعتذر بشدة لكل طفل منغولي اعتراه الشعور بأنني جرحت او خدشت مشاعره ، لهم العتبى حتى يرضوا ، لأنهم علي الأقل خلقوا أشخاص ذوي حالات خاصة ابتلاهم الله بالآعاقة النفسية والجسدية في الدنيا ليجتبيهم بها في الآخرة .. أما منغوليون السياسة فهم معاقين في الدنيا والآخرة فلا الانظمة التي يعارضوها ستجتبيهم ولا الله سينظر أليهم ويذكيهم يوم القيامة .. لهذا في كل صباح عند الغسق الأول من الفجر أنني أنهض من النوم بنشاط متناه لأصلي واشكر الله علي جزيل نعمة الموالاة التي وهبني أياها ولم يخلقني معارض أسبح بحمد المغضوب عليهم وأكبر بشكر الضالين .. أنني ابدا لا يمكنني أن أتصور شكل الفسيفساء الأخلاقية التي تبرر لهولا القتلة المعارضين أن يغتصبوا النساء وهن نساء وطنهم ووطنا ويقتلوا الرجال وهم رجال وطنا و وطنهم ثم يأتوا في الأخر ليسبوا الأطفال بدلا عن النساء ويقودوا الصغار نحو المجهول ليتم تدويرهم في الملاجي العسكرية مثل قوارير البلاستيك المنتهية الصلاحية ليعودوا بعد صهرهم بالنار والدموع والدم قتلة محترفين يوجهوا رؤوس فوهات البنادق المسمومة نحو قلوب وصدور ذويهم .. وما أقسي في القرن الواحد والعشرين أن يري المؤمنين الفتنة وقد خرجت من بين عباءة الأطفال لتسير علي الطرقات وهي بكامل زينتها وأنوثتها الطاغية كالعاهرة المتبرجة فتثير الغريزة الحيوانية لدي الجميع فيسود منطق النزاع بين المعجبين فيقتل الأخ أخيه أبن أمه وأبيه كما فعل هابيل مع قابيل .
أن التاريخ عبارة عن لوحة درامية مجردة من كل قيم المعاني الواضحة كما يقول هواة القراءات المتمعنة في سجل الحضارة الانسانية اللامتناه .. فالتتار عندما هاجموا بوحشية مفرطة الدولة العباسية وقضوا في بغداد علي الخلافة الأسلامية ، وافرغوا جل أحقادهم علي كرامة المسلمين فأن مجري التاريخ لم يتأثر من قريب او بعيد بهمجية التتار الذين وجدوا المساعدة من ابن العلقمي الذي تخابر معهم ليضعف المسلمين … وبذات القدر فأن المعارضة السودانية مهما تجيش منطقها ومهما تعرت من قيم البشر فأن لوحة التاريخ لا تقوي علي أبرازها في عين المشاهد أكثر من كونها معارضة فقيرة أيدلوجيا يدير حركة سكونها ( المنخنقة والموخوزة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ) . وتصوروا معي جبهة ثورية عريضة تكون الكلمة العلياء فيها لأصحاب العاهات ؟ .. اعتقد بناءا علي ذلك سوف يدرك كل قاري أن ما سيقوم به المتمردين في أطراف السودان من تعدي حربي مثل الذي فعلوه في ابو كرشولا ما هو الا انتحار سيصبغ عليهم نعمة الفناء بحيث يتأكدوا أن التاريخ فعلا عبارة عن لوحة درامية مجردة المعالم لا يمكن أن يراهم احد من خلالها عندما يصيروا نسيا منسيا ..

عبدالرحيم محمد سليمان

‫2 تعليقات

  1. سلام عليكم
    عفوا: كلام جميل، ولكن هؤلاء ليسوا معارضة، إنهم مرتدون محاربون وبغاة… فالمعارضة الحقيقية الشريفة موجودة داخل الوطن العريض، وموجودة في كل حزب وكل كيان ولكن بعلم وشرف ومسؤولية.

  2. [SIZE=3][SIZE=4]من الزي اعطى المتمردين قيمة ومكانه وثقة واوحا لهم انا الطريق الوحيد ليصلوا الى غايتهم هو طريق القتل والدماء وكلما كانت الوحشية اكبر تصل الى مبتغاك اسرع , في اي دولة وفي اي قانون يجد القتله من يسمع ويقدم لهم المناصب والاموال والقصور , لماذا نلوم المتمردين ولا نلوم من ترك لهم الحبل على القارب لينفذوا كل مخططاتهم , اذا وجد العالم فرصة في امريكا لدمرها لكن امريكا تحمي نفسها بقوتها واقتصادها ,, فهل حمينا نحن انفسنا بي قوتنا واقتصادنا , يجب علينا ان نحاسب المقصرين قبل ان نلوم المتمردين ….[/SIZE][/SIZE]